Preview وعد المقاطعة

الموسم الثالث - الحلقة 1
وعد المقاطعة

أهلاً وسهلاً بكم في حلقةٍ جديدةٍ من «يد خفيّة». نستكشف في هذه الحلقة الإمكانات الاقتصادية والثقافية لحملة المقاطعة الداعمة لفلسطين، ومدى استجابة الظروف الموضوعية والبنيوية لدعوات المقاطعة. ونستضيف فيها المظفر قطز تاج الدين، الباحث في الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية والتاريخ العربي الحديث والمعاصر في قسم الدراسات العربية والشرق آسيوية بكلّية الآداب في جامعة لوفن في بلجيكا.

يستخدم قطز تمييز الفيلسوف الفرنسي الداعم لفلسطين بيير بورديو بين رأس المال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وعلاقة التغذية المتبادلة بينهم، من أجل استكشاف إمكانات المقاطعة في إنتاج رأس مال ثقافي جديد مُتجذّر اجتماعياً يمكن تحويله إلى رأس مال اقتصادي على مستويات الإنتاج الأولي والثانوي، وحتى الثالثي (الخدمي)، فيُعاد تدويره بشكل أكثر استدامة لتلبية الاحتياجات التنموية للمجتمعات المحلّية. من هنا، نتناول السلع الخاضعة للمقاطعة كمنتجات ورموز ثقافية، ونتناول المقاطعة كوسيلة لإعادة تشكيل العلاقات الثقافية والاقتصادية.

يطرح قطز، أيضاً، وجهة نظره عن جاهزية الظروف الموضوعية لنجاح المقاطعة بسبب فشل الموجة الأخيرة من العولمة المُقادة أميركياً ثقافياً واقتصادياً. ثقافياً، فشلت هذه النسخة من العولمة في الوفاء بوعدها بالتنوّع والتفرّد والتعبير عن النفس من خلال الاستهلاك، في مقابل التماثل التي قدّمته الأنظمة الاشتراكية وفقاً لروايتها. أمّا اقتصادياً فقد فشلت في وعودها التنموية لبلدان الجنوب، التي عانت على المستويات التجارية والبيئية والوظيفية والضريبية.

وفي الخاتمة نناقش كيف يمكن للمقاطعة فتح إمكانات لإنتاج رأس مال ثقافي جديد يمكن تحويله إلى رأس مال اقتصادي، من دون الانجراف إلى ثقافة الانغلاق. وبدلًا من ذلك، استكشاف إمكانات وجود عولمة جديدة مبنية على تبادل ثقافي بين أطراف متساوية، وليس هيمنة ثقافية من طرف قويّ على أطراف ضعيفة.

مصادر بعض المعلومات المذكورة في النقاش:

1- أرباح ماكدونالدز «الريعية»: ما بين الإيجار وحقوق استخدام العلامة التجارية.
2- تدهور التشغيل في بلدان الجنوب.
3- تدهور الوضع البيئي في بلدان الجنوب.
4- تدهور الوضع التجاري لبلدان الجنوب.
5- التهرّب الضريبي في تجارة السلع غير الملموسة: الإطار 2.1 والشكل 10.1 من التقرير العالمي للملكية الفكرية 2017.