مجموعة «بريكس» تتوسّع: نصف السكّان و41% من الناتج العالمي
تتوسّع مجموعة «بريكس» بسرعة لافتة ويزداد نفوذها على الرغم من أنها لم تتحوّل بعد إلى تكتل اقتصادي أو حلف قادر على تحدّي هيمنة الدولار الأميركي. وبعد قبول 4 أعضاء جُدد في العام 2024، رحّبت المجموعة رسمياً بانضمام 9 دول جديدة في العام 2025، ليرتفع عدد أعضائها إلى 18 دولة، تضمّ نصف سكّان العالم وأكثر من 41% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (تعادل القوة الشرائية)، وتعدّ من كبار مُنتجي السلع الأساسية مثل النفط والغاز والحبوب واللحوم والمعادن.
في قمة «بريكس» الأخيرة التي عُقِدت في قازان، روسيا، في تشرين الأول/أكتوبر 2024، تمت دعوة 13 دولة للانضمام إلى عضوية المجموعة، وقبلت 9 من هذه الدول الدعوة، وهي: بيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وإندونيسيا وكازاخستان وماليزيا وتايلاند وأوغندا وأوزبكستان. ولم ترد 4 دول على الدعوة، وهي: الجزائر ونيجيريا وتركيا وفيتنام.
تأسّست مجموعة «بريكس» في العام 2009، ويتألّف اسمها من الأحرف الأولى (باللاتينية) للدول المؤسّسة، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمّت جنوب أفريقيا في العام 2010. وفي قمّة 2023 في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، توسّعت مجموعة البريكس مرّة أخرى، ودعت 6 دول أخرى، هي: الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات العربية المتّحدة. وقبلت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات الدعوة، وأصبحت رسمياً أعضاء في مجموعة البريكس في كانون الثاني/يناير 2024. ولم تتّخذ السعودية قراراً رسمياً بعد.
وافقت الأرجنتين في البداية على الانضمام، عندما كانت لديها حكومة يسار وسط بقيادة الرئيس ألبرتو فرنانديز ونائبة الرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر. ولكن بعد وصول زعيم اليمين المتطرّف المؤيد للولايات المتّحدة خافيير ميلي إلى السلطة في كانون الأول/ديسمبر 2023، ألغى قرار انضمام الأرجنتين إلى مجموعة البريكس في كانون الثاني/يناير 2024.
وحتى الآن، ومن دون احتساب المدعوين المتردّدين أو المنسحبين، أصبحت مجموعة «بريكس» تضمّ 9 من البلدان الـ20 الأكثر اكتظاظاً بالسكان على وجه الأرض، هي: الهند (الأولى)، والصين (الثانية)، وإندونيسيا (الرابعة)، والبرازيل (السابعة)، وروسيا (التاسعة)، وإثيوبيا (العاشرة)، ومصر (الرابعة عشرة)، وإيران (السابعة عشرة)، وتايلاند (العشرين). علماً أنه تمت دعوة نيجيريا، سادس أكبر دولة من حيث عدد السكان، للانضمام إلى مجموعة «بريكس» كشريك، لكنها لم تقدّم إجابة رسمية حتى الآن.
شكّلت الدول الخمس المؤسّسة للمجموعة ما نسبته 33.76% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (تعادل القوة الشرائية) في تشرين الأول/أكتوبر 2024، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، أي أنها تفوّقت على مجموعة السبع التي انخفضت حصتها من 52% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (تعادل القوة الشرائية) في العام 1990 إلى 29.08% فقط في العام 2024.
وتضم المجموعة 5 من أكبر 10 دول منتجة للنفط الخام في العالم، وهي: روسيا (الثالثة)، والصين (الرابعة)، وإيران (السابعة)، والإمارات العربية المتّحدة (الثامنة)، والبرازيل (التاسعة). ويعدّ أعضاء المجموعة من كبار منتجي الغاز والحديد والنحاس والنيكل والحبوب واللحوم…
تطالب مجموعة «بريكس» بتمثيل أكبر في المنظّمات العالمية، والحدّ من الاعتماد على الدولار الأميركي، وإنشاء نظام تمويل بديل. ومن الواضح أن أعضاء المجموعة يمتلكون قدرات كبيرة للتأثير على الصعيد العالمي وفرض مطالبهم، إلا أن المجموعة تفتقد إلى عناصر «التحالف» أو «التكتل»، وتحتاج إلى تجاوز التباينات الكبيرة بين أعضائها، كما تحتاج إلى المأسسة ليكون لها قوّة القول والفعل. فهي لا تزال إلى حدّ ما تجمّعاً غير رسمي، ليس لديها ميثاق ولا أمانة عامة أو صناديق مشتركة.