التمييز ضد النساء

3 حقائق عن سوق العمل

تعاني النساء عالمياً من تمييز في سوق العمل، إلا أنها تعاني منه بشكل أشد وطأة في العالم العربي خصوصاً، ويتبين ذلك إن قارنا بين الذكور والإناث عبر ثلاثة مؤشرات متعلقة بسوق العمل: معدل المشاركة في القوى العاملة، معدل البطالة، معدل الأجور، وذلك اعتماداً على تقرير منظمة العمل الدولية بعنوان «التشغيل والآفاق الاجتماعية في الدول العربية - اتجاهات 2024».

التمييز من حيث المشاركة في سوق العمل

في العام 2023، بلغ معدّل مشاركة النساء في القوى العاملة في الدول العربية 19.8%، ويحتسب هذا المؤشر بقسمة إجمالي العاملات أو الباحثات عن عمل على إجمالي من هن في سن العمل، وهو أقل بكثير من معدل مشاركة الرجال (74%).

بلغ معدّل مشاركة النساء في الدول العربية (ما عدا دول مجلس التعاون الخليجي) نحو 11.7% في العام 2023، وهو أقل بقليل من معدل مشاركتها قبل جائحة كوفيد-19 البالغ 11.8%. 

تبلغ نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي 39.3% وهو ضعف مشاركة النساء في الدول خارج المجلس بـ3.4، إلا أن ذلك يُعزى إلى الوجود الكبير للعاملات المهاجرات في دول الخليج.

التمييز من حيث معدل البطالة

على الرغم من انخفاض معدلات مشاركة النساء في القوى العاملة، فهن يعانين من معدلات بطالة مرتفعة بشكل خاص (17.8%)، وأعلى من معدل بطالة الرجال في المنطقة (8.2%)، بل مقارنة بغيرهم من النساء على مستوى العالم، فالبطالة بين النساء في الدول العربية تتجاوز المتوسط ​​العالمي بأكثر من ثلاثة أضعاف. 

علاوة على ذلك، على المستوى العالمي، تبلغ الفجوة بين الجنسين في معدّل البطالة 0.2%، إلا أنها مذهلة في الدول العربية، إذ بلغت في العام 2023 نحو 9.6%، وترتفع إلى 13.2% في الدول العربية من خارج دول مجلس التعاون الخليجي، وتنخفض في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 9.1%، وتحتسب الفجوة بتنقيص معدل البطالة عند النساء من معدل البطالة عند الرجال.

التمييز من حيث الدخل

تشكّل فجوة الدخل بين الجنسين مصدر قلق خاص في المنطقة، فمجموع مداخيل النساء في العالم العربي لا تساوي سوى 12.5% فقط من مجموع ما يحصل عليه الرجال، وهي أدنى نسبة في العالم. إلا أن  هذه الفجوة الهائلة في الدخل الإجمالي بين الرجال والنساء العرب ليست بالأمر المفاجئ في منطقة تمثل فيها النساء أقل من خمس إجمالي العمالة، ومن خلال قسمة فجوة الدخل على فجوة العمالة بين الجنسين، نحصل على مؤشر فجوة الدخل لكل عامل، وهو رقم يعبّر عن الفجوة في الدخل إن تمّ سد فجوة العمالة نهائياً بين الجنسين، وقد بلغت في منطقة الدول العربية رقماً مرتفعاً يصل إلى 67.5%.