الـ10 الكبار
من يسيطر على سوق السلاح العالمي؟
تجاوزت عائدات السلاح والخدمات العسكرية التي حقّقتها أكبر عشر شركات لصناعة الأسلحة في العالم مبلغ 332 مليار دولار في العام 2023، وهو رقم يفوق الناتج المحلي الإجمالي لغالبية الدول، ويزيد بنحو 30 مليار دولار، أو 10% عن العائدات المسجّلة لهذه الشركات في العام 2022. أتى الارتفاع في عائدات العام 2023، نتيجة المجريات الخطيرة في المشهد الجيوسياسي العالمي، من تواصل الحرب في أوكرانيا، وتفاقم التوترات في شرق آسيا، إلى حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضدّ غزة.
بحسب منصّة «ديفنس نيوز» (Defense News) المعروفة بتتبع أخبار الجيوش وتجارة الأسلحة وصناعتها، تألفت قائمة شركات السلاح العشر الأكبر في العالم، من 6 شركات أميركية و3 صينية وشركة بريطانية واحدة. إلى جانب الحضور البريطاني، الذي يعبِّر عن ما بقي من جبروت المملكة المتّحدة في القرن الماضي، فإن الحضور الصيني والأميركي بين العشر الأوائل ليس بغريب، ذلك لأن العسكرة وإنتاج السلاح، مثلها مثل مجالات الذكاء الاصطناعي والشحن والفضاء، هي من حلبات التنافس الكثيرة بين الاقتصادين الأكبر في العالم حالياً، مع سعي كلّ من الدولتين إلى الإنفاق لصالح شركاتها المحلّية في المقام الأول.
ظلت الولايات المتحدة والصين أكبر دولتين من حيث الإنفاق العسكري في العالم في العام 2023، لكن بلغ الإنفاق الأميركي نحو 916 مليار دولار، في حين بلغ الإنفاق الصيني أقل من ثلث ذلك، أي حوالي 296 مليار دولار. وعلى الرغم من ارتفاع الإنفاق العسكري الصيني لمدة 29 عاماً على التوالي، وهي أطول سلسلة متواصلة من الارتفاع سجّلتها أي دولة على الإطلاق، وفقاً لقاعدة بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تظل الولايات المتّحدة اللاعب الأكبر من حيث التصدير إلى سوق السلاح العالمي، وحصّتها من صادرات الأسلحة تساوي 42% من السوق العالمية في العام 2023، أما الصين فتبقى حصتها 5.8%، علماً أن 61% من هذه الصادرات ذهبت إلى باكستان فقط!
في ضوء التنافس الصيني الأميركي، من هي الشركات العشر التي حقّقت أكبر عائدات في عالم السلاح؟ ومن يملك الشركات الصينية والأميركية؟ وهي ما الأسلحة التي تنتجها هذه الشركات؟ وما الأسلحة التي جُرِّبت في منطقتنا أو بيعت لها؟
1- لوكهيد مارتن الأميركية
هي أكبر مستفيد من بيع الأسلحة والمنتجات الدفاعية في العالم. في العام 2023، تجاوزت عائدات «لوكهيد مارتن» من بيع السلاح والخدمات العسكرية 64 مليار دولار، وهو رقم يتجاوز الناتج الإجمالي لنحو نصف دول العالم، والفرق بين «لوكهيد مارتن» وبين ثاني أكبر شركة في القائمة هو 20 مليار دولار، بل إن عائدات «لوكهيد مارتن» تساوي أكثر من 4 أضعاف عائدات الشركة صاحبة المرتبة العاشرة في القائمة.
من كلّ 38 دولاراً أنفقتها الدول لتلبية حاجات مؤسّستها العسكرية في العام 2023، من شراء الأسلحة، ورواتب الجنود والضباط، وبدلات التقاعد، وتأمين مساحات العمل، والمشاريع البحثية، ذهب دولار واحد على الأقل إلى «لوكهيد مارتن». وبدوره، يذهب ثلث هذا الدولار إلى 3 مؤسّسات مالية عملاقة، تعد المالك الأكبر لـ«لوكهيد مارتن» وهي: ستايت ستريت كوربورايشن، ومجموعة فانغارد، وشركة بلاك روك.
تشغّل «لوكهيد مارتن» 122 ألف موظّف حول العالم، ولديها أكثر من 345 منشأة، واسمها مقرون بمنتجات حربية ذائعة الصيت، كطائرة أف-35، ذات برنامج التصنيع الأغلى في العالم بتجاوزه 2 تريليون دولار.
تؤدّي منتجات «لوكهيد مارتن» دوراً أساسياً في الحرب على قطاع غزة اليوم، كما فعلت في حروب سابقة في المنطقة. تزوِّد شركة «لوكهيد مارتن» إسرائيل بطائرات مقاتلة من طراز F-16 وF-35، التي تستخدمها لقصف قطاع غزّة. وتصنع الشركة صواريخ هيلفاير لطائرات الأباتشي الإسرائيلية، أحد أنواع الأسلحة الرئيسة المستخدمة في الهجمات الجوّية على قطاع غزّة.
تصنّع «لوكهيد مارتن» صاروخ كروز للجيش الأميركي، وتتبجّح في موقعها الرسمي، باستخدامها في ساحة المعركة في خلال الحرب السورية. وارتبط اسم الشركة بالقنبلة التي استخدمها التحالف بقيادة السعودية في الهجوم المعروف على حافلة مدرسية في اليمن في العام 2018. والسلاح الذي أودى بحياة العشرات من الأطفال كان قنبلة MK 82 موجّهة بالليزر تزن 500 رطل (227 كيلوغراماً). وكانت الشركة من أكبر المستفيدين من ما سمي بـ«الحرب على الإرهاب». وبعد عام واحد من غزو الولايات المتحدة للعراق، أعلنت الشركة عن ارتفاع أرباحها بنسبة 41% نتيجة الطلب القوي على خدمات تكنولوجيا المعلومات والطائرات الحربية.
2- شركة الصين لصناعة الطيران
هي مجموعة شركات طيران مملوكة للدولة الصينية ومقرّها بكين، لديها أكثر من 100 فرع و27 شركة تابعة، وبلغت عائداتها نحو 45 مليار دولار في العام 2023، ما يجعلها ثاني أكبر شركة في العالم، من حيث عائدات السلاح والخدمات العسكرية.
هذه المجموعة هي المنتج الأول للطائرات المقاتلة الصينية، ولعل أبرزها طائرة تشنغدو جيه-20، أو «التنين الجبّار»، أول مقاتلة من الجيل الخامس يتم تصنيعها محلياً في البلاد. أظهرت الصين قوّة هذه الطائرة في خلال مناورة «السيف المشترك» في العام 2024، التي حاكت سيناريو لغزو تايوان. وقد أطلق جيش التحرير الشعبي هذه المناورة لمدّة يومين في أعقاب تنصيب رئيس تايوان الجديد في 20 أيار/مايو 2024.
تحاول شركة «الصين لصناعة الطيران» تسويق منتجاتها الدفاعية في منطقة الشرق الأوسط. في معرض دبي للطيران الثامن عشر، الذي أُطلِق في أواخر العام الماضي، قدّمت الشركة مجموعة كاملة من منتجات الطيران الصينية، بما في ذلك المقاتلات والمروحيات والطائرات التدريبية وطائرات النقل والمسيّرات، مثل الطائرة المقاتلة الشبح FC-31، وطائرة النقل الاستراتيجية Y-20، وطائرة الهليكوبتر التكتيكية Z-20. وفي شباط/فبراير شرعت الصين في عرض نموذج لمقاتلة FC-31 ضمن معرض الدفاع السعودي.
مؤخراً، أبدت القوات الجوّية المصرية اهتمامها بشراء مقاتلات صينية من طراز J-10C وJ-31 لتحل محل مقاتلاتها الأميركية القديمة من طراز F-16. أما الإمارات العربية المتّحدة، التي تحرص على اقتناء طائرات مقاتلة من الجيل الخامس لتعزيز قدراتها العسكرية، فقد ورد في الشهر الماضي أنها كانت متردّدة في الاختيار ما بين الولايات المتّحدة والصين، مع خشية كل من القوتين أن يتم فك شفرة تقنياتها من قبل الأخرى.
3- أر تي إكس الأميركية
كانت تعرف سابقاً باسم «رايثيون تكنولوجيز»، وهي الشركة صاحبة المرتبة الثالثة بتجاوز مبيعاتها من المنتجات الدفاعية والأسلحة نحو 40 مليار دولار في العام 2023. يملك نحو ربع الشركة المالكين الثلاث الأكبر لـ«لوكهيد مارتن»، أي ستايت ستريت كوربورايشن، شركة فانغارد، وشركة بلاكروك.
«أر تي إكس» هي المنتج الوحيد لصاروخ ستنغر، الذي أصبح «نجم العرض»، في غضون أول 48 ساعة من الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقاً لأحد المسؤولين التنفيذيين في الشركة. كانت هذه الصواريخ خارج الإنتاج لمدة عقدين من الزمان، ومع ذلك أرسلت الولايات المتحدة حوالي 2,000 صاروخ ستنغر مضاد للطائرات من مخزوناتها إلى أوكرانيا على مدى العامين الماضيين. في العام 1991، كانت تكلفة الصاروخ الواحد من طراز ستنغر تبلغ نحو 25,000 دولار، وارتفعت حالياً إلى حوالي 400,000 دولار.
«أر تي إكس» هي أكبر منتج للصواريخ الموجّهة، علماً أن الشركة تزوّد القوات الجوية الإسرائيلية بصواريخ موجّهة جو-أرض لطائراتها المقاتلة من طراز F-16، كما تصنع شركة «برات آند ويتني»، التابعة لشركة «أر تي إكس»، محركات لطائرات F-15 وF-16 المقاتلة. وكجزء من مشروع مشترك مع الشركة الإسرائيلية «رافاييل»، تصنع شركة «أر تي إكس» صواريخ اعتراضية لنظام القبة الحديدية. أيضاً، تصنغ «أر تي إكس» الـ«غافلين»، وهي ذخيرة موجّهة مضادة للدبابات، يمكن حملها وإطلاقها بواسطة شخص واحد، علماً أن «غافلين» استُخدمت في أفغانستان والعراق في أكثر من 5,000 اشتباك.
4- نورثروب غرومان الأميركية
الشركة الرابعة في القائمة هي «نورثروب غرومان» مع تجاوز عائداتها 39 مليار دولار في العام 2023. كما سابقاتها الأميركية، فإن نحو ربع أسهم الشركة مملوكة إلى المؤسّسات المالية الثلاث الأكبر في العالم، أي ستايت ستريت كوربورايشن، شركة فانغارد، وشركة بلاكروك.
عملت شركة «نورثورب غرومان» كمقاول رئيس لأسطول قاذفات القنابل الشبح بي - 2، لصالح القوات الجوية الأميركية، وصنّعت B-2 لاختراق الدفاعات الجوّية المتطوّرة للاتحاد السوفياتي، وإيصال الأسلحة النووية إلى أهداف مهمة استراتيجياً.
تصنّع الشركة طائرة A-10 ثاندربولت، التي اشتهرت بتقديم الدعم الجوي في حربي العراق وأفغانستان، وأرسلت الولايات المتحدة هذه الطائرة الهجومية إلى المنطقة بعد أيام فقط من انطلاق عملية طوفان الأقصى.
في 15 كانون الأول/ديسمبر، حصلت شركة «نورثروب غرومان» على عقد بقيمة 8.9 مليون دولار لتزويد الجيش الإسرائيلي بمدافع MK44 Stretch عيار 30 ملم. وتزوّد الشركة القوات الجوية الإسرائيلية بنظام إيصال صواريخ «لونغبو» لطائرات الأباتشي الهجومية وأنظمة إيصال الأسلحة بالليزر لطائراتها المقاتلة.
5- جنرال دايناميكس الأميركية
تحل «جنرال دايناميكس» الخامسة في القائمة مع تجاوز عائداتها 33 مليار دولار. هذه الشركة هي المسؤولة عن تطوير طائرات F-16 المعروفة، قبل أن تباع حقوقها إلى «لوكهيد مارتن» لاحقاً. المستثمر الأكبر في الشركة هو لونغفيو أسيت مانجمنت بنسبة 10.23%، ثم شركة فانغارد بنسبة 8.06%.
تصنّع الشركة دبابات أبرامز، التي استعمل الجيش الأميركي 1,900 واحدة منها في حرب الخليج، وكان على استعداد لاستعمالها في حربه على أفغانستان في العام 2010. كما أنها الشركة الوحيدة في الولايات المتحدة التي تصنع الهياكل المعدنية لسلسلة قنابل MK-80، وهي واحدة من الذخائر الجوية الأساسية التي استخدمتها إسرائيل لقصف قطاع غزة. والسلسلة الأكبر من هذه القنابل، يبلغ وزنها 2,000 رطل، ولديها سمعة سيئة للغاية بسبب الضرر الذي تحدثه في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، فهي تعني «الموت الفوري» للأشخاص على مسافة 100 قدم.
وتعد شركة «جنرال دايناميكس» الشركة الوحيدة في الولايات المتحدة التي تصنع قذائف مدفعية من عيار 155 ملم، التي استخدمت في الهجوم على قطاع غزة.
6- بوينغ الأميركية
الجميع ربما يعرف «بوينغ» كشركة تصنّع طائرات مدنية، لكن «بوينغ» هي سادس أكبر شركة من حيث عائدات السلاح والمتنجات الدفاعية مع تجاوز عائداتها منها 32 مليار دولار في العام 2023. المالكان الأكبر للشركة هما فانغارد وبلاكروك بنسبة 8.27% و5.89% على التوالي.
«بوينغ» هي المنتج للطائرات المقاتلة من طراز F-15 وطائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز أباتشي AH-64، التي استخدمها سلاح الجو الإسرائيلي في جميع هجماته على قطاع غزة ولبنان، وآخرها في العامين 2023 و2024. مع العلم أنه قبل أن ينفّذ الجيش الإسرائيلي ضرباته على مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر في تموز/يوليو الماضي، كان الاحتلال قد نشر لقطات لطائرات F-15 وهي تستعد للانطلاق نحو اليمن.
تصنّع بوينغ أيضاً القاذفة الطائرة B-52، التي استخدمها الجيش الأميركي في عملية «سينيور سربرايز»، التي تم تحميلها بأسلحة لتجرّب للمرة الأولى في غزو العراق، وقد حلّقت الطائرة فوق المنطقة مرات عدّة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، تخويفاً واستفزازاً لأعداء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر مباشرة، سارعت «بوينغ» بتسليم 1,000 قنبلة صغيرة القطر، و1,800 مجموعة أخرى من ذخائر الهجوم المباشر المشترك، إلى إسرائيل.
7- بي آي إي البريطانية
هي الشركة البريطانية الوحيدة في القائمة، وتتجاوز عائداتها من الأسلحة والمنتجات الدفاعية 27 مليار دولار. أمدّت الشركة 81 دولة بالسلاح في العقد الماضي، منها 29 دولة استخدمت الأسلحة المتفجّرة للإضرار بالمدنيين.
منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/أكتوبر وحتى نيسان/أبريل الماضي، ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 24%، بحكم العلاقات التجارية الجيدة بين «بي آي إي» والاحتلال الإسرائيلي. تصنع الشركة البريطانية مدفع هاوتزر M109، وهو نظام مدفعية متحرّك من عيار 155 ملم، يستخدمه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
كما تصنّع الشركة البريطانية قنابل الفوسفور الأبيض، التي يُحظر استخدامها في المناطق المدنية المكتظة بالسكان، وقد تشكّل جريمة حرب. كما تصنّع شركة «بي آي إي» مجموعات إطلاق صواريخ إلكترونية ومكوّنات أخرى لطائرات F-15 وF-16 وF-35، التي استخدمتها القوات الجوية الإسرائيلية في جميع هجماتها على قطاع غزة، بما فيها ذلك في الحرب الحالية.
تم استخدام أسلحة الشركة البريطانية في الحروب على أفغانستان والعراق غزة واليمن. علماً أن الشركة كانت ممن أمدّوا السعودية بالسلاح في حربها على اليمن. وتعد السعودية أكبر وجهة منفردة لمبيعات «بي إيه إي» العالمية في العام 2022، خارج أسواقها الرئيسة في الولايات المتحدة وبريطانيا.
8- الشركة الصينية الحكومية لبناء السفن
الصين لديها أكبر أسطول بحري في العالم، وتشغل 234 سفينة حربية في مقابل 219 سفينة تابعة للبحرية الأميركية. وتحرص الصين على أهمية الأسطول البحري لاكتساب هيمنة في المنطقة المتنازع عليها من بحر الصين الجنوبي، ولإمكانية استخدامها في حصار تايوان. من هنا تأتي أهمية «الشركة الصينية الحكومية لبناء السفن»، صاحبة المرتبة الثامنة في القائمة بتجاوز عائداتها 16 مليار دولار في العام 2023.
تصنع هذه الشركة مدمّرة 055، والتي يقال إنها أفضل مدمّرة في العالم من حيث القدرات الشاملة، إذ يمكنها مرافقة حاملات الطائرات أو تأدية دور سفينة القيادة. دخلت نانتشانغ (101)، أول سفينة من طراز 055، إلى الخدمة رسمياً في كانون الثاني/يناير 2020 بعد إطلاقها في حزيران/يونيو 2017. وفي خلال ثلاث سنوات من الخدمة، أنجزت نانتشانغ أكثر من 10 مهمات أساسية، إذ دارت حول الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وقامت بدوريات قتالية في المحيط الهادئ، وغطّت أكثر من 100,000 ميل بحري من السفر.
تصنع الشركة أيضاً مدمّرة 052D، وهي من أهم سفن قوات البحرية الصينية. حاولت الصين بيع سفينة 052D الحربية إلى السعودية، وكانت الصفقة شبه مؤكدة قبل أن تتخلّى السعودية عنها لصالح سفينة حربية أخرى إسبانية بضغط من الولايات المتحدة بحسب وسائل إعلامية.
9- شركة مجموعة الصناعات الشمالية الصينية
تعد شركة «مجموعة الصناعات الشمالية الصينية»، أو مجموعة «نورينكو»، المنصة الرئيسة المسؤولة عن تطوير المعدات الميكانيكية والرقمية والفكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني. وهي الشركة التاسعة في القائمة بتجاوز عائداتها 16 مليار دولار في العام 2023.
كانت «نورينكو» من المشاركين الأساسيين في معرض الدوحة الدولي للدفاع البحري هذا العام، «ديمدكس 2024»، وكان من بين المعروضات البارزة مدفع الهاوتزر SH-15 الذي صُدِّر بنجاح إلى الجيش الباكستاني. وعرضت الشركة أيضاً نوعين مختلفين من راجمات الصواريخ المتعدّدة AR3 MRLS و SR5 MRLS، ومدفع الهاوتزر AH4. وكانت الشركة محط اهتمام وزير الدولة للإنتاج الحربى السعودي في معرض الدفاع العالمي في السعودية، وتوعّد الأخير بتعاون مثمر يحقّق المصلحة المشتركة للطرفين.
تنتج الشركة أيضاً المركبة VN22. وقد عرض العراق ناقلة جنود مدرعة مستندة إلى نسخة من هذه المركبة، تم شراؤها من خلال اتفاقية ترخيص مع شركة نورينكو.
10- إل 3 هاريس الأميركية
الشركة العاشرة في القائمة هي «إل 3 هاريس» الأميركية مع تجاوز عائداتها15 مليار دولار، وعلى الرغم من أن حجم عائداتها هو أقل من ربع حجم عائدات الشركة الأولى «لوكهيد مارتن»، فإنها لا تزال تساوي أكثر من 28 ضعف عائدات الشركة الـ100 على مستوى العالم (نصف مليار دولار). يملك فانغارد وبلاكروك أكثر من خُمْس أسهم الشركة.
تعد شركة «إل 3 هاريس» المورد الرئيس لأجزاء مكوّنات طائرات F-35 الحربية، التي تبيعها شركة «لوكهيد مارتن» إلى إسرائيل. وتصنع ما مجموعه 1,600 مكوّن لكل طائرة من طائرات F-35، كما تنتج مكونات قنابل بوينغ الموجهة بذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، أو ما يُعرف بـ«القنابل الذكية».
كما زودت شركة «إل 3 هاريس» إسرائيل سابقاً بأجهزة مسح الجسم، التي استخدمتها إسرائيل في نقاط التفتيش العسكرية الكثيرة المنتشرة في الضفة الغربية، وفي نقطة تفتيش إيريز في قطاع غزة. وصنعت الشركة أنظمة الإدارة لأسطول البحرية الإسرائيلية من السفن الحربية ساعر 5 وساعر 6. وتستخدم إسرائيل هذه السفن الحربية لفرض حصارها البحري على قطاع غزة.