تعرّض لبنان في السنوات الأخيرة لصدمة هجرة مزدوجة، تمثّلت في توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين واستقرارهم في البلاد منذ العام 2012، ومن ثم بانهيار الاقتصادي في العام 2019، تكيّف معه اللبنانيون عبر موجة هجرة جارفة. هذا التكيّف مع الأزمة، من خلال السلاح الديموغرافي، سمح ظاهرياً باستمرار ما يُسمّى بـ«النموذج اللبناني»، إنّما على حساب تصفية التراكم المؤسّساتي والإنتاجي المُحقّق على مدار أكثر من قرن، ووضع البلاد في مهبّ خضّات أمنية خطيرة جرّاء سلوكيات الإنكار وخطابات شعبوية أو حزبية تدفع نحو مزيد من الإنزلاق. من هنا، تُعاين هذه الدراسة الواقع الديموغرافي في لبنان وتقيّم تطوّراته المحتملة.