معاينة displaced lebanon

لا يزال 124 ألف شخص في لبنان نازحون بسبب الحرب

حتى الآن، لم تعلن الحكومة اللبنانية أي برنامج محدّد وملموس لإعادة جميع النازحين إلى ديارهم وإيواء الذين فقدوا مساكنهم. ووفق تقارير النزوح  الداخلي الدورية التي تصدر عن المنظّمة الدولية للهجرة، لا يزال في لبنان نحو  124 ألف نازح داخلي غير قادرين على العودة إلى منازلهم، إمّا لأنها تهدّمت بفعل العدوان الإسرائيلي المستمرّ، أو لأن الاحتلال ما زال يجتاح قراهم بالقرب من الشريط الحدودي من دون أي إشارة من إسرائيل تُطمئن بجلاء قريب.

تصرّ سياسة الحكومة على تقزيم الدولة إلى دور رديف. ففي ذروة الحرب على لبنان لم توفّر الدولة الإيواء إلا لأقل من 20% من النازحين، في ظروف بائسة وعبر المنظّمات الدولية والمنظّمات غير الحكومية، في حين تركت أكثر من 850 ألف نازح يتدبّرون أمورهم بأنفسهم ويخضعون لاستغلال «السوق». وكانت الحجّة هي ضخامة عدد النازحين وعجز الدولة المالي والإداري. اليوم، عادت أكثرية النازحين إلى أماكن إقامتهم ما عدا 13% منهم، ولا توفّر الدولة الإيواء إلا لنحو 4,370 نازحاً، أي 3% فقط من الذين ما زالوا مشرّدين.

تشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف النازحين الحاليين اضطروا إلى استئجار مساكن مؤقّتة لهم، وبالتالي يتكبّدون أكلافاً عالية تفوق قدرات معظمهم على تحمّلها لوقت طويل. ويعيش نحو 30 ألف نازح حالياً في مساكن مكتظة مع أسر أخرى مضيفة، ويتوزّع الباقون في أماكن استضافة أو مساكن ثانوية أو مباني غير مُكتملة.

123,774 شخصاً لا يزالون نازحين داخلياً بسبب العدوان الإسرائيلي

من أين يأتي النازحون؟

يأتي أكثر النازحين الداخليين اليوم من الأقضية الثلاث المحاذية للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلّة، حيث لا تزال إسرائيل تتوغل في قراهم وتقتحم بيوتهم وتحرقها. 70% من النازحين الحاليين هم من أقضية بنت جبيل وصور ومرجعيون بنسبة 36% و25% و9% على التوالي. وتعرّضت هذه المناطق الحدودية لأوسع عملية تدمير للمخزون السكني والبنية التحتية.

إلى ذلك، يأتي 12% من النازحين الحاليين من قضاء النبطية الذي تعرّض لتدمير واسع، و8% من الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما هناك 1,121 نازحاً حالياً يأتون من بعلبك بعد أن بلغ العدد 90 ألفاً في ذروة موجة النزوح.

في أي مناطق يتمركز النازحون اليوم؟

تتمركز غالبية النازحين في قضاء صيدا بنسبة 22%، يليه قضاء النبطية بنسبة 15%. وإن أضيف قضاء صور إليهما، يكون نحو نصف النازحين الحاليين قد احتموا في هذه الأقضية الجنوبية الثلاث فقط، وهو أمر معقول نظراً لقربها من أماكن عيشهم السابقة، أو مصالحهم أو المتاجر والمساحات التي ألفوها.

إلى ذلك، لا يزال 13% من النازحين يعيشون في بيروت، و12% في صور بالمقارنة مع أقل من 1% قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى 10% في عاليه. أمّا في الشوف فلم يعد يوجد إلا 8,800 نازح بعد أن كان القضاء الأكثر استقطاباً للنازحين في خلال الحرب بنسبة 18% من إجمالي النازحين.