Preview اللوبي الصهيوني

السياسيون الأميركيون المنتفعون من دعم اللوبي الصهيوني
العشرة الأوائل

بيّن استطلاع حديث للرأي أن غالبية الأميركيين يؤيّدون التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار ووضع حدّ لحرب الإبادة الجماعية التي تشنُّ ضدّ غزّة. ففي مقابل كلّ شخص أميركي داعم لاستمرار الحرب ثمّة شخصين يقفون ضدّها، وهؤلاء يشكِّلون الغالبية العظمى من الديمقراطيين (76%) ونحو نصف الجمهوريين (49%) المشاركين في الاستطلاع. مع ذلك، لا تنسحب هذه المواقف الشعبية على آراء صانعي القرار الأميركيين، إذ يتبيّن أن 4% فقط من أعضاء مجلس النوّاب يؤيّدون وقف إطلاق نار، وإنّما بشكل مؤقّت لا دائم، فيما تستخدم الإدارة الأميركية حقّ الفيتو ضدّ قرارات الأمم المتّحدة الساعية إلى إنهاء العنف والحرب ضدّ غزّة. 

تستخدم «أيباك» المال السياسي في عملها وتغمر النظام به، فهي جمعت بين عامي 2011 و2022 نحو 1,06 مليار دولار، بمعدّل 88,4 مليون دولار سنوياً، وأنفقت في خلال الفترة نفسها نحو 995 ملايين دولار بمعدّل 83 مليون دولار سنوياً

من المعروف أن لإسرائيل أهمّية كبرى بالنسبة للإمبريالية الأميركية، وهي تؤدّي دوراً محورياً في الحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط، بما يجعل مسألة حمايتها ضمن أولويات السياسة الخارجية الأميركية، وهذا يفسِّر جانباً من التباين الفاقع بين مواقف الرأي العام الأميركي وقرارات صانعي السياسات في الولايات المتحدة. فعلى الجبهة الداخلية، يبذل اللوبي الصهيوني جهوداً غير عادية أيضاً للتصدّي لأي اتجاهات مناوئة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وغضّ النظر عن جرائمه. وبالفعل، تظهر بيانات Open Secrets التي ترصد التمويل السياسي في الولايات المتّحدة أن مجموعات اللوبي الصهيوني أنفقت نحو 211 مليون دولار على مرشّحين إلى عضوية مجلسيْ النواب والشيوخ بين عامي 1990-2023، وقد وصل ما لا يقل عن 5,098 شخصاً منهم إلى الكونغرس الأميركي، بحيث استفاد الديمقراطيون بنحو 61% من مجمل هذا التمويل، في مقابل 38% للجمهوريين و1% للمستقلين. 

قد تكون لجنة الشؤون العامّة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC) المجموعة الأكثر شهرة ونفوذاً ضمن اللوبي الإسرائيلي، وكذلك الأكثر محافظة في السياسة الأميركية. تستخدم «أيباك» المال السياسي، الذي لا تكشف عن مصادره، في عملها وتغمر النظام به، فهي جمعت بين عامي 2011 و2022 نحو 1,06 مليار دولار، بمعدّل 88,4 مليون دولار سنوياً، وأنفقت في خلال الفترة نفسها نحو 995 ملايين دولار بمعدّل 83 مليون دولار سنوياً. عملياً، يعدُّ الإنفاق على الحملات الانتخابية للمرشّحين الأميركيين ودعمهم مالياً واحدة من الآليّات الكثيرة التي تعتمدها مجموعات اللوبي الإسرائيلي لتأمين الدعم الدائم والتأييد غير المشروط للسياسات الإسرائيلية. فهي تحرص من خلالها «جنودها المأجورين» إلى تمرير قوانين لصالح الدولة الصهيونية أو منع إقرار تشريعات وقوانين قد تضرّ بها، عدا عن سعيها الدؤوب للحيلولة دون وصول مرشّحين تقدّميين وداعمين للقضية الفلسطينية.

في هذا السياق، يرصد موقع MPN المبالغ التي حصل عليها السياسيين الأميركيين الحاليين من اللوبي الإسرائيلي منذ العام 1990، وتصدّرهم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي نال من اللوبي الإسرائيلي ما لا يقل عن 4.3 مليون دولار لقاء خدماته اللامتناهية. 

من هم السياسيين الأميركيين العشرة الأوائل الذين نالت حملاتهم الانتخابية أكبر دعم مالي من اللوبي الإسرائيلي؟

اللوبي الصهيوني

 جو بايدن: 4,346,264 دولاراً

يعد الرئيسي الأميركي أكبر متلقٍ لأموال اللوبي الإسرائيلي، فهو قضى مسيرته في مجلس الشيوخ «يغدق إسرائيل بدعم غير مشروط حتى عندما أثار سلوكها غضب بعض الحزبين». يعتبر بايدن من الشخصيات الرئيسة التي أمّنت مبالغ طائلة من المساعدات الأميركية لصالح الدولة الصهيونية، وهو مستمرّ في دعمها في حربها الأخيرة، وتصرّ إدارته على عدم وضع «خطوط حمراء» قد تعيق إسرائيل أو تفقدها الدعم الأميركي، وهو ما يعني عملياً إعطاءها تفويضاً مُطلقاً لانتهاك أي قواعد أو أعراف أو قوانين، حتّى لو أدّت ممارسات الدولة الصهيونية وجيشها إلى التطهير العرقي للشعب الفلسطيني وارتكاب جرائم حرب مثل قصف المدارس والمستشفيات وأماكن العبادة باستخدام أسلحة محظورة مثل الفوسفور الأبيض وأخرى فتّاكة تحصل عليها من مخازن الجيش الأميركي المشرّعة على مصرعيها لخدمتها. 

روبرت مينينديز: 2,483,205 دولاراً

تلقى عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي ما يقرب من 2.5 مليون دولار من المساهمات. هذه الأموال تفسّر مساعيه الحثيثة لحشد الدعم لإسرائيل في حربها الحالية، اذ وصف عملية «طوفان الأقصى» بأنها من «الفظائع الوحشية» و«إهانة للبشرية». وأثار مينينديز الجدل بعد أن طالب الولايات المتّحدة بمساعدة إسرائيل في «محو حماس عن وجه الأرض»، فيما كانت إسرائيل تسوي غزّة بالأرض وتبيد سكّانها. 

ميتش ماكونيل: 1,953,160 دولاراً 

يعدُّ زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ أحد أقوى السياسيين في الولايات المتّحدة، وسبق أن استخدم نفوذه لمحاولة فرض تشريع يجرِّم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، التي وصفها بأنها «الشكل الاقتصادي لمعاداة السامية». وفي الشهر الماضي، عارض بشدّة الخطوات المتّخذة من أجل تطبيق القانون الأميركي والدولي على شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، الذي يلزم واشنطن بوقف توريد الأسلحة إلى الدول التي ترتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

تشاك شومر: 1,725,324 دولاراً

تشاك شومر هو زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ. في الأسابيع الأخيرة، أخذ زمام المبادرة من أجل توجيه النقاش العام بعيداً من جرائم إسرائيل ونحو التركيز على ارتفاع مفترض في معاداة السامية في الولايات المتّحدة. واستند شومر في ذلك إلى تقرير روَّجت له «رابطة مكافحة التشهير» يزعم أن الحوادث المعادية للسامية ارتفعت بنسبة 337% منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في حين أن 45% من هذه الحوادث هي مسيرات مؤيدة لفلسطين والسلام وتدعو إلى وقف إطلاق النار. ومعروف أن رابطة مكافحة التشهير لها تاريخ طويل في العمل لصالح إسرائيل والتجسّس على الجماعات الأميركية التقدمية. وبصفته زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ، استخدم شومر نفوذه للتصويت على قانون يتيح تمرير حزم المساعدات العسكرية لإسرائيل للاستمرار بارتكاب جرائم حرب.

ستيني هوير: 1,620,294 دولاراً

يعد زعيم الغالبية السابق في مجلس النوّاب أحد أبرز المؤيدين لإسرائيل. في أعقاب الحرب الحالية، طالب ستيني هوير من الكونغرس «بالاستمرار في تمويل إسرائيل من دون قيد أو شرط». وفي وقت سابق من هذا الشهر، صوّت هوير لصالح مشروع قانون ينصّ على أن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، وأن جميع الانتقادات الموجّهة لإسرائيل باطلة وعنصرية.

تيد كروز: 1,299,194 دولاراً

حرص تيد كروز، من الحزب الجمهوري، على تأكيد أهمّية دعم كل أميركي لإسرائيل في أعقاب عملية «طوفان الأقصى»، وحذّر من «شيطنة إسرائيل من الديمقراطيين في وسائل الإعلام» مشدّداً على «حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها». وذهب كروز إلى أبعد من ذلك في دفاعه عن الجرائم الإسرائيلية، حين أعلن عن عدم إدانته لأي شيء تفعله الحكومة الإسرائيلية، حتّى لو كان استخدام السلاح النووي.

رون وايدن: 1,279,376 دولاراً

لطالما اعتبر السيناتور رون وايدن أحد أقوى المدافعين عن إسرائيل، فهو دعم قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وشارك في رعاية مشروع قانون يجعل مشاركة الأميركيين في المقاطعة ضدّ إسرائيل أو حتى تشجيعها جريمة فيدرالية يعاقب عليها بالسجن لمدة أقصاها 20 عاماً.

ديك دوربين: 1,126,020 دولاراً

يدين ديك دوربين بمسيرته السياسية إلى اللوبي الإسرائيلي. في العام 1982، استفاد الأستاذ الجامعي المغمور آنذاك بشكل كبير من أموال لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية لهزيمة بول فيندلي الذي يعد من المؤيّدين للشعب الفلسطيني. في أعقاب 7 تشرين الأول/أكتوبر، دعا النائب الديمقراطي إلى تقديم مساعدة عسكرية فورية لإسرائيل، ووقّع على قرار لمجلس الشيوخ يؤكّد دعم واشنطن لـ «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس».

جوش غوتهايمر: 1,109,370 دولاراً

على الرغم من توليه منصبه منذ العام 2017 فقط، تلقّى غوتهايمر أكثر من 1.1 مليون دولار من مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل. يعد عضو الكونغرس عن ولاية نيوجيرسي من أشدّ المؤيدين لإسرائيل، وقد شارك في رعاية مشروع قانون يساوي بين معارضة سياسة الحكومة الإسرائيلية ومعاداة السامية. في أعقاب 7 تشرين الأول/أكتوبر، حاول الضغط على جامعة روتجرز لإلغاء فعالية عن فلسطين شارك فيها مذيع CNN السابق مارك لامونت هيل والصحافي نيك إستس الداعمين الحقوق الفلسطينية.

شونتيل براون: 1,028,686 دولاراً

قد تكون شونتيل براون من أكثر الحالات الفاقعة المُعبّرة عن قوّة اللوبي الإسرائيلي. في العام 2021، دعم اللوبي الصهيوني ترشيحها ضدّ نينا تورنر، الاشتراكية الديمقراطية والمدافعة عن فلسطين، وتلقت أموالاً أكثر من أي سياسي آخر في تلك الدورة الانتخابية، ممّا مكّنها من هزيمة تورنر. وتعرف براون بموافقها الداعمة لإسرائيل ورفض اعتبارها دولة تمييز عنصري.