رسالة من دونا إيناس إلى جلالته تطلب فيها إعادة الهنود

رسالة دونا إيناس، أرملة النقيب فرانسيسكو مارتين دي ألكانتارا، شقيق ماركيز بيزارو، تخبر فيها جلالة الملك بأنها كانت أول امرأة متزوّجة دخلت بيرو مع زوجها وصهرها لغزو تلك الأرض حيث عانت من مصاعب كثيرة، ورأت الكثير من سفك الدماء، وتألّمت عند رؤية الناس يموتون. وتطالب في رسالتها بإعادة مواطنيها الهنود الذين أخذهم فاكا دي كاسترو بعد وفاة زوجها فرانسيسكو مارتن دي ألكانتارا.

 

[أتيت أمامك] مثل جميع الأتباع الطبيعيين لجلالتك، الذين ليس لديهم أي ملاذ آخر سوى طلب العون واللجوء إلى إلهنا وملكنا، ويلجأون إلى جلالتك لعرض مصاعبهم واحتياجاتهم، وبفضل خير الله يجد الجميع العلاجات التي يتوقّعونها ويحتاجون إليها. إن إرادة جلالتكم لا تتوقّف أبداً عن تقديم معروفه وحسناته، خصوصاً للأيتام والأرامل والفقراء، مثلما أنا الآن مع أطفال الماركيز دون فرانسيسكو… بيزارو، الذي أستعرض نيابةً عنه اليوم مصاعبي وخسائري، والأفعال الحمقاء التي ارتكبها الآخرون معي ومع أطفال الماركيز. ثم أطلب من جلالتك أن تسمح لي بالحضور نيابة عن أطفال الماركيز دون فرانسيسكو… بيزارو وبالأصالة عن نفسي… على أمل أن تفكر [جلالتك] في إعادة ما أخذه الآخرون منا.

يجب أن تعلم جلالتك أنني كنت متزوجة من الكابتن فرانسيسكو مارتن دي ألكانتارا، شقيق الماركيز دون فرانسيسكو بيزارو، الذي مات دفاعاً عنه وبجانبه، وجاء ليغزو هذه الأرض، وأحضرني معه. أنا أول امرأة متزوجة جاءت إلى هذه الأراضي، وبدأت في تعميرها وخدمت جلالتكم في هذا الغزو وضد التمرّدات في هذه الأراضي، وعرّضت حياتي للخطر مرّات عديدة، وأرقت الكثير من دمائي في هذه المغامرة. أعطاني الماركيز، شقيق زوجي، ثلاثة آلاف هندي ليعيلوني ومكافأة لي على خدماتي. 

نظراً لعدم وجود عدد كافٍ من الهنود معاً في مكان واحد، فقد قسَّمهم [الماركيز] إلى ثلاثة فرق: في شاوشا حتى ستمائة فرد، وفي محيط هذه المدينة حتى مائتين مقسمّين إلى قسمين، ووضع الهنود الباقون في مقاطعة غوانوكو، المدينة الرئيسية في هذه المنطقة. قدّم [بيزارو] المراسيم الملكية واستحوذ [زوجي] عليها قبل شهرين أو ثلاثة أشهر من وفاته، وعندما مات تركهم لي. وبموجب المرسوم الملكي، استعنت بخدماتهم [الهنود] بهدوء وسلام. خطَّط دون دييغو وأتباعه الطغاة لقتل جميع أطفال الماركيز، وهذا ما أجبرني على الاهتمام بهم وحمايتهم. أثناء غيابي عن هذه المدينة [ليما]، قام السيد فاكا دي كاسترو، الذي يحكم حالياً نيابة عن جلالتكم، بتجريدي من ممتلكاتي من الهنود في غوانوكو، من دون أي سبب ومن دون الاستماع إلى قضيتي. وقد أعطى الهنود إلى بيدرو دي بويليس، تاركاً لي عدداً قليلاً جداً منهم، كانوا منهكين للغاية لدرجة أن عملهم لا يمكن أن يعيلني، كما قام بأخذ جميع الهنود الذين أعطاهم المركيز لأطفاله وتركهم بلا شيء… [فقط] مائتي هندي لخدمتهم… هذا الفعل مهين للغاية وغير معقول، لا سيما بالنظر إلى المساهمات الكبيرة التي قدّمها والدهم، الماركيز، وكذلك مساهماتي أنا وزوجي، إلى جانب التكاليف الكبيرة والسرقات والخسائر التي تكبدناها. ولذلك من غير المعقول أن يوخذ منهم ما تركه لهم والدهم وزوجي.

أتوسل إلى جلالتك أن تأخذ في الاعتبار كل ما قلته وأن يُعاد هؤلاء الهنود إلى أطفال الماركيز وإلي، وأن نستقبل المزيد من الهنود حتى نتمكن من تلبية احتياجاتنا وألا تسمح [جلالتك] بتلك الحماقة. ليحفظ الرب ضمير جلالتكم وحياتكم ويعزز حكمه الإمبراطوري [في هذه] الأراضي ويمتدح إيمانه الكاثوليكي في مدينة الملوك هذه، في العشرين من أيار/مايو من العام 1543.

أُقبل قدمي جلالتك المقدسة،

دونا إيناس