• 1لاحظ المنظّر الماركسي كريستوفر جي. آرثر في تعليق مفيد على المسودة الأولى لهذه الورقة أنها «تؤكّد عملياً أن الرأسمالي ما هو إلّا نبيلاً وقد غيّر جلده، لكن هذه فرضية تاريخية تحريفية على نطاق واسع بلا أدلة مقدمة. يجب عليه الاعتراف بالقصة المعتادة القائلة بأن ثمّة نمط جديد من الإنتاج أدّى إلى انحطاط النبلاء وصعود الرأسماليين على الأقل، وحدوث صراع طبقي حادّ بين الطرفين على الأكثر، تخلّلهما أحداث عظام مثل الثورة الفرنسية». وإنه محق تماماً، لأن أطروحة هذه الورقة تفيد بأن الرأسمالي ليس إلّا نبيلاً متحوّلاً. لكن المهم ليس قضية الاستمرارية الشخصية (المقدمة في بعض الحالات، والغائبة في بعضها الآخر)، لكن فهم الانتقال من الإقطاعية إلى الرأسمالية بوصفه تغيّراً في شكل علاقة السيطرة والصراع، أو بتعبير أصح، تمرّد العمّال وخضوعهم. إذا جرى فهم الطبقة ليس بوصفها مجموعة من الناس (رأسماليين ونبلاء)، بل كقطب في علاقة تضاد من السيطرة (cf. Marx; Gunn 1987)، فسيكون من الخطأ أن نرى الصراع بين الرأسماليين والنبلاء بوصفه صراعاً بين طبقتين، بل بالأحرى صراعاً حول شكل السيطرة الطبقية، وشكل إخضاع العمّال المتمرّدين. لمعرفة المزيد حول «الفرضيات التاريخية التحريفية على نطاق كبير»، يرجى الإطلاع على عمل غيرستنبرغر (1990) الذي يدعم أطروحة مماثلة ضد أرثوذكسية المؤرّخين الماركسيين بأدلة غنية مبهرة (أنظر بالإنكليزية إلى أعمال Gerstenberger 1992; Holloway 1993; Gerstenberger 1993).
  • 2ما يتبع ذلك أن التنافر الطبقي لا يمكن فهمه من زاوية اﻹنتاج ببساطة، لكن من زاوية وحدة التداول واﻹنتاج، فرؤية اﻹنتاج بوصفه أساسياً وتدويره بوصفه ثانوياً تميل إلى الرؤية القائلة بأن الطبقة العاملة طبقة من الناس الخاضعين في اﻹنتاج، أي بروليتاريا صناعية. إذا جرى فهم رأس المال من زاوية اﻹنتاج وتدويره (أو وحدة هرب المتمرّد والهرب من التمرّد واﻹخضاع)، فسوف تظهر صورة أخرى. يعيش رأس المال عن طريق اﻹخضاع ثمّ الهرب من التمرّد الذي لا ينفصم عن الخضوع، فهو يتمصّ العمل كي يستغلّه ثم يبصقه بوصفه شيئاً كريهاً. التنافر الذي يؤسّس الطبقة العاملة ليس مقتصراً على اﻹخضاع، بل على اﻹخضاع والتمرّد، ﻷن الطبقة العاملة ليست مكوّنة من ضحايا خاضعين بل المتمرّدين الذين يهرب رأس المال منهم لكن يجب عليه إخضاعهم. إذا عاش رأس المال بالامتصاص والبصق، يمكن تصوّر الطبقة العاملة بوصفها شيئاً كريهاً يجري مصّه وبصقه على اﻷرض.
  • 3هذا هو التبرير الوحيد للفكرة القائلة بأن «رأس المال الوطني سيوضع في سياق فهم الدولة الوطنية بوصفه عائقاً أمام تحقيق التكافؤ في المعدل العالمي للربح» (كارل ماركس، رأس المال، المجلد الثالث، الفصل العاشر). لكنني لم أر أحداً قدّم تلك الحجة، وعلى أية حال يجب تقديمها بمصطلحات طبقية. وإنني لا أرى سبباً على الإطلاق لمنح صلاحية مسبقة لمثل تلك المقولات المشكوك فيها مثل بريطانيا أو الولايات المتّحدة أو المسكيك أو إيرلندا أو اليابان.. إلخ. مثل أي مقولة أخرى في النظرية الاجتماعية، يجب نقدهم جميعاً.
  • 4يبدو وكأن هذه الورقة تحلّق في الهواء لكنها ليست كذلك، فخلفها يكمن السؤال حول علاقة انتفاضة الزاباتيستا في إقليم تشياباس وخفض قيمة البيزو المكسيكي، بالإضافة إلى الاضطراب في أسواق المال العالمية (الخطر البنيوي على الرأسمالية العالمية) التي حفّزتها تلك الانتفاضة. يجعل فهم هروب رأس المال من المكسيك بوصفه ظاهرة اقتصادية بعيدة عن التمرّد في إقليم تشياباس (انفصال البنية عن النضال) من عقد الوحدة بين شكلين من السخط، في ريف تشياباس والعاصمة مكسيكو سيتي، أمراً صعباً، لكن بمجرد إشعال فتيل الصلة بينهما يمكن تغيير العالم.