
النازحون واللاجئون السوريون: العودة محدودة جدّاً
حتى شباط/ فبراير 2025، عاد أكثر من 700 ألف نازح داخلي إلى مجتمعاتهم في سوريا، بالإضافة إلى نحو 260 ألف لاجئ من الخارج. عادت الغالبية منهم إثر سقوط نظام بشّار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024. ولكن، لا يزال يوجد نحو 7 ملايين نازح داخلي في سوريا بحسب المنظّمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى 4.6 مليون لاجئ خارج سوريا مُسجّلين لدى مفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين. ووفق البيانات المتاحة، أسفرت الأحداث بعد سقوط الأسد إلى موجات نزوح جديدة ناتجة من الأعمال الانتقامية الطائفية.
والنازحون الداخليون هم السكّان الذين أجبروا على الفرار من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل حدود بلادهم بسبب النزاع أو العنف أو الاضطهاد أو الكوارث. منذ 1 تشرين الأول/أكتوبر 2024، وحتى شباط/فبراير 2025، نزح نحو 179 ألف نازح جديد داخل سوريا، وحصلت غالبية حركات النزوح في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2024، بسبب تكثيف العمليات العسكرية التي أدّت إلى سقوط نظام الأسد. وبالتالي، أصبح عدد النازحين الداخليين في سوريا 6.99 مليون شخصاً منذ العام 2011 وبداية الثورة السورية، مع العلم أن هناك 17.41 مليون فرد يعيش في سوريا، ما يعني أن 40% منهم نازحين داخليين. وأكثر من ذلك، فإن 46% من النازحين الداخليين هم قاصرين دون سن الـ 18 عاماً، وغالبيتهم أي 4.88 مليون شخص يقطنون في مناطق سكنية كريف دمشق وحلب، بينما 2.11 مليون منهم يعيشون في مخيّمات في إدلب وحلب وحماة. لا يزال 20% من النازحين الداخليين في سوريا يعيشون في مخيّمات، وتدل هذه الإحصائية بمفردها على الوضع المزري لهؤلاء، بل حتى إن كانوا يقطنون في بيوت، فإن 28% منهم فقط يمتلكونها فعلاً، فالأغلب استأجروا شقق ومنازل أو تم استضافتهم مجاناً.

أمّا بالنسبة إلى العائدين من النازحين الداخليين، فاعتباراً من 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، عاد 723 ألف نازح داخلي في سوريا إلى مجتمعاتهم، ويشكّل هؤلاء نحو 67% من الأشخاص الذين عادوا منذ 1 كانون الثاني/يناير 2024، وهم أكثر بقليل من مليون شخص. وقد عادت غالبيتهم من أماكن نزوحهم في محافظتي اللاذقية وحلب. تكثّفت العودة في شهر كانون الثاني/يناير 2025، ومن المرجح أن يكون ذلك مدفوعاً بوعود السلطات الجديدة بمسار واضح للمضي قدماً في سوريا. صحيح أن غالبية العائدين منذ 1 كانون الثاني/يناير 2024 هم من أصحاب المنازل (81%)، ما قد يساعد في إعادة دمجهم في مجتمعاتهم الأصلية، ولكن لا يزال جزء كبير منهم يعيشون في ظروف معيشية محفوفة بالمخاطر. إذ يعيش 23% من العائدين في مباني متضرّرة و5% في منازل غير مكتملة.

وبالوصول إلى العائدين من الخارج، فمنذ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أي قبل شهر من سقوط نظام الأسد، أتى من الخارج 260 ألف شخص فقط، وهم يشكلون 45% من الأشخاص الذين أتوا منذ 1 كانون الثاني/يناير 2024 (571 ألف شخص)، في الوقت الذي لا يزال هناك 4.6 مليون لاجئ مُسجّلين لدى وكالة شؤون اللاجئين في الأمم المتّحدة حتى شباط/فبراير 2025. النسبة الأكبر من القادمين من الخارج أتوا من الدول المجاورة، التي يسهل الحركة منها أو الدخول إليها، ما يثير شكوك بأنهم باقون بشكل دائم في سوريا، علماً أن 50% من القادمين أتوا من لبنان، و22% من تركيا، و13% من العراق. إلى ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن 20% من القادمين إلى سوريا من الخارج منذ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لم يعودوا إلى موطنهم الأساس، وكذلك نحو 32% من الذين عادوا منذ 1 كانون الثاني/يناير 2024، وبغض النظر عن مكان عودتهم، فإن 41% منهم لم يكونوا من أصحاب منازل.