Preview الشحن البحري

قفزة في أسعار الشحن البحري في أسبوع

قفزت أسعار الشحن البحري في العالم، نتيجة هجمات حركة «أنصار الله» اليمنية ضد السفن ذات الصلة بإسرائيل في البحر الأحمر. ووفق تقرير نشرته «رويترز»، ارتفعت أسعار الشحن هذا الاسبوع من آسيا إلى شمال أوروبا بأكثر من الضعف لتتجاوز 4,000 دولار لكل حاوية طولها 40 قدماً، ومن آسيا إلى البحر الأبيض المتوسّط ​​إلى 5,175 دولاراً، وفقاً لشركة Freightos، وهي منصّة الحجز والدفع للشحن الدولي.

وأعلنت بعض شركات النقل عن أسعار تزيد عن 6,000 دولار لكلّ حاوية طولها 40 قدماً لشحنات البحر الأبيض المتوسط ​​بدءاً من منتصف هذا الشهر، كما أن الرسوم الإضافية التي تتراوح من 500 دولار إلى 2,700 دولار لكل حاوية يمكن أن تجعل الأسعار الشاملة أعلى، حسبما قال جودا ليفين، رئيس الأبحاث في شركة Freightos. 

وارتفعت أسعار الشحن من آسيا إلى الساحل الشرقي لأميركا الشمالية بنسبة 55% لتصل إلى 3,900 دولار لكل حاوية سعة 40 قدماً. وقال ليفين إن أسعار الساحل الغربي قفزت بنسبة 63% إلى أكثر من 2,700 دولار قبل تحويل مسار البضائع المتوقع لتجنّب المشكلات المتعلقة بالبحر الأحمر.

ووفق مؤشر Drewry، ارتفع متوسط أكلاف الشحن في العالم بنسبة 61% وسطياً في غضون أسبوع من 31 كانون الأول/ ديسمبر إلى 4 كانون الثاني/ يناير. ويبلغ متوسط ​​الكلفة حالياً نحو 2,670 دولاراً لنقل حاوية بطول 40 قدماً، وترتفع الكلفة أكثر بكثير على خطوط النقل التي لا تزال تمر عبر البحر الأحمر، فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسعار الشحن بنسبة 115% على خط شنغهاي-روتردام.

وكانت أسعار الشحن البحري تتراوح ما بين 1,500 و2,000 دولار للحاوية الواحدة في معظم أشهر العام 2023. وانخفضت في أيلول/ سبتمبر إلى ما دون 1,500 دولار للحاوية الواحدة. إلا أن مستوى الأسعار الحالي لا يزال دون المستويات التي بلغها في ذروة جائحة كوفيد-19 في العام 2021، عندما وصل متوسط السعر إلى 14,000 دولار لكل حاوية مقاس 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسّط، ​​وإلى 22,000 دولار من آسيا إلى الساحل الشرقي لأميركا الشمالية.

تربط قناة السويس المصرية البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وهي أسرع وسيلة لشحن الوقود والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا. وتستخدم شركات الشحن هذا الطريق لنقل ما يصل إلى ثلث إجمالي شحنات الحاويات العالمية. وتؤدّي الهجمات المساندة للمقاومة الفلسطينية إلى تغيير مسار السفن للالتفاف حول القارة الأفريقية عبر رأس الرجاء الصالح، ما يزيد المدة التي تستغرقها السفينة للوصول إلى الموانئ التي تقصدها بما بين 7 و20 يوماً، ما يرتّب المزيد من الأكلاف.

المعروف أن أكثر من 80% من البضائع المتداولة في العالم يتم نقلها عبر البحر. ووفق دراسة أعدّها صندوق النقد الدولي، بالاستناد إلى بيانات 143 دولة على مدى السنوات الثلاثين الماضية، تشكّل أكلاف الشحن مُحرِّكاً مهماً للتضخم في جميع أنحاء العالم، فعندما تتضاعف أسعار الشحن، يرتفع التضخّم بنحو 0.7 نقطة مئوية. والأهم من ذلك، أن التأثيرات تبقى مستمرة، وقد تبلغ ذروتها بعد عام وتستمر لمدة تصل إلى 18 شهراً. وهذا يعني أن الزيادة الحالية في أكلاف الشحن يمكن أن تزيد التضخّم في هذا العام إلى معدّلات أعلى من التوقعات السابقة.