Preview الاسلحة الاسرائيلية

الأسلحة الإسرائيلية
من «المختبر في غزّة» إلى «المعرض في سنغافورة»

تشارك شركات أسلحة إسرائيلية عدّة في معرض سنغافورة للطيران 2024، المعرض الجوي الأكثر أهمية في آسيا لإبرام الصفقات وإقامة الشراكات بين الدول والشركات. وستعرض الشركات الإسرائيلية مسيّراتها الحربية وأنظمة دفاعها الجوي وصواريخها وقذائفها، في إطار حملة تسويقية لزيادة مبيعاتها الخارجية، مستندة إلى سجّل حافل بتجارب أسلحتها الفتّاكة وقوّتها التدميرية في حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على سكان قطاع غزّة.

يُقام المعرض السنوي في سنغافورة بين 20 و25 فبراير/شباط الجاري، بحماية الشرطة السنغافورية، التي حذّرت من أنها ستمنع أي احتجاجات على المشاركة الإسرائيلية، في الوقت الذي تستخدم فيه شركات السلاح الإسرائيلية مشاهد وصور القتل والدمار والحصار والتجويع في قطاع غزّة كدعاية موجّهة إلى الزبائن المحتملين المشاركين في هذا المعرض.

كل عامين، تحضر وفود حكومية وعسكرية رفيعة المستوى، بالإضافة إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في العالم، إلى معرض سنغافورة للطيران لمشاهدة عروض طائرات تجارية وحربية وإقامة شراكات وإبرام صفقات. ويٌعتبر هذا المعرض أكبر سوق طيران متنامي في العالم. وبحسب موقع الشركة المنظّمة، فهو يُعد المكان المناسب لشركات الطيران الرائدة واللاعبين الناشئين الذين يتوقون إلى ترك بصمتهم في سوق الطيران والدفاع الدولي، ففي العام 2022 مثلاً، استضاف المعرض 96 وفداً رفيع المستوى من أكثر من 33 دولة ومنطقة، ما سهل عقد 716 اجتماعاً بين الوفود وأصحاب المعارض.

تشارك شركات الأسلحة الإسرائيلية في المعرض، ولا سيما Elbit Systems، شركة السلاح الأكبر في إسرائيل والـ24 على مستوى العالم من حيث عائدات الأسلحة، اذ أعلنت أنها ستطرح أحدث منتجاتها لنظام جوي من دون طيار (UAS) للمرة الأولى في المعرض. وستقدم Elbit Systems مجموعة شاملة من الأنظمة الجوية، ومجموعة متنوعة من «الحلول» العسكرية في جناحها، بما في ذلك أنظمة الطيران التجاري، والأنظمة الجوية من دون طيار، والذخائر الموجّهة الدقيقة، وغير ذلك.

Iron Sting أو اللدغة الحديدية

من ضمن الاسلحة التي ستعرضها Elbit في المعرض هو السلاح الذكي Iron Sting، أو اللدغة الحديدية، الذي كشف الجيش الإسرائيلي النقاب عنه للمرة الأولى في حرب الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة. وتقوم هذه الشركة بتسويق بضاعتها الدموية بزعم أن نظامها نجح بتدمير مواقع إطلاق الصواريخ التابعة لحركة المقاومة الاسلامية «حماس». هذا السلاح عبارة عن قذيفة هاون من عيار 120 ملم، موجّهة بالليزر أو بنظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ما يجعلها أكثر دقة وأكثر فتكاً من قذائف الهاون التقليدية. 

من ضمن الاسلحة التي ستعرضها Elbit في المعرض هو السلاح الذكي Iron Sting، أو اللدغة الحديدية، الذي كشف الجيش الإسرائيلي النقاب عنه للمرة الأولى في حرب الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة

تجدر الإشارة إلى أن Iron Sting ليس سلاحاً جديداً، اذ أصبح جاهزاً للعمل عند العدوان الإسرائيلي على غزة  قبل عامين، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يُظهر الجيش الإسرائيلي قدرات هذا السلاح علناً في ساحة الحرب، ويبث دعاية حية للسلاح يراها الملايين. وتعلم الشركة تمام العلم بأهمية هذه الدعاية المجانية بالنسبة إلى إيراداتها، فبحسب ما نشره موقع الشركة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فإن «العملاء في جميع أنحاء العالم  يراقبون عن كثب أداء Iron Sting».

Iron Fist أو القبضة الحديدية

في العام الماضي، أكملت شركة Elbit Systems سلسلة من اختبارات الاعتراض التي نفّذها نظام الحماية النشط (آي بي سي)، Iron Fist، أو القبضة الحديدية، الذي كان من المقرّر تثبيته على ناقلات الجنود المدرعة الجديدة التابعة للجيش الإسرائيلي (Eitan)، والتي استخدمها للمرة الأولى في الحرب على قطاع غزة  والجرّافات المدرّعة D9.

يتعامل نظام Iron Fist مع أي مقذوف سريع الحركة، كصاروخ مثلاً، يتم إطلاقه على مركبة مجهّزة به، ويُزعم أن قادر على تحديد ما إذا كان المقذوف سيضرب المركبة أم لا، فإذا بدا له أنه سيصيبها يطلق على الفور واحداً من أنواع عدة من المقذوفات الاعتراضية أو نيران الطاقة الموجهة (الليزر) على المقذوف ما يؤدي إلى تفجيره في الجو.

في مقال نشره موقع الشركة في بعنوان «مثل قبضة مليئة بالحديد»، يؤكد  كبير مديري تطوير أعمال الفرق البرية في شركة Elbit Systems أن حل Elbit هو القادر حالياً على حماية الجنود ضد التهديدات المضادة للدبابات، ويضيف بتلميح واضح إلى حماس «حتى عندما يتم استهدافها من مسافة قريبة للغاية»، وفي تلميح أوضح إلى الحركة يدعي أن النظام «يمثل الحل العملي الوحيد لهذه التهديدات في كل من ساحات الحرب غير المتكافئة أو المتكافئة».

المثير للاهتمام، هو الفيديو التمثيلي الذي عرضته الشركة كدعاية للقبضة الحديدية منذ 3 سنوات، حيث يتم استخدامه في مشهد افتراضي لمدينة ذات طابع عمراني يشبه الطابع الشائع في قطاع غزة.

مقلاع داوود

بالإضافة إلى ذلك، ستعرض RAFAEL، شركة التقنيات الحربية الإسرائيلية، التي وصلت عائداتها الحربية إلى 3380 مليون دولار في العام 2022، مجموعة واسعة من ما تسميه بـ«الحلول المبتكرة والمثبتة في القتال»، كتقنيات الدفاع الجوي بما في ذلك  SPYDER، وC-DOME، وIRON BEAM، وSKY SPOTTER، وDRONE DOME وSKY SONIC، بالإضافة إلى الأنظمة الكهروضوئية لجمع الذكاء البصري والطائرات من دون طيار المستقلة، وسيكون DAVID’s SLING (مقلاع داوود) الاعتراضي، حاضراً في المعرض، وهو نظام دفاع جوي استخدمته إسرائيل للمرة الأولى ضد صواريخ منطلقة من غزة في أيار/مايو 2023، وIRON DOME (القبة الحديدية) ذائعة الصيت.

IRON BEAM أو الشعاع الحديدي

سيشارك في العرض الشعاع الحديدي، IRON BEAM، وهو نظام لاعتراض الصواريخ بمساعدة الليزر، يفترض أنه  قادر على تحييد الصواريخ أو القذائف أو الطائرات من دون طيار من مسافة بعيدة، بكلفة أدنى من كلفة تشغيل القبة الحديدية. تم تفعيله بالقرب من غزة في الحرب الحالية للمرة الأولى منذ بدء تطويره، بحسب تأكيد رئيس شركة رافائيل والوزير السابق يوفال شتاينتس، في حفل أقيم في بئر السبع، علماً أنه لم يتم استخدامه لاعتراض الصواريخ. ومن المتوقع أن يصبح الشعاع الحديدي جاهزاً للعمل بكامل طاقته خلال العامين المقبلين.

المثير للاهتمام، هو الفيديو التمثيلي الذي عرضته الشركة كدعاية للقبضة الحديدية منذ 3 سنوات، حيث يتم استخدامه في مشهد افتراضي لمدينة ذات طابع عمراني يشبه الطابع الشائع في قطاع غزة

يشير شتاينتس أيضاً إلى تقديم رافائيل العديد من القدرات القتالية الجديدة خلال الحرب، التي تساعد حالياً القوات الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة. وقال: «لا أستطيع تقديم أمثلة محددة، لكن من بين أمور أخرى، هناك أجهزة استشعار وأنظمة استخباراتية وأدوات مراقبة متقدمة للغاية تم تطويرها وتساعد القوات على الأرض لحظة بلحظة، كما أن هناك وسائل مختلفة ضد الأنفاق».

من جهة أخرى، للشركات الناشئة حضورها في المعرض الجوي، وستعرض steadicpoter جهاز Golden Eagle الخاص بها الذي يتميز بقدرات الضرب الدقيقة، و Black Eagle 50 Hybrid للتطبيقات البحرية.

حقل التجارب الدموي

بحسب مقال نشرته غلوبز الإسرائيلية بعنوان يشير بوضوح إلى توظيف الشركات الناشئة غزة كحقل تجارب لتقنياتها، «الشركات الناشئة للطائرات من دون طيار الإسرائيلية تكتسب خبرة في ساحة المعركة»،  فإنه يجري الاستعجال بتشغيل أنظمة جديدة لتعزيز قدرات المسيرات الإسرائيلية والقدرات المضادة للمسيرات، ومنها الطائرة التي »أثبتت نفسها بالفعل في ساحة المعركة» Black Eagle، - التي ستعرض في معرض سنغافورة - التي طوّرتها شركة Steadicopter. هذه طائرة هليكوبتر روبوتية من دون طيار تحمل حمولات مخصصة، تعمل في قطاع غزة بشكل أساسي لجمع المعلومات الاستخبارية.

ممنوع الاحتجاج على المشاركة الاسرائيلية

في استباق أمني لأي رد فعل تضامني مع الشعب الفلسطيني، وعلى درب كثير من الحكومات القمعية في العالم، أكدت الشرطة السنغافورية أنها على علم بالدعوات للاحتجاج على «سلوك إسرائيل»، مثل التجمع للاعتصام ولصق ملصقات تتعلق بالإبادة الجماعية للفلسطينيين، في معرض سنغافورة الجوي، واحتجت الشرطة بـ«السلام والوئام الحالي الذي نتمتع به بين الأعراق والأديان المختلفة» من أجل عدم عدم السماح للأحداث الخارجية أن تؤثر على الوضع الداخلي داخل الدولة.

وذكّرت الشرطة بأن التنظيم أو المشاركة في تجمع عام أو موكب من دون تصريح هو أمر غير قانوني، ووضع أي ملصقات أو لافتات على أي ممتلكات من دون إذن، علماً أنها لن تمنح أي تصاريح للتجمع العام أو المسيرات التي تدافع عن القضايا السياسية لدول أخرى أو كيانات أجنبية.

يشير هذا مجدداً على أن إسرائيل لا زالت تحظى بدعم دولي فعّال، وأنها أبعد ما تكون عن عزلة دولية على الرغم من ارتكابها الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في غزة، بل واستخدام القطاع كمختبر تجارب لأحدث تقنياتها الحربية.