معاينة syria displaced

220 ألف نازح داخلي جديد في سوريا ما بعد الأسد

تمرّ سوريا بمرحلة تحوّل محورية تعيد تشكيل المشهد الإنساني والسياسي في البلاد. وعبر المحافظات السورية الأربع عشرة، يتشكّل المشهد السكاني بأنماط تنقّل ملحوظة. حالياً، يبلغ عدد سكان سوريا 26.3 مليون نسمة، من بينهم 6.5 مليون نازح داخلي يشكلون 24.7% من مجمل السكان، في حين يبلغ عدد اللاجئين في الدول الأخرى نحو 6.3 مليون سوري (23.9%  من مجمل سكان سوريا).

منذ سقوط بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، تم تسجيل 1.36 مليون حالة عودة في سوريا، تشمل العائدين من النزوح الداخلي والوافدين من الخارج. وكانت محافظتا حلب وإدلب في مقدمة المناطق التي استقبلت العائدين والوافدين من الخارج. مع ذلك، وعلى الرغم من سقوط نظام الأسد، ستكون عودة اللاجئين السوريين طويلة وترتبط بعوامل متعدّدة، فصحيح أنّ الكثير من العائدين يمتلكون مساكنهم، إلا أن نسبة كبيرة منهم تعود إلى منازل متضرّرة، ما يبرز الحاجة المستمرة لدعم إعادة التأهيل وإعادة الإعمار. كذلك، تستمر موجات النزوح الجديدة بسبب أعمال العنف الطائفي وعمليات الانتقام.

العودة والتهجير المستمرّ في سوريا

220,475 نازحاً داخلياً جديداً

منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، تم تسجيل 220,475 نازحاً داخلياً جديداً في سوريا. يشكّل هؤلاء نحو 3.36% من مجمل النازحين داخلياً البالغ عددهم 6,566,170، مع تمركز النسبة الأكبر في ريف دمشق (30%)، إدلب (24%)، وحلب (19%). 

يعيش 36% من النازحين الداخليين في منازل متروكة من سكّانها الأصليين، فيما يشغل 35% منهم منازل مستأجرة، ويتم استضافة 27% منهم مجاناً في منازل للأقارب والأصدقاء. في حين أن 7% من النازحين يسكنون في منازل يملكونها بالأساس. علماً أن 92% من مجمل المساكن التي تضم نازحين داخليين هي عبارة عن شقق أو منازل، فيما يعيش 3% منهم في مآوي مؤقتة وبيوت غير مكتملة و2% في المدارس. مع ذلك، لا تزال الأوضاع الأمنية والصراع العامل الأول الطارد للنازحين، يليه تدهور الأوضاع الاقتصادية ومن ثمّ الافتقاد إلى المأوى. وفي المقلب الآخر، ينتقل النازحون الجدد إلى المناطق التي لديهم فيها أقارب أو روابط اجتماعية، أو تلك التي يجدون فيها مأوى، أو يحظون بفرص اقتصادية للعمل وتأمين العيش. 

1,353,656 عائداً من النزوح الداخلي 

يبلغ عدد العائدين من النزوح الداخلي إلى مناطقهم الأصلية داخل سوريا نحو 1,353,656 منذ سقوط النظام، وهو ما يشكّل 20.6% من مجمل النازحين الداخليين. غادر العائدون بالدرجة الأولى من محافظتي حلب (23%) وريف دمشق (22%). وكانت إدلب (36%)، حلب (31%)، وحماة (17%) في صدارة المحافظات المستقبلة للعائدين. يمتلك معظم العائدين مساكنهم (83%)، ما يسهم في إعادة اندماجهم في مجتمعاتهم. إلا أن نسبة كبيرة ما تزال تعيش في ظروف سكنية هشة، مثل المباني المتضررة (42%)، وغير المكتملة والمهجورة (5%)، ما يعكس التحديات المستمرة في إعادة الإعمار وإعادة التأهيل. إلى ذلك، تشكّل الأوضاع الأمنية العامل الأول المحفّز على العودة، يليه إعادة استملاك الأصول والملكيات العقارية، ومن ثمّ جمع شمل العائلة.

729,971 وافداً من الخارج

تم تسجيل 729,971 وافداً جديداً من الخارج، وهو ما يشكّل نحو 11.6% من مجمل اللاجئين السوريين في الدول المختلفة، والبالغ عددهم 6.3مليون لاجئ سوري. يشار إلى أن 79% إلى مناطقهم الأصلية في سوريا، فيما انتقل 21% إلى أماكن أخرى داخل سوريا. وكان معظم الوافدين العائدين إلى أماكنهم الأصلية من مالكي المساكن (78%)، بينما كان 22% منهم يقيمون مجاناً في منازل مضيفة أو يتشاركون في الإيجار (11% لكل منهما). أما بين الوافدين العائدين إلى أماكن أخرى، فكان أكثر من نصفهم (53%) يستأجرون أو يتشاركون في الإيجار، كما يقيم 41% منهم مجاناً، وهو ما قد يشير إلى نيتهم البقاء مؤقتاً قبل العودة إلى مناطقهم الأصلية.