Preview المساعدات العسكرية الأميركية

قبل طوفان الأقصى
70 ألف وحدة سلاح من الولايات المتّحدة إلى إسرائيل

زوّدت الولايات المتّحدة الأميركية إسرائيل بأكثر من 70,000 وحدة سلاح منذ العام 1950 حتى نهاية العام 2022، بمعدّل 1,000 سلاح سنوياً، وفق التحليلات التي أجراها موقع Axios على بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، التي تحتوي على معلومات عن عمليّات نقل الأسلحة التقليدية بين كل بلدان العالم في خلال العقود السبعة الأخيرة. هذه الأسلحة تضاف إلى 260 مليار دولار أميركي من المساعدات العسكرية الأميركية المقدّمة إلى إسرائيل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتّى العام 2022، والتي جعلت إسرائيل تتصدّر قائمة الدول المستفيدة من المساعدات الأميركية، وجعلت تفوّقها العسكري مدفوعاً بدعم أميركي لا متناهي، وتبيّن أن مخازن الأسلحة الأميركية لم تُفتح على مصراعيها أمام إسرائيل في هذه الحرب فحسب، بل هو نهج قائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

المساعدات العسكرية الأميركية

يُعدُّ معهد ستوكهولم لأبحاث السلام من المصادر الموثوقة فيما يتعلّق برصد الإنفاق العسكري الدولي، ومع ذلك فإن بياناته لا تتضمّن المساعدات العسكرية الضخمة كلّها، ولا الأسلحة الصغيرة والدروع الواقية والقنابل اليدوية ومعدات الكشف المتعلقة بالرادار. وبالتالي هي لا تعبّر عن كلّ الإنفاق العسكري، ولا  عن مجمل عمليّات شراء الأسلحة وتبادلها التي تتمّ بين البلدان المختلفة، عدا أن صفقات السلاح تحاط في كثيرٍ من الأحيان بالغموض والسرّية. لكن بمعزل عن النقد المحيط بنقص هذه البيانات، فهي تبيّن في كلّ الأحوال ضخامة الدعم العسكري الذي تمنحه الولايات الأميركية لإسرائيل منذ منتصف القرن الماضي وحتّى الآن. 

وبحسب بيانات SIPRI، تشمل الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتّحدة إلى إسرائيل طائرات ومركبات برّية وصواريخ وذخيرة. ويتبيّن بموجبها أن حجم المعدّات العسكرية الأميركية المنقولة إلى إسرائيل في خمسينيات القرن الماضي كانت أدنى من تلك المرسلة في العقدين التاليين، وهو أمر مفهوم، فعلى الرغم من أن مجموعات الضغط الإسرائيلي كانت تمارس تأثيرها على السياسة الخارجية الأميركية قبل نشأة الكيان، إلا أن الدعم الأميركي لإسرائيل لم يبدأ بالبروز إلا في مرحلة الستينيات، وهذا ما ينعكس بنمو عمليات إمداد إسرائيل بالأسلحة الأميركية.

إلى ذلك، تُعدُّ مرحلة السبعينيات والثمانينيات الفترة الذهبية في عدد وحدات الأسلحة الأميركية المقدمة لإسرائيل (ما عدا مساعدات الذخيرة)، ولاسيما تلك المُرسلة في حرب أكتوبر 1973، بعد استغاثة رئيسة الوزراء الإسرائيلية حينها غولدا مائير بالولايات المتحدة، التي أقامت جسراً جوياً لنقل أسلحة متطوّرة إلى إسرائيل، وأرشدت الإسرائيليين بأقمارها الاصطناعية إلى وجهة الضربات المصرية الرئيسة. ويقول العديد من المؤرخين بأنه لولا تلك المساعدة الأميركية لما ربحت إسرائيل حربها. ومما تضمّنته المساعدات الأميركية في حينها نحو 300 صاروخ مضاد للدبّابات ضمن طلبية واحدة، ورزمة أخرى وصلت بين عامي 1973-1974 مؤلفة من 250 دبّابة مُستعملة من طراز M-60 لتحل محل الدبّابات التي خسرتها إسرائيل في الحرب.

وعلى الرغم من تدنّي المساعدات العسكرية التي قدّمتها الولايات المتّحدة إلى إسرائيل في العقدين التاليين 1990-2010، ولاسيما مساعدات الصواريخ - وقد يعود ذلك إلى تطوّر برنامج إسرائيل الصاروخي وتجربة الإنتاج الصاروخي في بدايات الألفية الجديدة - سُجِّل تصاعد كبير في مساعدات الذخيرة. على سبيل المثال، اشترت إسرائيل 2,350 قنبلة للهجوم المباشر المشترك في عامي 2007 و2008 لاستبدال القنابل التي استعملتها في حربها ضدّ حزب الله في العام 2006.

على الرغم من تطوير إسرائيل صناعتها وإنتاجها العسكريين ضمن هاجس تأمين اكتفاء ذاتي خدمة لمشروع الاستعمار الاستيطاني الذي تنفّذه، لكنها ما زالت تحصل على مساعدات أميركية كبيرة في الذخيرة حتّى اليوم، بالاضافة الى الطائرات والمركبات البرّية، وقد سُجّل استخدام العديد منها في حرب الإبادة الجماعية على غزّة. وبحسب Axios نقلاً عن خبير في تحويلات الأسلحة فإن الولايات المتّحدة زوّدت إسرائيل بعشرات أنواع الأسلحة في العام 2023، ولا سيما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، ومنها بحسب وثيقة جرى تناقلها في البنتاغون ونشرتها «بلومبيرغ»، ذخائر أرسلت جواً تقدّر قيمتها بملايين الدولارات، ونحو 57 ألف قذيفة مدفعية و36 ألف قديفة لمروحيّات أباتشي، وآلاف الصواريخ الموجّهة والمضادّة للتحصينات، فضلاً عن مئات الصواريخ للقبة الحديدية.