معاينة الاستغلال الخوارزمي

الاستغلال الخوارزمي

إلى جانب فهم ماركس للاستغلال التقليدي المعروف، يبرز شكل جديد من الاستغلال يأتي مع الخوارزميات. 

لا يرتبط الاستغلال التقليدي ولا الخوارزمي كثيراً بالكدّ في العمل والمعاناة. بل إن الاستغلال جزءٌ لا مفرّ منه من ممارسة الأعمال التجارية من الشركات، وفي نهاية المطاف من الرأسمالية. فهو يعني ببساطة انتزاع فائض القيمة من العمّال لخلق المزيد من الأرباح. بعبارة أكثر خشونة، الربح هو الفارق بين المبلغ الذي يُجمَع من خلال بيع منتج والمبلغ الذي يُكلِّفه تصنيع هذا المنتج.

ما دامت هذه التكلفة أقل من سعر المنتج أو الخدمة، فإن الأرباح تتحقَّق. وفي هذه اللعبة الصفرية، التي تقوم على مبدأ «أنا أفوز، أنت تخسر»، تُجبَر الشركات على الضغط من أجل إبقاء الأجور منخفضة لأن هذا يُخفِّض التكاليف وبالتالي يزيد الأرباح. هذه عِلّة وجود الرأسمالية - هي بسيطة ولكن حاذقة. يساعد الاستغلال الخوارزمي الإدارة لزيادة الأرباح من خلال خفض تكلفة ممارسة الأعمال التجارية. وهذا يدفع إلى إدخال الأنظمة الخوارزمية واستخدامها، وفي نهاية المطاف إنشاء الإدارة الخوارزمية. وهذا يَعِد بأرباح أعلى.

في هذه اللعبة الصفرية، التي تقوم على مبدأ «أنا أفوز، أنت تخسر»، تُجبَر الشركات على الضغط من أجل إبقاء الأجور منخفضة لأن هذا يُخفِّض التكاليف وبالتالي يزيد الأرباح.

أيضاً، يأتي الكثير من هذه الأرباح في صورة إخفاء العمالة. ويحدث أيضاً، وربما بشكل أكبر، داخل ما يُسمّى باقتصاد المنصّات الإلكترونية. إن إخفاء العمالة يجعل العمّال غير مرئيين وغير معترف بهم. ببساطة، يُخفَى العمّال - ولا يُبصَروا مرةً أخرى.

تستخدم وسائل الإعلام الجماهيرية التابعة للشركات إخفاء العمالة بشكل كبير عندما تتحدّث عن الإمبراطورية الرومانية على سبيل المثال. لا يُبصَر العبيد أو يذكروا على الرغم من أنهم كانوا الأساس الاقتصادي للإمبراطورية، وكانوا هم من بنوا المعالم الرومانية التي لا تزال قائمة حتى اليوم. يظلون غير مذكورين وغير مرئيين. 

وبالمثل، يبدو التصنيع وكأنه حدث من دون استغلال العمالة، ومن دون عمالة الأطفال، ومن دون الفقر المتفشّي والمجاعات المنتشرة. الأمر الآخر الذي يُخفَى أيضاً هو البؤس المثير للاشمئزاز الذي عانته الطبقة العاملة.

يركز إخفاء العمالة على المعالم، أو ما يُسمّى قادة الصناعة، والإنجازات التقنية، وما إلى ذلك. والشعار هو: «كل شيء تحت الشمس» باستثناء أولئك الذين جعلوا كلّ هذا ممكناً: العمّال. هذا هو إخفاء العمالة. إن العمّال، مثل العبيد، أصبحوا غير مرئيين.

على الأقل منذ ظهور ما يُسمّى بالثورة الصناعية، التي استغرقت في الواقع عقوداً عديدة، ظلت الرأسمالية كأسلوب إنتاج مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باستغلال العمالة. ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام الجماهيرية التابعة للشركات ورُسُل الإداريّاتية يحبون إخفاء مساهمة العمّال في الأرباح.

ولذلك، مرة أخرى، هذا يجعل العمّال غير مرئيين. ومع ذلك، فإن عملية إخفاء العمالة ذات صلة باستخراج فائض القيمة وتحقيق الربح - حتى في اقتصاد المنصّات الإلكترونية الرائج اليوم. إن جعل المعارضة بين رأس المال والعمل غير مرئية تعمل حتى في أحدث قطاعات الاقتصاد المنخرطة في العمل عبر المنصات.

في العمل عبر المنصّات، يُرسّخ نظام للتحكّم القائم على الوقت. وقد صُمِّم هذا النظام من خلال الخوارزميات ويُسهِم بشكل كبير في استغلال العمال، وذلك، غالباً، من خلال وقت العمل عديم الأجر وقليل الأجر. بشكل أكثر وضوحاً، يحدث الاستغلال عبر عمل المنصّات من خلال الطريقة التي تُخصِّص بها الخوارزميات مهام العمل وتراقب بها العمّال. 

علاوة على ذلك، تربط الإدارة الخوارزمية بتوسُّع وقت العمل غير مدفوع الأجر. ومع ذلك، يظل هذا الوقت ضرورياً. فوقت العمل غير مدفوع الأجر يبدأ من الوصول إلى - ثم إكمال - مهام العمل التي «توظِّف» المنصاتُ العمالَ من أجلها. وفي الوقت نفسه، تعمل عملية إخفاء العمالة - جعل العمّال غير مرئيين - على الاستيلاء على وقت العمل غير مدفوع الأجر الذي يضطر هؤلاء العمّال إلى القيام به. ويُطلَب من العمال تزويد المنصّات بعمل مجّاني. باختصار، يمثّل عمل المنصّة ترتيباً كُليِّ الوجود وفعّالاً يعمل على تعزيز استغلال القوى العاملة.

يأتي الكثير من هذه الأرباح في صورة إخفاء العمالة. ويحدث أيضاً، وربما بشكل أكبر، داخل ما يُسمّى باقتصاد المنصّات الإلكترونية. إن إخفاء العمالة يجعل العمّال غير مرئيين وغير معترف بهم

في تاريخ الرأسمالية، لم يكن الاستيلاء على الوقت غير مدفوع الأجر واستغلاله أمراً جديداً. بل ربما يكون قديماً قِدَم الرأسمالية نفسها. ومنذ ذلك الحين، ظل نضال العمال بشأن الاستيلاء على وقت العمل واستغلاله أمراً حيوياً بالنسبة إليهم وإلى كيفية ارتباط رأس المال بالعمل.

تاريخياً، انطوى الصراع على وقت العمل أيضاً على تأديب للعمّال كان مصحوباً بالتشذيبات المعتادة (إقرأ/ي: الوحشية) التي فرضتها الإدارة. فُرِضَ التأديب في المصانع باستخدام الأَسْوَاط، والحبال، والعصي، والهراوات، وما إلى ذلك. هذا هو التاريخ الخفي للرأسمالية والإدارة بشأن الاستغلال والوحشية المُصاحبة له، وهو التاريخ الذي من شأنه، إذا كُشِفَ عنه، أن يعيق الأمور عندما يبيع رُسُل الإدارياتيَّة الإدارة كمؤسسة خيرية وشفوقة وحَسنة النية ورحيمة.

في الواقع، يظل استغلال العمالة، واستخدام وقت العمل غير مدفوع الأجر أو منخفض الأجر - وهو الأمر المُفضَّل للشركات - من الجوانب الرئيسة بلا شك للإنتاج الرأسمالي وأرباح الشركات. والأسوأ من ذلك أن هذا ينطبق حتى على المنصّات الإلكترونية التي تعمل على فرضية تعبئة العمالة بطريقة غير جغرافية. في ظل الإدارة الخوارزمية، يختفي ببساطة وقت العمل القياسي، من 9 صباحاً إلى 5 مساءً. وفي هذه الأثناء، يتجلّى إخفاء العمالة في توسيع حصّة وقت العمل غير مدفوع الأجر الذي يُجبَر العمّال على القيام به. وفي الوقت نفسه، تزعم الأيديولوجيا النيوليبرالية أنهم يُسهِمون «بحرية» في الشركة. والعيش على الرعاية الاجتماعية في الدول النيوليبرالية أمر ممتع للغاية.

تظهر العملية برمتها الطابع الفعّال للغاية للإخفاء الإداريّاتي الذي يحدث في العمل عبر المنصّات. والأسوأ من ذلك أنه يحدث من خلال التحكّم عن بعد في الخوارزميات من قِبل الإدارة الخوارزمية. وفي كل هذا، يمكن النظر إلى الإدارة الخوارزمية باعتبارها نظام عمل استبدادي يُضغَط فيه العمال في علاقة اعتمادية اجتماعية واقتصادية تجاه المنصة التي يتعاونون معها.

فوق ذلك، فإن مثل هذه المنصات لها وظيفة وسيطة بين العمّال وعملائهم. ويكمن التمييز الرئيس بين نوعين من العمل عبر المنصّات: أولئك الذين يسلمون أعمالهم عبر الإنترنت (العمل الجماعي من خلال «تورك» التابعة لـ«أمازون» على سبيل المثال)، وأولئك الذين يقومون بالتسليم في الموقع (يعملون عند الطلب عبر التطبيقات).

يقوم العاملون في «أمازون ميكانيكال تورك» بالعمل الجماعي، بينما يعمل سعاة توصيل الطعام في أنظمة العمل عند الطلب عبر التطبيقات. وكلاهما يقوم بعمل غير مدفوع الأجر. ومع ذلك، فإن العمل غير مدفوع الأجر يتألَّف عموماً من أنشطة من دون مُقابل ولكنها مرتبطة بالعمل، مثل الوقت الذي يقضيه العمال في الانتظار أو البحث عن مهام العمل أو الطلبات، أو في التنقُّل بين الطلبات. وكل هذه الأنشطة يؤدّيها العمّال جنباً إلى جنب مع مهامهم مدفوعة الأجر.

والأسوأ من ذلك أن جميع هياكل المنصّات الخوارزمية تعتمد على تنفيذ هذه الأنشطة غير مدفوعة الأجر التي تسمح للعمال بالوصول إلى جزء من العمل المدفوع الأجر.

يمكن النظر إلى الإدارة الخوارزمية باعتبارها نظام عمل استبدادي يُضغَط فيه العمال في علاقة اعتمادية اجتماعية واقتصادية تجاه المنصة التي يتعاونون معها

إن استغلال العمالة غير مدفوعة الأجر أو منخفضة الأجر عبر المنصّات مرتبط بشكل مباشر ولا ينفصم بدمج تقنيات الوساطة الرقمية الخوارزمية التي تدير عملية الاستغلال التي تقوم به منصّة العمل.

إن الأنظمة الخوارزمية، التي هي في أيدي الإدارة الخوارزمية، تسمح بأساليب جديدة ومتطوّرة للغاية من التوحيد القياسي المفرط، وإزالة الطابع الإنساني، وتكثيف العمل، والقياس الكمّي الخوارزمي، ومراقبة العمل على الطريقة الأورويلية لشركة «أوبر».

وحتى يعمل الكثير مما سبق «لصالح» الإدارة الخوارزمية. يُستخدَم الاختراع الأكثر حداثة في عالم العمل عبر المنصّات الإلكترونية: الخوارزمية. ببساطة، إنها طريقة تحكّم في العمل تعتمد على الرياضيات وتؤدي إلى ما يسمى «آليات التحسين» (اقرأ/ي: التحكم على طريقة «أوبر») وتقييمات الأداء التي يمكن استخدامها ضد العمّال، وهذا ما تقوم به بالفعل.

تعمل أنظمة التحكُّم الخوارزمية على تعزيز عملية التحكّم في العمال من خلال تحليل واستخدام تقييمات ومقاييس وبيانات أداء العمّال التي تُجمَع من العملاء والمستخدمين للوصول إلى قرارات إدارية بشأن تخصيص مهام العمل وتأديب العمّال.

قَدَّم إدخال أنظمة التحكّم الخوارزمي للمنصّات مكافأتين رئيستين لم تتوافرا للإدارة التقليدية في الماضي. أولاً، السيطرة الإدارية: يمكن الآن مكننة وأتمتة التحكّم الرأسي في القوى العاملة، وهذا بدوره يُعزِّز الإدارة الخوارزمية مع تقليص أو القضاء على الإدارة المتوسطة. وثانياً، الالتزامات الإدارية: أي الغياب الملحوظ للكثير من التزامات مكان العمل وهو ما يمكن استخدامه أيضاً ضد العمّال. وهذا يجعل العمّال أداة ومورداً وآلة. إن إزالة الالتزامات تسمح للإدارة الخوارزمية، أكثر من الإدارة التقليدية، بإلقاء العمّال في أيدي الإدارة الخوارزمية لاستخدامهم والتخلّص منهم حسب الرغبة.

ويزداد الأمر سوءاً بسبب توحيد معايير معاملة (أو سوء) معاملة العمّال من قِبل الإدارة الخوارزمية. إن الجمع بين السيطرة الخوارزمية على العمّال وإمكانية تسجيل الدخول إلى المنصّة من أي مكان به اتصال مستقر بالإنترنت يسمح بإدراج، واستبعاد، مجموعة واسعة من العمّال شديدي المرونة. وهذا هو مفتاح الاستبداد المرن.

يستطيع العمال الوصول إلى المنصات من منازلهم، ومن مقاهي الإنترنت، وحتى من هواتفهم المحمولة في زاوية ممطرة خلال منتصف الشتاء. ومع ذلك، يمكن للإدارة أيضاً منعهم من الوصول إلى المنصة - عن بعد. بالنسبة إلى الإدارة الخوارزمية الساعية إلى الربح، فإن الوعد بالمرونة يفتح المجال أمام مجموعات جديدة من العمّال لاستغلالهم بطريقة جديدة تماماً. 

وبالنسبة إلى إخفاء العمّال، كما هندسه رؤساء الشركات في المنصّات الربحية، فإن هؤلاء العمّال غير مرئيين إلى حد كبير. في أفضل الأحوال، هم دَالَّة في معادلة رياضية تديرها خوارزمية بتوجيه من الإدارة. والأسوأ من ذلك أن رؤساء المنصات يلمحون فقط إلى تشغيل قاعدة بيانات يُنظَّم من خلالها «العرض والطلب». وهذا أيضاً يخفي وجود إدارة خوارزمية استبدادية. والأكثر سوءاً من ذلك أن المديرين الخوارزميين قادرون على زيادة وتشديد السيطرة على المستخدمين (إقرأ/ي: العمال). وفي الوقت نفسه، يحب رؤساء الشركات تقديم عمّال المنصّات على أنهم «يعملون لحسابهم الخاص». تساعد المنصات الإلكترونية في الهلوسة الإدارية القائلة بأنه لا يوجد اعتمادية رسمية بين الشركة وعمالها.

في خطوة ثانية، يلمّح الموالون الإداريون للمنصّة إلى أن هؤلاء العمّال محرومون من حماية الصحة والسلامة وحقوق مكان العمل من مختلف الأنواع، وكذلك الإجازات مدفوعة الأجر ومساهمات صاحب العمل في المعاشات التقاعدية والتأمين الاجتماعي. باختصار، إن الجمع بين العمل غير الرسمي عبر المنصّة والتحكم الخوارزمي على طريقة «أوبر»، الذي يقوده المديرون، لا يؤدّي فقط إلى الكرب التكنولوجي، ولكن أيضاً إلى الاستبداد الخوارزمي الإداري واستغلال العمالة غير مدفوعة الأجر أو منخفضة الأجر. كما تحقق المنصّات الخوارزمية تأثيرات شبكية إضافية لأنها تنتج أحجاماً أعلى من المعاملات التجارية مقارنة بالمنافسين غير الخوارزميين. ببساطة، كلما زاد عدد الطلبات وزادت مشاركة المنصة، زادت فرص العمال في الحصول على عمل. وفي الوقت نفسه، كلما زاد النمو في أعداد العمّال، أصبحت المنصة أكثر ربحية. يعمل تحقيق أرباح المنصة بطريقتين. أولاً، كلما زاد عدد المعاملات التي تفرض الشركات عليها رسومها، كلما زادت الأرباح التي يمكن تحقيقها. ثانياً، والأسوأ من ذلك أن هذا بدوره يزيد من قدرة المنصة على «خفض» الرسوم الممنوحة لعمالها لقاء كل معاملة. ونتيجة لذلك: ترتفع الأرباح. وكأثر جانبي غير مرغوب فيه للإدارة الخوارزمية، فإن هذا يزيد أيضاً من جيش العمال الاحتياطيين الذين يحاولون الوصول إلى المنصة.

إن إزالة الالتزامات تسمح للإدارة الخوارزمية، أكثر من الإدارة التقليدية، بإلقاء العمّال في أيدي الإدارة الخوارزمية لاستخدامهم والتخلّص منهم حسب الرغبة

في النهاية، تظل الرأسمالية نمطاً مستقراً إلى حد ما للإنتاج يعتمد على انتزاع فائض العمل لتحقيق الأرباح. وعلى مدى عقود من الزمان، أظهرت الرأسمالية أنها مُبدِعة إلى حد ما. ومع ذلك، فإن أحد أهم الاختراعات هو الأنظمة الخوارزمية التي تزيد بشكل كبير من أرباح المنصّات الإلكترونية. وتعمل الأنظمة الخوارزمية على تكثيف الاستغلال وزيادة تحقيق الأرباح.

على الجانب العمالي من المعادلة، يُجرّب انعدام الحرية والاستغلال الخوارزمي في العالم المعقد للإدارة الخوارزمية. ولا تزال المنصات التي تديرها الإدارات الخوارزمية تعتمد على العمالة غير الحرة. وبالإضافة إلى ذلك، في ظل المنصات الإلكترونية، لم يعد العمل يختنق في مساحة عمل محدّدة أو، بشكل أسوأ، محصورة مثل المصنع أو المكتب. ومع ذلك، يظل العمل واستغلاله جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد السياسي العالمي للرأسمالية الذي تلتصق به أيديولوجياً الهلوسة النيوليبرالية القائلة بأن العمال يفعلون ذلك بإرادتهم الحرة. اليوم، يتفق الكثير من الفلاسفة على أنه لا وجود لشيء مثل «الإرادة الحرة».

في ظل الأيديولوجيا النيوليبرالية، يؤطَّر العامل على أنه حرّ تماماً في البحث عن عمل أو عدم البحث عنه. وهذه أسطورة شائعة إلى حدّ ما وتعمل على استقرار الرأسمالية أيديولوجياً. ومع ذلك، فإن البدائل - مثل المعاناة من العيش على حصص الرعاية الاجتماعية الهزيلة، والتشرُّد، والتعرض للإساءة باعتبارهم متكاسلين ومتطفلين، وما إلى ذلك - تجبر الناس على العمل.

وفي ظل الأنظمة الخوارزمية، يُحقَّر العمال باعتبارهم مجرّد عملاء لتطبيق يُشغّل بواسطة خوارزمية. حتى في ظل الإدارة الخوارزمية والمنصّات الإلكترونية متعدّدة الجنسيات، لا تزال الرأسمالية تستغل العمالة غير مدفوعة الأجر أو منخفضة الأجر (إقرأ/ي: المُكرَهَة).

لقد عملت الرأسمالية الخوارزمية على تعزيز استغلال العمّال من خلال تأطيرهم كعملاء مستقلين للتطبيقات وخفض تكاليف الأجور والنفقات الإدارية. وكما هو الحال في كثير من الأحيان، يخلق هذا عِلَّة وجود الإدارة الخوارزمية التي تهدف في نهاية المطاف إلى أن تكون إدارة من دون إدارة متوسطة. فالإدارة العليا وحدها هي التي تدير عملية استغلال العمّال - بمساعدة أنظمة خوارزمية.

نُشِر هذا المقال في Z Network في 19 تموز/يوليو 2024 بموجب رخصة المشاع الإبداعي، وترجم وأعيد نشره في موقع «صفر».