Preview شركات الاسلحة

البزنس الملطّخ بالدم الفلسطيني

تدق الأصوات عبر العالم أجمع ناقوس الخطر حيال الحجم الوحشي والكارثي للهجوم الاسرائيلي على غزة. وقد وصف أحد الخبراء الوضع بأنه يمثل «حالة نموذجية لإبادة جماعية تتطوّر تحت أنظارنا». كما صرّح أحد مسؤولي الأمم المتّحدة بأن ترحيل الفلسطينيين من غزة سوف يكون «المثال الأكبر على التطهير العرقي في تاريخ هذه الأرض المعذّبة». وقد وثّقت منظمة العفو الدولية «أدلة دامغة على وقوع جرائم حرب»، مشيرة إلى أن «العدوان الكارثي الذي شنّته إسرائيل على قطاعِ غزة المحتلّ» تخلّلته «هجمات عشوائية تسبّبت في وقوع خسائر كبيرة ضمن صفوف المدنيين يتعيّن التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب».

الحق أن الرؤساء التنفيذيين لشركات الدفاع هم الذين يربحون عشرات الملايين سنوياً، والمساهمون في «وول ستريت» هم المستفيدون الحقيقيون من نشوب الحرب

تُحرّض كبرى شركات الدفاع الأميركية على كل هذا، وهي الشركات التي تربح من بيع الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية، والتي استُخدِمت بكثافة ضدّ المدنيين الفلسطينيين. في خطابه الذي ألقاه في 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ودعا فيه إلى إرسال شحنات أسلحة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل وأوكرانيا، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى «العمّال الأميركيين الوطنيين» الذين «يبنون ترسانة الديمقراطية ويخدمون قضية الحرية». والحق أن الرؤساء التنفيذيين لشركات الدفاع هم الذين يربحون عشرات الملايين سنوياً، والمساهمون في «وول ستريت» هم المستفيدون الحقيقيون من نشوب الحرب. قبل بضعة أيام فحسب، احتفى المديرون التنفيذيون لشركة «آر تي إكس» (رايثيون سابقاً) بمبيعات الأسلحة التي درّت مليارات الدولارات، ومن المتوقّع أن تزداد الارباح نتيجة الحروب الحالية، وقد أشاروا: «سترون الفائدة التي ستعمّ من تجديد الأرصدة على محفظة  رايثيون بأكملها».

علاوة على ذلك، يستند العدوان الحالي على دعم المليارديرات الذين يتبرّعون بمبالغ ضخمة للجان العمل السياسي اليمينية المؤيدة لإسرائيل، والتي تمارس الضغط من أجل استمرار العنف، فضلاً عن المسؤولين المنتخبين الذين يقبلون تبرّعاتهم بفارغ الصبر.

يرسم هذا المقال التمهيدي خريطة لعدد من شركات الدفاع الكبرى التي تدعم الحرب الجارية ضد الفلسطينيين في غزة وتستفيد منها، بالإضافة إلى مجموعة من المليارديرات المانحين الذين يعملون على إدامة هذه الحرب.

مُصنِّعو الأسلحة

تضمّ الولايات المتّحدة 5 من أكبر 6 شركات دفاع في العالم، وهي «لوكهيد مارتن»، «آر تي إكس» (رايثيون سابقاً)، «نورثروب غرومان»، «بوينغ»، و«جنرال ديناميكس». ولطالما باعت الشركات الخمس لإسرائيل الأسلحة التي تُستخدم ضد الفلسطينيين، وقد نوّهت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة بارتباط تلك الشركات بمبيعات الأسلحة أو مبيعات الأسلحة المحتملة المستخدمة في الهجوم الحالي على غزة. حيث ارتفعت معظم أسعار أسهمها بالتزامن مع بداية الحرب الجارية.

استحوذت الشركات الاميركية الخمس على 196 مليار دولار من العائدات العسكرية في العام 2022، وبين عامي 2020 و2022، تلقّى الرؤساء التنفيذيون للشركات الخمس ما يقرب من 318 مليون دولار كتعويضات إجمالية

استحوذت الشركات الاميركية الخمس على 196 مليار دولار من العائدات العسكرية في العام 2022. ويحصل رؤسائها التنفيذيون على مبالغٍ ضخمة من التعويضات (رواتب وانصبة ارباح وغير ذلك). وبين عامي 2020 و2022، تلقّى الرؤساء التنفيذيون للشركات الخمس ما يقرب من 318 مليون دولار كتعويضات إجمالية. فضلاً عن ذلك، يمتلك الرؤساء التنفيذيون قدراً هائلاً من الحصص في هذه الشركات، وهذا يعني أنهم يجنون أرباحاً فاحشة عندما ترتفع أسعار الأسهم. هؤلاء الرؤساء التنفيذيون هم شخصيات قوية، غالباً ما يعملون كرؤساء للشركات ومديرين لها، وهم يتمتعون بعلاقات مؤثرة مع عالم الشركات والسياسة الأوسع.

يتألّف كبار المساهمين في شركات الدفاع الخمس الكبرى من مديري الأصول الكبيرة أو البنوك الكبرى التي تمتلك أجنحة لإدارة الأصول، وتشمل «بلاك روك»، و«فانغارد»، و«ستايت ستريت»، و«فيديليتي»، و«كابيتال غروب»، و«ويلينغتون»، و«جي بي مورغان تشايس»، و«مورغان ستانلي»، و«شركة نيوبورت تراست»، و«لونغفيو لإدارة الأصول»، و«ماساتشوستس للخدمات المالية»، و«غيود كابيتال»، و«بنك أميركا».

لوكهيد مارتن

تعد شركة «لوكهيد مارتن» أكبر شركة دفاع في العالم من حيث الإيرادات. حقّقت في العام 2022 إيرادات بقيمة 66 مليار دولار، 96% منها أو ما قدره 63.3 مليار دولار، من عائدات الدفاع.

زوّدت شركة «لوكهيد مارتن» إسرائيل بالأسلحة على مدارِ عقودٍ لاستخدامها ضدّ الفلسطينيين. ووفق موقع Investigate، فقد استُخدمت  أسلحة شركة «لوكهيد مارتن» في هجمات «تضمّنت جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في خلال العديد من الهجمات العسكرية الكبيرة على قطاع غزة». ووفق موقع  Financial Review، تسعى إسرائيل حالياً للحصول على صواريخ هيلفاير، التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن».

ارتفعت أسعار أسهم شركة «لوكهيد مارتن» بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة.

حصل جيم تايكلِيت، الرئيس التنفيذي لشركة «لوكهيد مارتن»، على تعويضات إجمالية تزيد عن 66 مليون دولار بين عامي 2020 و2022. وبحلول 24 شباط/فبراير 2023، أصبح يمتلك 56,054 سهماً عادياً ووحدات أسهم في الشركة. ومع إغلاق سوق الأسهم الأميركية في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بلغ سعر سهم شركة «لوكهيد مارتن» 446.16 دولاراً، ما يعني أنه يمتلك أسهماً بقيمة 25 مليون دولار. تايكليِت هو عضو مجلس إدارة في «مجلس العلاقات الخارجية»، وهي المؤسّسة البحثية الأكثر نفوذاً ربما في مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية.

وبحسب موقع بيانات الأعمال Whalewisdom، فإن أكبر 5 مساهمين في «لوكهيد مارتن» هم:

شركات الاسلحة

في المجمل، يمتلك مديرو الأصول الخمسة مجتمعين أكثر من 34% من أسهم شركة «لوكهيد مارتن». أمّا المساهمين الخمسة الأكبر بعد هؤلاء فهم تشارلز شواب، «مورغان ستانلي»، «غود كابيتال»، «بنك أميركا»، و«كابيتال ريسيرش غلوبال إنفستورز».

المدير المستقل الرئيسي لشركة «لوكهيد مارتن» هو دانييل ف. أكيرسون، نائب رئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة «كارلايل» العملاقة للأسهم الخاصة والرئيس التنفيذي السابق لشركة «جنرال موتورز». كما يضم مجلس إدارة شركة «لوكهيد مارتن» عدداً كبيراً من الأشخاص المتغيّرين باستمرار والشخصيات المؤثرة، مثل جيه جونسون وزير الأمن الداخلي في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والشريك الحالي لمكتب المحاماة «بول فايس»، بالإضافة إلى فيكي أ. هولوب، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة النفط العملاقة «أوكسيدنتال بتروليوم».

آر تي إكس (رايثيون)

تعد شركة «آر تي إكس» (رايثيون) ثاني أكبر شركة دفاع في العالم من حيث الإيرادات. حقّقت إيرادات بقيمة 67.1 مليار دولار في العام 2022، 59% منها أو ما قدره 39.6 مليار دولار، من إيرادات الدفاع.

ووفق موقع Investigate، فإن شركة «رايثيون» زوّدت إسرائيل باستمرار وعلى نطاق واسع بالأسلحة المستخدمة في الهجوم على غزة على مدار العقدين الماضيين. على سبيل المثال، يقول موقع Investigate «في هجماته العسكرية المتكرّرة على غزة يستخدم الجيش الإسرائيلي قنابل شركة رايثيون من طراز GBU-28 الخارقة للتحصينات التي تزن 5000 باوند، وقنابل Paveway الموجهة بالليزر، بالإضافة إلى صواريخ جو-أرض من طراز AGM-65 Maverick، وصواريخ AIM-9X، وصواريخ AIM-120 Sidewinder، وصواريخ TWO بعيدة المدى».

في 17 تشرين الأول/أكتوبر، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة بايدن «تتحرّك بالفعل لإرسال المزيد من الذخائر والصواريخ الاعتراضية اللازمة للقبة الحديدية، وهي من صنع شركة «رايثيون». وشأنها شأن العديد من شركات الأسلحة الأخرى، قفزت أسهم شركة «رايثيون»  بالتزامن مع الحرب على غزة.

حصل غريغوري ج. هايز، الرئيس التنفيذي لشركة «آر تي إكس»، على تعويضات إجمالية تزيد عن 63 مليون دولار بين عامي 2020 و2022. واعتباراً من 8 شباط/فبراير 2023، كان يمتلك 801,339 سهماً في «آر تي إكس». هايز هو عضو في مجالس إدارة كلٍّ من «بيزنس راوند تيبل» وعملاق الوقود الأحفوري «فيليبس 66».

ووفقاً لموقع بيانات الأعمال Whalewisdom، فإن أكبر 5 مساهمين في شركة  «آر تي إكس» هم:

شركات الاسلحة

في المجمل، يمتلك مديرو الأصول الخمسة مجتمعين حصة تبلغ 32% تقريباً في من شركة «آر تي إكس». أما المساهمين الخمسة الأوائل التاليين فهم «ويلينغتون»، و«جاي بي مورغان تشايس»، و«دودج آند كوكس»، و«مورغان ستانلي»، و«غيود كابيتال».

ضمّ مجلس إدارة شركة «آر تي إكس»  شخصيات تتغيّر باستمرار مثل نائب وزير الدفاع السابق «روبرت و. وورك»، ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق «جيمس أ. وينفيلد جونيور».

نورثروب غرومان

تعد شركة نورثروب غرومان ثالث أكبر شركة دفاع في العالم من حيث الإيرادات. حقّقت في العام 2022 إيرادات بقيمة 36.6 مليار دولار، 89% منها أو ما قدره 32.4 مليار دولار، من إيرادات الدفاع.

ووفق موقع Investigate فإن شركة «نورثروب غرومان» تزود الجيش الإسرائيلي بمجموعة متنوّعة من الأسلحة، بما في ذلك أنظمة الصواريخ المختلفة. كما أُدخِلت تقنيات شركة «نورثروب غرومان» في أنظمة الأسلحة الرئيسية في إسرائيل، بما فيها الطائرات المقاتلة وسفن الصواريخ وطائرات التدريب. وقد زوّدت الشركة إسرائيل بالأسلحة لعقود من الزمن، ويقول موقع Investigate: «لقد استخدمت هذه الأسلحة مراراً ضد المدنيين الفلسطينيين، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا بالإضافة إلى التدمير الشامل للمنازل والبنية التحتية المدنية، كالمستشفيات والمدارس وأنظمة المياه والكهرباء».

ومع الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، ارتفعت أسعار أسهم شركة «نورثروب غرومان».

بين عامي 2020 و2022 حصلت كاثي ج. واردن، الرئيسة التنفيذية لشركة «نورثروب غرومان»، على أكثر من 61 مليون دولار من إجمالي التعويضات. واعتباراً من 15 آذار/مارس 2023، كانت تمتلك 161,231 سهماً في الشركة، بقيمة 78 مليون دولار. تشغل واردن عضوية مجلس إدارة شركة الأدوية العملاقة «ميرك»، كما أنها عضوة في «بيزنس راوند تايبل».

ووفق موقع بيانات الأعمال Whalewisdom، فإن أكبر 5 مساهمين في شركة «نورثروب غرومان»، هم:

شركات الاسلحة

وإجمالاً، يمتلك مديرو الأصول الخمسة مجتمعين ما يقرب من 35% من أسهم شركة «نورثروب غرومان». أما المساهمين الخمسة الأوائل التاليين فهم شركة «FMR LLC (فيدليتي)»، و«بنك أوف أميركا»، وشركة «ماساتشوستس للخدمات المالية»، و«جاي بي مورغان تشايس»، و«مورغان ستانلي».

أما المديرة المستقلة الأولى لشركة «نورثروب غرومان» مادلين أ. كلاينر، فهي عضوة في مجلس إدارة سلسلة الوجبات السريعة «جاك إن ذا بوكس». عوّضتها شركة «نورثروب غرومان» بمبلغ 361,122 دولاراً في العام 2022. وكلاينر هي أيضاً عضوة في مجلس إدارة رابطة السيدات المحترفات للغولف. ومن بين أعضاء مجلس إدارة شركة «نورثروب غرومان» الآخرين نذكر ديفيد أبني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي السابق لشركة UPS؛ وأرفيند كريشنا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة IBM؛ وتوماس م. شوي، المدير التنفيذي السابق لشركة «وول مارت»، والمدير السابق لشركة الأسهم الخاصة العملاقة KKR، والمدير الحالي لشركة «جنرال موتورز».

بوينغ

تعد شركة «بوينغ» خامس أكبر شركة دفاع في العالم من حيث الإيرادات. حقّقت في العام 2022 إيرادات بقيمة 66.6 مليار دولار، 46% منها أو ما قدره 30.8 مليار دولار، من إيرادات الدفاع.

في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه «يجري إرسال شحنات جديدة من القنابل الموجّهة الصغيرة التي تزن 250 باوند تصنعها شركة «بوينغ» إلى إسرائيل، فضلاً عن الأجهزة التي تحوّل القنابل البدائية القديمة إلى قنابل ذكية دقيقة التوجيه. وتشير مجلّة «The Financial Review» إلى أن «إسرائيل تسعى إلى الحصول على ذخائر الهجوم المباشر (JDAMs) والقنابل ذات القطر الصغير (SDBs) التي تنتجها شركة «بوينغ». قام موقع Investigate بتوثيق شحنات هائلة من اأسلحة من شركة «بوينغ» إلى إسرائيل كانت تُستخدم ضد الفلسطينيين على مر السنين.

حصل الرئيس التنفيذي لشركة «بوينغ» ديفيد كالهون على أكثر من 64 مليون دولار من إجمالي التعويضات، بين عامي 2020 و2022. وهو يمتلك حالياً 193,247 سهماً في «بوينغ» بقيمة تقارب 35 مليون دولار. كالهون هو مدير تنفيذي سابق في مجموعة «بلاكستون» العملاقة للأسهم الخاصة.  وهو عضو في مجلس إدارة شركة «كاتربيلار»، وعضو في «بيزنس راوند تايبل». كما يشغل كالهون منصب نائب رئيس مجلس أمناء جامعة فرجينيا للتكنولوجيا.

وفق موقع بيانات الأعمال Whalewisdom، فإن أكبر 5 مساهمين في شركة «بوينغ» هم:

شركات الاسلحة

إجمالاً، يمتلك مديرو الأصول الخمسة مجتمعين أكثر من 27% من أسهم «بوينغ». أما المساهمين الخمسة الأكبر الذين يحلّون في المراتب التالية ورائهم فهم «كابيتال ورلد إنفستورز»، «لوميس سايلس»، و«كابيتال ريسيرش غلوبال إنفسترز»، و«غيود كابيتال»، و«مورغان ستانلي». 

ورئيس مجلس إدارة شركة «بوينغ» هو لورانس دبليو كيلنر. ومن خلال منصبه، عوّضته شركة «بوينغ» بمبلغ 616,000 دولار في العام 2022. كما أن كيلنر عضو في مجلس إدارة شركة «اكسون موبيل». ويضم مجلس إدارة شركة «بوينغ»، من بين آخرين، لين جي غود، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة المرافق العملاقة «ديوك إنرجي»؛ وسابرينا سوسان رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذي لشركة Suez العملاقة لخصخصة المياه؛ ورونالد أ. ويليامز، الرئيس والمدير التنفيذي السابق لشركة الرعاية الصحية العملاقة «إِيتنا».

جنرال دايناميكس 

تعد شركة «جنرال دايناميكس» سادس أكبر شركة دفاع في العالم من حيث الإيرادات. في العام 2022، حققت الشركة إيرادات بقيمة 39.4 مليار دولار، 77% منها أو ما يقدر بـ 30.4 مليار دولار، من إيرادات الدفاع.

أشارت مجلة« The Financial Review» إلى أن «إسرائيل تحتاج في الوقت الحالي إلى قذائف دبابات من عيار 120 ملم، التي تصنّها جنرال دايناميكس». يوثق موقع Investigate العلاقة التجارية بين «جنرال دايناميكس» وإسرائيل. على سبيل المثال، يشير التقرير إلى أن «القوات الجوية الإسرائيلية استخدمت قنابل MK-84 التي تزن 2000 باوند، التي تنتجها شركة «جنرال دايناميكس» في خلال هجماتها المتكرّرة على غزة، وذلك في العام 2021، وفي العديد من جرائم الحرب المشتبه بها في العام 2014».

ارتفع سهم «جنرال ديناميكس» بالتزامن مع الهجمات الإسرائيلية على غزة.

حصلت الرئيسة التنفيذية لشركة «جنرال دايناميكس» فيبي ن. نوفاكوفيتش على تعويضات إجمالية تزيد عن 64 مليون دولار بين عامي 2020 و2022. واعتباراً من 8 آذار/مارس 2023، امتلكت 1,616,279 سهماً من الأسهم العادية وما يعادلها. نوفاكوفيتش هي عضوة في مجلس إدارة البنك المصرفي العملاق «جاي بي مورغان تشايس»، وعضوة في «بيزنس راوند تايبل»، وعضوة في مجلس أمناء مركز أبحاث السياسة الخارجية للدراسات الاستراتيجية والدولية.

ووفق موقع بيانات الأعمال Whalewisdom، فإن أكبر 5 مساهمين في شركة «جنرال دايناميكس» هم:

شركات الاسلحة

وإجمالاً، يمتلك مديرو الأصول الخمسة مجتمعين ما يقرب من 35% من أسهم شركة «جنرال دايناميكس». أما المساهمين الخمسة الأكبر التاليين فُهم «ستايت ستريت»، «كابيتال ريسيرتش غلوبال إنفسترز»، و«بنك أميركا»، و«ماساتشوستس للخدمات المالية»، و«جاي بي مورغان تشايس».

المديرة المستقلة الرئيسية لشركة «جنرال دايناميكس» لورا ج. شوماخر، هي أيضاً مديرة لشركة «كراود سترايك القابضة»، وهي شركة للأمن السيبراني. قامت شركة «جنرال دايناميكس» بتعويض شوماخر بمبلغ 330,336 دولار في العام 2022. كما يضم مجلس إدارة شركة «جنرال دايناميكس» جيم ماتيس»، وهو وزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي لدونالد ترامب، وأحد قادة غزو العراق واحتلالها، وقد أشارت مصادر إخبارية استقصائية إلى إمكانية ضلوعه بجرائم حرب في العراق.

المانحين من اليمينيين ولجان العمل السياسي الكبرى المؤيدة لإسرائيل

في الأسابيع الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة، نشطت مجموعات الضغط في واشنطن، وضمّت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) و«الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل»، ودعت المشرّعين إلى إرسال الأموال والأسلحة إلى إسرائيل. وكانت «إيباك» تضغط من أجل الحصول على حزمة تمويل حتى قبل أن يقدّم الرئيس الأميركي جو بايدن اقتراحه إلى الكونغرس. وتعقد مجموعة «الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل»، التي أطلقها نشطاء «إيباك» في العام 2019 لتعزيز الدعم لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، جلسات إحاطة لأعضاء الكونغرس من ضمنها اجتماع ظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت كضيف متحدّث.

في العام 2022، كانت «إيباك » هي المُنفق الأكبر بين المنظّمات المؤيّدة لإسرائيل في الولايات المتحدة. وبحسب موقع OpenSecrets، منحت «إيباك» 12 مليون دولار للمرشّحين والأحزاب في خلال الدورة الانتخابية 2021-2022. ذهب 7.9 مليون دولار إلى الديمقراطيين و4.7 مليون دولار إلى الجمهوريين. كما أنفق «مشروع الديمقراطية المتحد» التابع لـ«إيباك» نحو 26 مليون دولار في حملة هائلة للتأثير على الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2022 من خلال الإنفاق ضد المرشحين الديمقراطيين التقدّميين الذين اعتبرت «إيباك» أنهم لا يقدّمون ما يكفي من الدعم لإسرائيل. كما أنفقت المجموعة مبلغ 2 مليون دولار على عمليات اللوبي في خلال العام الماضي.

منحت «إيباك» 12 مليون دولار للمرشّحين والأحزاب في خلال الدورة الانتخابية 2021-2022. ذهب 7.9 مليون دولار إلى الديمقراطيين و4.7 مليون دولار إلى الجمهوريين

من أين يأتي هذا المال؟ سوف نسلط الضوء أدناه على بعض المانحين من أصحاب المليارات والملايين الذين يتبرّعون إلى «إيباك» و«الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل».

الجهات المانحة لمشروع الديمقراطية المتحدة (إيباك)

بول سينغر، إيليوت مانجمنت؛ ملياردير ومدير صندوق تحوّط تبلغ قيمته 6.1 مليار دولار. وهو من بين أكبر المانحين للجان العمل السياسي التابعة لـ«إيباك»، تبرّع بمليون دولار للصندوق في العام 2022. وهو أيضاً أحد أكبر المانحين السياسيين في الولايات المتّحدة. وفي العام 2022 وحده، أنفق سينغر والشركات التابعة له نحو 22 مليون دولار للتأثير على الانتخابات الفيدرالية. يمتلك صندوق التحوّط التابع لشركة Elliott Management حصصاً في العديد من الشركات، بما في ذلك حصة تبلغ 4% في Pinterest. يشغل سينغر منصب رئيس مركز الأبحاث اليميني «معهد مانهاتن» وهو مستشار لـ«برنامج جيمس ماديسون» والمؤسسات الأميركية في جامعة برينستون.

روبرت كرافت وجوش كرافت، مجموعة كرافت؛ روبرت كرافت. ملياردير مقيم في بوسطن تبلغ ثروته 11 مليار دولار. ساهمت شركته «ذا كرافت غروب» بمبلغ مليون دولار للجان العمل السياسي في التابعة لـ«إيباك» في العام 2022. وهو الرئيس التنفيذي لشركة «نيو إنغلاند باتريوتس» و«كرافت غروب» التي تشمل استثماراتها فريق بوسطن لكرة القدم. كرافت هو عضو فخري في جامعة كولومبيا، وأمين في كلّية بوسطن، وأمين في معهد دانا فاربر للسرطان، وأمين في مسرح أبولو.

ساهم جوش كرافت، نجل روبرت كرافت، بمبلغ 150 ألف دولار أميركي لصالح لجنة العمل السياسي الفائقة التابعة للغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل في العام 2021. جوش كرافت هو أحد أمناء مستشفى بريغهام للنساء، والرئيس المشارك لفريق العمل المعني بجرائم الكراهية في ماساتشوستس.

برنارد ماركوس، هوم ديبو؛ قدّم برنارد ماركوس، المؤسّس المشارك لشركة «هوم ديبو»، حوالى مليون دولار أميركي إلى لجنة العمل السياسي التابعة لـ«إيبِاك» في العام 2022. ماركوس، الذي تبلغ ثروته 8.2 مليار دولار، هو مانح سخي وحليف لترامب ومخرّب للاتحادات. وفضلاً عن ذلك فهو الرئيس المؤسّس للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية.

أمنون رودان، رودان أند فيلدز؛ هو الرئيس الفخري لشركة «رودان أند فيلدز» وهي شركة «تسوّيق متعدد المستويات» تبيع منتجات العناية بالبشرة. تبرّع بمبلغ 500,000 دولار إلى لجنة العمل السياسي التابعة لـ«إيباك» في العام 2022. وهو، بخلاف ذلك، الرئيس المشارك لمتحف أسبن للفنون.

مارك روان، أبولو غلوبال مانجمنت؛ هو الرئيس التنفيذي الملياردير لشركة الأسهم الخاصة العملاقة «أبولو غلوبال مانجمنت». تقدّر ثروته الصافية بنحو 5.5 مليار دولار. منح «إيباك» العام الماضي مبلغ 250 ألف دولار. وهو رئيس مجلس مستشاري وارتون في جامعة بنسلفانيا، ويحرض في الوقت الحالي قادة الجامعة على الاستقالة والجهات المانحة على حجب المساهمات لأن الجامعة أقامت مهرجاناً أدبياً فلسطينياً.

شركات السلاح

الجهات المانحة لمجموعة «الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل»

ستايسي شوسترمان، سامسون للطاقة؛ رئيسة شركة «سامسون للطاقة»، وهي شركة للنفط والغاز يقع مقرها الرئيسي في أوكلاهوما. في العام الماضي، كانت أكبر جهة مانحة للجنة العمل السياسي التابعة لمجموعة «الغالبية الديمقراطية»، وساهمت بمبلغ 2.9 مليون دولار. ستايسي هي وريثة ثروة عائلة شوسترمان. تبلغ ثروة والدتها لين شوُسترمان حوالى 4.5 مليار دولار. خدمت سابقاً في «المجلس الوطني لإيباك»، وتستثمر مؤسّسة عائلتها «على نطاق واسع في الجهود المبذولة لمكافحة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات» في الولايات المتحدة.

غاري لودر، إستيه لودر؛ ينتمي غاري لودر إلى العائلة المالكة لشركة «إستيه لودر»، هو المدير الإداري لشركة رأس المال الاستثماري «لودر بارتنرز»تُقدَر ثروته بحوالى 1.3 مليار دولار، وقد تبرّع بمبلغ 495,000 دولار «للغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل» في العام 2022. وهو مؤسّس ولا يزال من بين أكبر المستثمرين في شركة «ساوند ثينكينغ» (المعروفة سابقاً باسم «شوت سبوتر»)، وهي شركة مثيرة للجدل للكشف عن الطلقات النارية. كما أنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع معهد أسبن وهو مركز الأبحاث الليبرالي.

وتمتلك شركة «إستيه لودر» شركة العناية بالبشرة «رودان أند فيلدز». وقد تبرّع أمنون رودان، الرئيس السابق لشركة «رودان أند فيلدز» والعضو السابق في مجلس إدارة «إيباك» بمبلغ 500,000 دولار إلى لجنة العمل السياسي التابعة لـ«إيباك»، فضلاً عن مبلغ قدره 290,000 دولار «للغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل» في خلال هذه الدورة.

دان لوب، ثيرد بوينت كابيتال؛ دانييل لوب هو الرئيس التنفيذي لشركة «ثيرد بوينت» وهو صندوق تحوّط مقره نيويورك، وتقدر ثروته بحوالى 3.3 مليار دولار. تبرّع بمبلغ 125 ألف دولار لمجموعة «الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل». في العام 2019، قدّمت مؤسّسة «مارغريت ودانييل» منحاً لمؤسّسة «بيرث رايت إسرائيل»، وشركة «باساج أميركا إسرائيل» و«أصدقاء قوات الدفاع الإسرائيلية». وتتضمّن استثمارات شركة «ثيرد بوينت» حصة قدرها 4.4% في شركة «باث أند بودي ووركس». ولوب هو أمين سابق في مركز «ماونت سيناي» الطبي الذي تبرّع بالمال لبدء مركز «رونالد م. لوب لمرض الزهايمر».

هذه بعض الجهات المانحة الكبرى بين الشركات والمليارديرات الذين يواجههم المنظّمون الذين يعملون على وقف الفاجعة الجارية في غزة.

نُشِر هذا المقال في Orinoco Tribune في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2023.