Preview تدمير منازل الضفة

إسرائيل تسرّع سياسة هدم المباني في الضفّة الغربية
648 بناء دُمّر في 5 أشهر

لم تشغل حرب الإبادة إسرائيل عن إكمال سياسة هدم أبنية الفلسطينيين في الضفّة الغربية والقدس، بل ازداد الأمر وحشية وفداحة. منذ بداية حربها على غزة  في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى 5 آذار/ مارس 2024، هدمت إسرائيل 648 بناءً في الضفّة الغربية، أي بزيادة قدرها 50% تقريباً عن الأشهر الخمسة السابقة لعملية طوفان الأقصى، التي دمّرت في خلالها  إسرائيل وصادرت نحو 446 بناءً.

منذ احتلالها للضفّة الغربية في العام 1967، تعمد إسرائيل إلى تقليص أي شكل من أشكال الوجود الحضري للفلسطينيين، وتجري تسوية منازل أهل الضفّة الغربيةبالأرض أو تصادرها، تدمِّر البنى التحتية، وتهدم المزارع والمدارس ومحال كسب الرزق. تهدف إسرائيل بهذا الفعل أن تكمل احتلالها للضفّة الغربية والقدس، عبر تقليص وجود الفلسطينيين بتزامنٍ مع بناء منازل ومباني للمستوطنين الوافدين، فضلاً عن العمليات ذات الهدف العقابي ضدّ الفلسطينيين الذين تدّعي السلطات الإسرائيلية أنهم هاجموا ما يسمّى بـ«المدنيين» الإسرائيليين أو قوّات الأمن الإسرائيلية.

لم يكن لأي حدث مهما كان عظيماً أن يقاطع هذا النهج الوحشي، لا اتفاق أوسلو الذي عُدّ مقدمة لحلّ الدولتين وإعطاء الفلسطينيين أرضهم الخاصة ليبنوا عليها ما شاؤوا، ولا جائحة كورونا التي أجبرت سكّان العالم على الاحتماء في منازلهم درءاً للعدوى، ويبدو أن حرباً إبادية مهولة تهدف إلى إنهاء قطاع غزّة بكامله لم تكن كذلك حجّة كافية لأن تعطي الكيان المستعمر «استراحة» عن هذا كلّه، بل سرّعته وأعين العالم أكثر تركيزاً على عمليات القتل الجماعي.

تدمير منازل الضفة الغربية

منذ 1 كانون الثاني/يناير 2009 وحتى 5 آذار/مارس 2024، دمّرت إسرائيل أو صادرت أكثر من 11 ألف بناء، وشرّدت أكثر 16 ألف شخص. لكن منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 هدمت إسرائيل 648 مبنى، أي أنها في 5 أشهر هدمت 5% إلى 6% من كلّ الأبنية المُهدّمة أو التي المصادرة في العقد ونصف العقد الأخير، فضلاً عن تشريدها نحو 1,618 شخصاً، من بين 450,263 متضرّراً.

تقريباً نصف المباني المهدّمة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي كانت منازل من ضمنها 278 منزلاً مسكوناً و38 منزلاً غير مسكون، بالإضافة إلى 122 مكان عمل، و101 بناء يتعلّق بنشاطات زراعية، و45 من مرافق البنى التحتية، و57 مرفق مياه ونظافة، و21 بناءً آخر.

تدمير المخيّمات الهدف الأول لدولة الاحتلال

منذ بداية الحرب، لم تسلم من التدمير الوحشي الإسرائيلي في الضفّة الغربية لا المدن ولا القرى ولا البلدات ولا غيرها، إلّا أن مخيّمات اللاجئين في الضفّة الغربية كان لها نصيبها الأكبر من هدم الأبنية، وبلغت 180 مبنى من أصل 650 مبنى في الضفّة، و54% من إجمالي المشرّدين. للمفارقة منذ العام 2009، لم يدمِّر أو يصادر العدو إلّا 322 بناءً في المخيّمات من أصل 11 إلى 12 ألف بناء! أي أنه هدّم أبنية في المخيّمات منذ بداية الحرب أكثر من ما دمّر في كلّ السنين  السابقة. صبّ التركيز الإسرائيلي سابقاً على القرى والبلدات ومناطق البدو والحراثة. ومنذ بداية العام 2009، كان أكثر من 80% من الأبنية المهدّمة أو المصادرة في هذه المناطق، لكن منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، دمّرت إسرائيل 300 بناء في هذه المناطق وهو ما يشكّل نحو نصف الإجمالي.

أيضاً، هدمت إسرائيل 103 بناءً في مدن الضفّة الغربية، وهو ما يشكّل 16% من إجمال الأبنية، علماً أنه منذ 1 كانون الثاني/يناير 2009 هدمت أو صادرت نحو 460 بناءً في المدن، أي 4% تقريباً من إجمالي هذه الأبنية.

من جهة أخرى، 152 من الأبنية التي جرى هدمها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر كانت في محافظة طولكرم، و115 في محافظة جنين، و144 في القدس. وبذلك تقع في هذه المناطق الثلاث 63% من الأبنية التي جرى هدمها، وأدّت إلى تشريد نحو 1,247 شخصاً. وتشهد هذه المناطق مواجهات عسكرية واعتقالات كثيفة. منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، شهدت القدس 1,900 حالة اعتقال، أمّا جنين التي أعلنها الاحتلال منطقة عسكرية مُغلقة منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لا تزال مخيّماتها تشهد مواجهات مسلّحة مع الاحتلال، وحتى اليوم تشهد طولكرم اعتقالات واقتحامات معزّزة بالآليّات والجرّافات العسكرية.