الموسم الرابع - الحلقة 1
الهترودوكس: مقدِّمة تاريخية
يعود بودكاست «يد خفيّة» بسلسلة جديدة سوف تُخصّص للبحث في النظريات الاقتصادية الهترودوكسية التي برزت في أعقاب الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
يعني مصطلح الهترودوكسية في اليونانية اشتقاقاً «الرأي الآخر» واصطلاحاً «مذهباً مغايراً للسائد». وقد انتشرت النظريات الهترودوكسية كردّ فعل على تراجع «إجماع واشنطن»، واستُخدمت لوصف النظريات الاقتصادية التي تتحدّى، بشكل جذري أو إصلاحي، هيمنة النموذج النيوكلاسيكي الذي بُنِيت على أسُسِه مبادئ هذا الإجماع، ويُعتبر حالياً النموذج السائد أكاديمياً وسياساتياً.
تزداد أهمّية هذا النقاش حالياً مع صعود حركات الانقلاب على الليبرالية الاقتصادية المعولمة، مثل الحركة المؤيّدة لترامب في الولايات المتّحدة، وغيرها من حركات اليمين المتطرّف حول العالم، كردّ فعل على فشل النموذج النيوكلاسيكي في الاقتصاد، فضلاً عن صعود النظريّات البيئية البديلة بسبب فشل الرؤية البيئية للنظرية النيوكلاسيكية التي ترى في حرّية السوق والتسليع الحلّ لأزمة المناخ، بالإضافة إلى صعود الصين السريع مع إعادة تبنّيها المبادئ الماركسية، ولو على المستوى الخطابي.
سوف نخصِّص كلّ حلقة من هذه السلسلة لنقاش إحدى النظريات الهترودوكسية الرئيسة. وفي الحلقة الأولى من هذه السلسلة، نحاور أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية الأميركية، غسّان ديبة، لاستكشاف ماهية النظريات الهترودوكسية وسياقاتها التاريخية، وماذا تعني في الاقتصاد.
محاور النقاش
السياق التاريخي والمكاني لمصطلحيْ «أرثودكس» و«هترودوكس» في الاقتصاد، وكيفية نشأة هذه الانقسامات.
العيوب الرئيسة الكامنة في الاقتصاد النيوكلاسيكي التي أدّت إلى ظهور كمّ هائل من النظريات البديلة وانتشارها.
علاقة تطوّر نظريات الهترودوكس بأزمات الرأسمالية.
السياسة تتجاوز الأكاديميا في النظرية الاقتصادية السائدة.
ارتباط المصالح الوطنية والطبقية بتطوّر النظرية الاقتصادية.
ما الجامع بين الاقتصاد الماركسي والنسوي والسلوكي والبيئي غير معارضتهم المبادئ النيوكلاسيكية؟
ملاحظة: تتمّ الإشارة إلى نظريات الاقتصاد الكلاسيكي والنيوكلاسيكي والكينزي والنيوليبرالية مرّات عدّة في هذه الحلقة، من دون شرحها بشكل وافٍ لتفادي التكرار، نظراً لتخصيص حلقات كاملة ضمن سلسلة «تاريخ الفكر الاقتصادي» للحديث في هذه النظريات والتعرّف إليها.
يمكن الاطلاع على هذه الحلقات عبر الروابط التالية:
الاقتصاد الكلاسيكي والماركسي في حلقة «العمل كمصدر للقيمة».
الاقتصاد النيوكلاسيكي في حلقة «الثورة الحدّية».
الاقتصاد الكينزي في حلقة «كينز في مواجهة النيوكلاسيكية».
حلقة «النيوليبرالية».
مصادر وقراءات إضافية:
كتاب «لماذا تفشل الأمم» لدارون أسيموغلو وجيمس أي روبنسون.
كتاب «ماركس في عصر الأنثروبوسين» لكوهي سايتو (بالإنكليزية).
كتاب «النظرية العامة للتشغيل والفائدة والنقود» لجون ماينارد كينز.
كتاب «القوة والتقدّم» لدارون أسيموغلو وسايمون جونسون (بالإنكليزية).