Preview المبيدات والمزارعين السوريين

العمّال السوريين الزراعيين في لبنان: أوجه الهشاشة البنيوية

1- مقدّمة1

لطالما شكّل العمّال المهاجرون السوريون جزءاً وازناً من القوى العاملة في لبنان. في أعقاب الحرب في سوريا التي بدأت في العام 2011، ارتفع عدد السوريين الذين لجأوا إلى لبنان إلى 1.5 مليون، أي ما يقرب من 30% من سكّانه.2  ومن بين هؤلاء، سُجِّل أقل من 800,000 لدى مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما يقيم حوالي 300,000 في البقاع وبعلبك-الهرمل، التي تعد أكبر منطقة زراعية في لبنان بالقرب من سوريا،3  ويعيش معظمهم في مخيمات غير رسمية وأماكن فقيرة.4  وبسبب قيود العمل والعمالة المنخفضة التكلفة، يعمل 24% من السوريين اللاجئين، ومن ضمنهم الأطفال، في الزراعة،5  وهو قطاع اقتصادي معروف بخطورته، وخصوصاً بالنسبة إلى المهاجرين المعرّضين لظروف عمل استغلالية بما في ذلك ارتفاع مخاطر التعرّض للمبيدات.6

يعيش العمّال الزراعيون السوريون اللاجئون في لبنان في ظروف غير مثالية،7  ويتعرّضون لبيئات عمل خطرة تفتقر إلى تدابير الصحّة والسلامة المهنية الأساسية، إذ تُستخدم المبيدات بشكل مفرط.8  9  ولهذا التعرّض آثار صحية متعدّدة ومتزامنة،10  11  موثّقة بين العمّال المهاجرين واللاجئين في بلدان أخرى.12  13

تقترح هذه المقالة استخدام منظور اجتماعي واقتصادي وسياسي لمعالجة موضوع بحثي غير مدروس: الديناميات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تؤثّر على تعرّض العمّال الزراعيين اللاجئين السوريين للمبيدات.

وعلى الرغم من أن الأبحاث الحديثة توسّعت في نطاق تحقيقاتها في مجال تعرّض العمّال الزراعيين للمبيدات، لا تزال هناك فجوة معرفية كبيرة فيما يتعلّق بالعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المترابطة التي تشكّل تجارب العمّال اللاجئين والمهاجرين، بما في ذلك العمّال الزراعيين السوريين في لبنان. إن معالجة تعرّض العمّال الزراعيين اللاجئين السوريين للمبيدات أمر مثير للاهتمام لأن هذه الفئة من السكّان تعيش وتعمل في سياق تسود فيه عوامل متعددة لعدم الاستقرار. على حد علمنا، لم تستكشف أي دراسة تأثير الديناميات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على التعرّض للمبيدات في المنطقة، ولم يتناول الديناميات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الأوسع خارج مكان العمل إلا عدد قليل من الدراسات الدولية.

نحن نرى أن الديناميات في مكان العمل والتعرّض لمبيدات الآفات تُحدّد من خلال العوامل البعيدة التي ينبغي فهمها لتحسين احتمالية تنفيذ تدخلات الصحة والسلامة الناجحة على مستويات مختلفة.14  15  ولتوضيح هذه القضية، قمنا بوصف الاتجاهات الاقتصادية والسياسية العالمية وزيادة استخدام المبيدات، والسياق الإقليمي، وكيف أدّت خيارات لبنان السياسية والاقتصادية إلى إضعاف القطاع الزراعي مع مرور الوقت. ثم نتناول بالتفصيل كيف تضافرت العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لزيادة هشّاشة العمّال الزراعيين اللاجئين السوريين وتعرّضهم للمبيدات. ويوضح الرسم البياني الأول التفاعل بين هذه العوامل. 

يتعرض العمّال الزراعيون المهاجرون لنظام رأسمالي آخذ في التوسّع والتنافس، وغالباً على حساب مجموعات إثنية أو ثقافية معيّنة تبرّر تدنّي أجورها من خلال الحتمية البيولوجية

2- الاتجاهات العالمية

شهدت البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في الجنوب العالمي عموماً تنمية سياسية واقتصادية صعبة منذ الحرب العالمية الأولى. وقد مرّت هذه البلدان بفترات استعمارية استغلّت مواردها الطبيعية. وعقب المرحلة الاستعمارية، اتسم الاستقلال عموماً باقتصادات مركزية، تسيطر عليها الدولة، لم تستطع الصمود في وجه المطالب الداخلية لمواطنيها والضغوط الخارجية للعولمة.

وفي خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حلّت المشاريع الزراعية الكثيفة رأس المال، والتي تم الترويج لها من خلال الثورة الخضراء، محل أساليب الزراعة التقليدية في الجنوب العالمي، ما أدّى إلى انتشار تبنّي الممارسات الكثيفة للمواد الكيميائية.16  17  أعادت هذه المبادرة تنشيط تجارة المبيدات، التي تراجعت سابقاً بسبب المخاوف البيئية في الشمال العالمي، من خلال خلق طلب عليها، فارتفعت واردات المبيدات في الجنوب العالمي بشكل كبير من 641 مليون دولار سنوياً إلى 1 مليار دولار بين عامي 1974-1978. 18

وبالإضافة إلى ذلك، أدّى التكيّف الحالي مع السياسات الاقتصادية النيوليبرالية التي فرضت تعديلات هيكليّة إلى خفض الإنفاق الحكومي وسيطرته على الاقتصاد، وإلغاء الدعم، واعتماد مبادئ التجارة الحرة.19  20

عانت الزراعة الصغيرة والمتوسطة الحجم على الصعيد العالمي على حساب القطاعات الاقتصادية الأخرى لصالح الزراعة الكبيرة والشركات متعدّدة الجنسيات، التي تتلخّص مصالحهم في زيادة الطلب على المبيدات وتكثيف الإنتاج الزراعي لصادرات المواد الخام الفعّالة من حيث التكلفة.21  22 سيطرت القوانين الضعيفة، وغياب الدعم الحكومي، والتخفيضات في الميزانيات الزراعية على الساحة في بلدان الجنوب العالمي. إلى جانب العلاقات التجارية العالمية غير المتكافئة مع البلدان ذات الدخل المرتفع، التي واصلت دعم قطاعاتها الزراعية،23  أدّى ذلك إلى إضعاف قدرتهم على المنافسة في السوق العالمية وتعزيز اعتمادهم على المبيدات. وقد لوحظ هذا الاتجاه في البرازيل والإكوادور حيث خُصِّص جزء كبير من عائدات التصدير لاستيراد المبيدات.24  25  وفضلاً عن ذلك، احتكرت البلدان المرتفعة الدخل التقنيات من خلال حقوق الملكيّة الفكريّة وبالتالي إنتاج المحاصيل؛ وارتفعت نسبة الإنتاجية بين البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المنخفضة الدخل من 10:1 في العام 1940 إلى 2000:1 في العام 2012. 26  27  لقد كشف هذا النظام العالمي الناشئ عن الفئات الأكثر هشاشة في التسلسل الهرمي الاجتماعي،28  وخصوصاً العمّال الزراعيين الذين يتعرّضون بشكل مباشر للمبيدات وغيرها من المخاطر المهنية، خصوصاً أن الرأسماليين في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يستغلون العمّال الزراعيين بشكل أكبر لتقليل تكاليف الإنتاج ولإبقائهم قادرين على المنافسة في الأسواق العالمية.29

فضلاً عن ذلك، يتعرض العمّال الزراعيون المهاجرون لنظام رأسمالي آخذ في التوسّع والتنافس، وغالباً على حساب مجموعات إثنية أو ثقافية معيّنة تبرّر تدنّي أجورها من خلال الحتمية البيولوجية.30  في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008، شهدت أوروبا ارتفاعاً في الأيديولوجيات السياسية اليمينية المتطرّفة وتمييزاً عنصرياً أوسع ضدّ المهاجرين الذين صوِّروا على أنهم مختلفون ثقافياً ودينياً ووطنياً.31  أدخلت هذه الأيديولوجيات الخوف من «الآخر» من خلال تصوير المهاجرين على أنهم يشكّلون تهديداً للوظائف ونظم الضمان الاجتماعي، مع التأكيد على الاختلافات الثقافية لتبرير إقصائهم.32  ومن المفارقات، أنه حتى بعض المبادرات الصديقة للبيئة حدثت على حساب العمّال المهاجرين، مثل حظر المبيدات الكلورية العضوية الثابتة بيئياً والتي استبدلت بالمبيدات الفسفورية الأقل ثباتاً في البيئة ولكن الأشدّ سمّية للناس التي يتعرّض لها العمّال المهاجرون.33  وبالمثل، أثّرت جائحة كوفيد-19 على ديناميات العمل بشكل غير متناسب، إذ تأثّر العمّال الزراعيون المهاجرون المهمّشون بشكل أكبر من العمّال الآخرين.34  وأصبح عدم كفاية لوائح العمل التنظيمية لحماية العمّال المهاجرين والعمّال الموسميين واضحاً في هذه السياقات، ما يسلّط الضوء بشكل أكبر على هشاشة هذه الفئات.35

للأسف، يقوّض تغيّر المناخ، المرتبط أيضاً بالسياسات الاقتصادية العالمية العدوانية والجشعة، الأمن الغذائي ويغذّي دورة الإفراط في استخدام المبيدات لتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة.36

3- السياق الإقليمي

إن المنطقة العربية التي ينتمي إليها لبنان غير متجانسة سياسياً واقتصادياً.37  وهي تضمّ بعض أغنى البلدان على مستوى العالم وكذلك بعض أفقرها. وثّقت تفاوتات هائلة بين هذه البلدان وفي داخلها. وهذه المنطقة هي الأقل حظاً في المصادر الطبيعية للمياه على مستوى العالم ما يعرّضها لخطر متزايد من انعدام الأمن الغذائي.38  فضلاً عن ذلك، تشهد المنطقة تدهوراً بيئياً واسعاً وهي مُهددة بتغيُّر المناخ، الذي ينعكس في زيادة عدد موجات الحرّ والجفاف والعواصف الرملية.39  ويزداد الوضع تعقيداً مع عدم الاستقرار السياسي والحروب المتعدّدة المتزامنة والهجرة القسرية بسبب تغيّر المناخ والصراعات الأهلية التي تعيق التنمية المستدامة.40  يعيش في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 11 مليون نازح.41  وتؤثر هذه العوامل الدينامية والمترابطة سلباً على الزراعة في المنطقة وبالتالي على إنتاج الغذاء وإمكانية استخدام المزيد من المبيدات. 

توضيح لتفاعل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية

4- لبنان: حالة العمّال الزراعيين اللاجئين السوريين

يشترك لبنان في الكثير من التجارب آنفة الذكر، ولكن تطوّره الاقتصادي والسياسي أثناء فترة الاستعمار الفرنسي (1917-1943) وبعدها، كان مختلفاً عن البلدان الأخرى في المنطقة نظراً لتاريخه وجغرافيته وتركيبته المجتمعية. وسوف تتناول الأقسام التالية هذه التطوّرات في لبنان وكيف أثّرت بالتوازي مع العوامل الاجتماعية على قطاع الزراعة واستخدام المبيدات وزادت من هشاشة العمّال الزراعيين اللاجئين السوريين.

أُعلن لبنان دولة مستقلة منفصلة عن سوريا في ظل الانتداب الفرنسي في العام 1920، بعد سنوات قليلة من نهاية الحرب العالمية الأولى. هذا البلد الذي تبلغ مساحته 10,452 كيلومتراً مربعاً يقع على الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، ويشترك في الحدود مع سوريا في الشمال والشرق، وفلسطين في الجنوب. وأصبح لبنان منذ إعلانه، جمهورية ديمقراطية برلمانية على أساس نظام سياسي طائفي يستند إلى توزيع المناصب العامة العليا بين الطوائف المسيحية والمسلمة المختلفة.42  إن حساسية البلاد للتغيّرات الديموغرافية مُتجذّرة في توازنها الطائفي، وقد أثّر ذلك على المناقشات في هوية البلد وعلاقاته مع العالم العربي والغرب والشرق. بالإضافة إلى تأجيج مقاومة تجنيس غير اللبنانيين بغض النظر عن مدة إقامتهم. وطُبِّقت هذه السياسة بشكل صارم على اللاجئين الفلسطينيين الذين دخلوا إلى لبنان منذ العام 1948، واللاجئين السوريين منذ العام 2011، كما أنها حصرت تصاريح عملهم في مجالات البناء والزراعة وجمع النفايات.

عانى لبنان من حرب أهلية استمرّت 15 عاماً (1975-1990)، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها استمرّ الاستقطاب السياسي، وغذّته الانقسامات الطائفية الداخلية والصراع الفلسطيني/العربي-الإسرائيلي المستمر الذي أدّى إلى اعتداءات إسرائيلية متكرّرة (1969, 1978, 1982, 1996, 2006)، واحتلال إسرائيلي طويل الأمد لجنوب لبنان (1978-2000)، وسيطرة سياسية وعسكرية سوريّة لمدة 30 عاماً على الدولة (1976-2005). في هذا الإطار، اجتذب لبنان ولا سيما منطقتي البقاع وعكار، الكثير من اللاجئين السوريين الذين فرّوا من الحرب منذ العام 2011.

يهدف هذا الموجز إلى وضع بعض السياقات السياسية، والعوامل الاقتصادية والاجتماعية الكامنة وراء مواطن هشاشة اللاجئين السوريين، والتي تنقسم إلى هشاشة بنيوية43  تشمل العوامل والخيارات السياسية والاقتصادية الوطنية التي أثّرت على القطاع الزراعي وأدّت إلى غياب قوانين الصحة والسلامة المهنية وزيادة استخدام المبيدات،44  هشاشة اجتماعية ناجمة عن الهشاشة البنيوية، ولكنها تظهر في المستوى المحلي، وتؤثر بشكل مباشر على العمّال الزراعيين اللاجئين السوريين.

يتّضح انحدار القطاع الزراعي في انخفاض الإنفاق الحكومي، من 2.3% في العام 1973 إلى 1.4% في العام 2021، وانخفاض عدد السكّان العاملين في الزراعة، من 48.9% في العام 1959 إلى 18.9% في العام 1970 4.1- أوجه الهشاشة البنيوية: العوامل السياسية والاقتصادية

أدّت سياسات السوق الحر في لبنان إلى إضعاف مؤسّسات الدولة، والتركيز على الخدمات، وتراجع الزراعة.45 46  وقد استفادت النخب والشركات متعدّدة الجنسيات، ومن ضمنها تلك العاملة في قطاعي الزراعة والمبيدات، من إهمال الدولة اللاحق للزراعة.47

تاريخياً، تم فرض نموذج اقتصادي تبعي من خلال تصدير المواد الخام الزراعية، وخصوصاً الحرير، بين عامي 1860 و1914، خدم مصالح تراكم رأس المال الصناعي الفرنسي.48 49  وفي خلال هذه الفترة، تحوّلت المحاصيل على نطاق واسع من زراعة الكفاف إلى زراعة المحاصيل النقدية.50  وفي العام 1895، بسبب انخفاض ربحية إنتاج الحرير، قرّر الفرنسيون الانتقال إلى محاصيل أكثر ربحاً مثل العنب والحمضيات والزيتون والتبغ.51  وقد حدثت أمثلة أخرى على التبعية بعد الاستقلال في العام 1943. ففي الفترة الممتدّة بين عامي 1946 و1980، تلقّى لبنان 86.2 مليون دولار من المساعدات الغذائية أدّت إلى اعتماد القمح كأساس لنظامه الغذائي.52  والجدير بالذكر أن زراعة المحاصيل ذات المردود المرتفع بهدف التصدير، مثل الفواكه والتفاح والحمضيات، زادت بنسبة 700% في العام 1971 مقابل 250% بين عامي 1951 و1971. 53  وتستهدف جهود إعادة الهيكلة الزراعية، التي تستجيب للطلب العالمي، محاصيل أكثر ربحيّة، ما يعزّز الحاجة إلى المبيدات لتحسين الإنتاجية. أصبحت المبيدات والكيماويات الزراعية سوقاً مربحاً تسيطر عليه الشركات الأجنبية، ما أدّى إلى زيادة مبيعات المبيدات في لبنان بنسبة 300% بحلول العام 1975. 54

انخفضت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير بمرور الوقت. في العام 2016، ساهمت أنظمة الخدمات والمصارف بنسبة 74.2% في الناتج المحلي الإجمالي، والذي ارتفع إلى 94% في العام 2021، بينما انخفض نصيب الزراعة من 2.7% إلى 1.4% خلال الفترة نفسها.55  يتّضح انحدار القطاع الزراعي في انخفاض الإنفاق الحكومي، من 2.3% في العام 1973 إلى 1.4% في العام 2021، وانخفاض عدد السكّان العاملين في الزراعة، من 48.9% في العام 1959 إلى 18.9% في العام 1970. 56  فضلاً عن ذلك، غذّت الدولة الهشّة هيكلاً سياسياً واقتصادياً هجيناً تقوده الأوليغارشية الطائفية في مزيج من السياسات الإقطاعية والحديثة والنيوليبرالية المتزامنة.57  وأدّت هذه السياسات إلى خلق فجوة كبيرة بين المراكز الحضرية القوية والأطراف الريفية المهمشة. شكّل عدم المساواة سمة رئيسة لهذه السياسات أدّت إلى عدم استقرار سياسي متكرّر، وهجرة داخلية من الريف إلى المدينة، وهجرة خارجية، وتغيّرات ديموغرافية لا تزال تُشكّل لبنان. 

يمكن إرجاع التراجع الأخير للزراعة إلى إصلاح العام 1992، الذي حوّل التمويل من النقد إلى الائتمان. ومن دون نظام ائتماني مدعوم من الدولة، تَركت القروض عالية الفائدة التي فرضها التجار المزارعين، وخصوصاً الصغار منهم، غير قادرين على السداد بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض الإنتاج الزراعي. ونتيجة لذلك، ارتفعت ديون المزارعين إلى 60 مليون دولار في العام 2019. 58  وقد تفاقم هذا الأمر بسبب المشروع النيوليبرالي الذي موِّل بالدين العام، الذي وصل إلى 120% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 1993، ثم تجاوز 171% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2020. 59 60

لقد فضّلت الدولة اللبنانية تاريخياً المزارعين الكبار من خلال منحهم المزيد من القروض، ما أضرّ بصغار المزارعين.61  هناك أدلّة على أن زيادة علاقات الديون بين المزارعين وشركات الكيماويات الزراعية والشركات التجارية الزراعية والسماسرة أدّت إلى الإفراط في استخدام المبيدات في لبنان.62  وفي حين أن المبيدات قد تعزّز الإيرادات وتخفّض تكاليف الإنتاج في الأمد القريب، إلا أنها قد تؤدي إلى انخفاض الإيرادات وزيادة تكاليف الإنتاج بمرور الوقت، ما يؤدي إلى تعميق المديونية وإلى زيادة استخدام المبيدات.63  فضلاً عن ذلك، أدّت سياسات التجارة الحرّة والتحرّر الاقتصادي إلى زيادة تكلفة الإنتاج الزراعي (الوقود والمبيدات والأسمدة).64  وبالتالي، يواجه صغار المزارعين الديون، ما يجبرهم على بيع أراضيهم، والانتقال إلى المناطق الحضرية، والتعرض للبطالة والفقر.65  وقد أدّى ذلك إلى تركيز الثروة بين أقلية. في العام 1970، سيطر 20 إلى 25 تاجراً على أسواق الحمضيات والتفاح، وسيطروا على 80 و67% من الصناعات المرتبطة بها. سمح لهم ذلك بشراء السلع بتكلفة رخيصة من المزارعين وتحقيق أرباح كبيرة.66  في الوقت نفسه، أصبحت ملكية الأراضي مركّزة بشكل متزايد في أيدي عدد قليل من الأفراد، في حين أن 50% من السكّان المحليين يمتلكون هكتاراً واحداً فقط. 67

لقد اعتمد النظام الزراعي كثيف رأس المال في لبنان بشكل كبير على استخدام المبيدات التي زادت من 4 كيلوغرام بالهكتار الواحد من الأراضي الزراعية في العام 1990 إلى 6.5 كيلوغرام بالهكتار في العام 2021، أي نحو 3 أضعاف المتوسط العالمي البالغ 2.26 كيلوغرام بالهكتار في العام 2021.68  وبالتالي، يواجه العمّال الزراعيون تعرضاً متزايداً للمبيدات الضارّة، وهو ما يتفاقم بسبب هشاشة أو عدم وجود قوانين للصحة والسلامة المهنية.

في لبنان، هُمِّشت الصحة والسلامة المهنية نتيجة الاتجاهات النيوليبرالية. لم تصادق الدولة اللبنانية على اتفاقيات منظّمة العمل الدولية المهمّة المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية. على سبيل المثال، فشل لبنان في التصديق على اتفاقيتين لمنظمة العمل الدولية تتعلقان بالصحة والسلامة المهنية في قطاع الزراعة: اتفاقية 184 (2001) بشأن السلامة والصحة في الزراعة، واتفاقية 129 (1969) بشأن تفتيش العمل (الزراعة).69  يتبع التصديق على هذه الاتفاقيات دمج أحكامها في التشريعات الوطنية المُحدّثة. وبالتالي فإن التوقيع على هذه الاتفاقيات يعد مرحلة أساسية في حماية العمّال الزراعيين، خصوصاً أن قانون العمل اللبناني لا يغطّي القطاع الزراعي، ما يعرّض العمّال الزراعيين لخطر أكبر من الاستغلال والتعرّض للمخاطر.70  أيضاً، أدت التقنيات الزراعية المستوردة الجديدة والمواد الكيميائية التي تسوّقها الشركات متعدّدة الجنسيات والشركاء المحليون إلى تحويل المزارعين في لبنان والعالم بعيداً من الممارسات التقليدية الصديقة للبيئة نحو ممارسات تعزّز الاعتماد على المبيدات والإفراط في استخدامها.71  في الوقت نفسه، عارض كبار ملّاك الأراضي والنخبة الزراعية السياسات التي تنظّم استخدام المبيدات،72  ما يعرّض العمال الزراعيين اللاجئين السوريين المهمّشين لخطر أكبر للتعرّض للمبيدات من دون اتخاذ تدابير وقائيّة كافية.

كشفت دراسة أجريت على 4,090 طفلاً لاجئاً سورياً في سن الدراسة أن 82% لا يلتحقون بالمدارس، و76% يسعون للحصول على فرص عمل لا تتطلّب مهارة في مجال الزراعة 4.2- أوجه الهشاشة الاجتماعية

أدت سياسات لبنان السياسية والاقتصادية إلى تهميش اللاجئين السوريين الذين وفرت أعدادهم المتزايدة فائضاً في القوى العاملة، لقطاع زراعي مُتعثّر. ولما كان اللاجئون السوريون لا يتمتعون سوى بالحد الأدنى من الحقوق الأساسية ويقتصر عملهم بموجب القانون على عدد قليل من المهن بما في ذلك الزراعة، وبما أن غالبيتهم تفتقر إلى تصاريح العمل، فلا خيار أمامهم سوى العمل في الزراعة في ظل ظروف محفوفة بالمخاطر وبأجور منخفضة. وهم يعيشون في دوامة من الفقر والاستغلال، ويتجلّى ذلك بشكل أكبر في زيادة عمالة الأطفال بين الأطفال السوريين.73  كشفت دراسة أجريت على 4,090 طفلاً لاجئاً سورياً في سن الدراسة أن 82% لا يلتحقون بالمدارس، و76% يسعون للحصول على فرص عمل لا تتطلّب مهارة في مجال الزراعة.74  فضلاً عن ذلك، يعيش العمّال الزراعيون السوريون وأسرهم في مخيّمات غير رسمية يديرها من الداخل شخص يُسمّى شاويش، يتمتع بمكانة وعلاقات اجتماعية.75  يعمل الشاويش، وهو عادة رجل، كوكيل عمل للاجئين، إذ يتّصل به أصحاب المزارع لطلب العمّال حسب الحاجة. يقوم الشاويش بتحديد هوية العمّال اللاجئين ونقلهم من المخيم والإشراف عليهم وأخذ نسبة من أجورهم (تصل إلى 30%)، ما يساهم في ظروف عملهم الاستغلالية. ويعمل العمّال الزراعيون السوريون لساعات أطول ويتقاضون أجراً أقل من أجور نظرائهم اللبنانيين.

ومن بين العمّال السوريين، تحصل الإناث على 30-50% من الأجر اليومي الذي يتلقاه الذكور، وقد يتقاضى الذكور العاملون في المزارع الكبيرة ضعف أولئك الذين يعملون في المزارع الصغيرة.76  في بعض الحالات، يتم دفع أجور العمّال على أساس العمل بالقطعة، ما قد يؤدي إلى تكثيف العمل،77  وزيادة التعرّض للمبيدات.

بالإضافة إلى ذلك، وكما ذكرنا سابقاً، لا تشمل قوانين الصحة والسلامة المهنية العمّال الزراعيين. كما يفتقر هؤلاء إلى القدرات القانونية والسياسية ما يفاقم وضعهم بسبب الفقر، وضعف التعليم، والوصول المحدود إلى الموارد. تؤثر هذه العوامل سلباً على استقلاليتهم، واتخاذهم للقرار، وإدراكهم للمخاطر، ومواقفهم تجاه المبيدات، ومعرفتهم بالصحة والسلامة المهنية، والاستخدام السليم لمعدات الحماية الشخصية، والاستخدام المعياري.78  فإذا لم يوفّرها المزارعون، لا يستطيع العمّال تحمّل تكاليف الحصول على معدات الحماية الشخصية.79  في الواقع، نادراً ما يتلقّى العمّال الزراعيون اللاجئون السوريون الذين يستخدمون المبيدات تدريباً على الصحّة والسلامة المهنية. فلا يستخدم سوى ثلث العمّال السوريين أقنعة الوجه، ويستخدم كثيرون منهم أذرعهم العارية لخلط المبيدات، ويأخذون جميعاً ملابس العمل إلى المنزل لغسلها، ما يعرّض أفراد أسرهم لمخاطر ضارّة.80  حتى حاويات المبيدات الفارغة تلقى في الحقول أو يجمعها العمّال أو أطفالهم لإعادة استخدامها أو بيعها.81  

كما لا يتمتّع العمّال الزراعيون بإمكانية الوصول إلى الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة، وعليهم دفع 20 إلى 25% من جيوبهم الخاصّة مقابل الخدمات الصحية التي تقدّمها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.82  وهذا يزيد من الضغوط عليهم ويحدّ من حقّهم في العلاجات الطبية المناسبة وتعويض العمل في حالة حدوث مشاكل صحّية متعلقة بالعمل، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتعرض للمبيدات.83  تزيد حالات الحرمان هذه من هشاشة العمّال اللاجئين السوريين واحتمال تعرّضهم للمبيدات وفقدان التدخلات الصحية في الوقت المناسب.

استكشفت العديد من الدراسات في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وكندا الهشاشة الاقتصادية للعمّال الزراعيين المهاجرين، الذين غالباً ما يعانون من ظروف عمل غير مستقرّة، بما في ذلك ساعات العمل الطويلة والأجور المنخفضة وترتيبات العمل المؤقت.84  يتعرض العمّال المؤقتون، مثل العمّال الزراعيين الموسميين واليوميين، للخطر بشكل خاص، حيث يواجهون تعرضاً أكبر للمبيدات ويتردّدون في طلب معدات السلامة بسبب انعدام الأمن الوظيفي.85  بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما ينخرط العمّال الزراعيون المهاجرون في أعمال على القطعة لساعات طويلة ويشركون أطفالهم في الأنشطة الزراعية لسد حاجات الأسرة ما يزيد من تعرضهم للمبيدات.86  هذا التفاعل بين أوجه الهشاشة الاقتصادية والسياسية واضح في جميع هذه الدراسات ويُظهر أن العمّال المهاجرين الذين لا يتمتعون بوضع قانوني يحصلون على أجور أقل من الحد الأدنى وهم أكثر تعرضاً للمبيدات.87

5 - الاستنتاجات والآثار

توضح هذه المقالة أن الصحّة والسلامة المهنية الزراعية والتعرّض للمبيدات ليست مشاكل تقنية يمكن حلّها على مستوى المزرعة المحلّية. وعلى الرغم من أن التدريب وتوفير الحماية الأساسية للصحة والسلامة المهنية، واعتماد الحلول الهندسية، مفيدة وقد تقلّل من خطر تعرض العمّال للمبيدات وغيرها من المخاطر الزراعية، لكن برامج الصحة والسلامة المهنية المؤثرة والمستدامة تتطلّب التدخلات في الأسباب الجذرية، أي العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية. حتى الآن، أدّت السياسات السياسية والاقتصادية في لبنان إلى تقويض الحكم الرشيد، وتهميش القطاع الزراعي، وبناء بيئة عمل وبيئة اجتماعية للاجئين زادت من مواطن هشاشتهم. هذه السياسات ليست فريدة من نوعها في لبنان ولكنها تعكس السمات الرئيسة للرأسمالية العالمية والنيوليبرالية إذ يتطلّب الإنتاج الغذائي المكثّف الذي تسيطر عليه قِلّة، استخداماً مكثّفاً للمبيدات. وتشير التقارير إلى أن المشاريع الزراعية واسعة النطاق زادت من استخدام المبيدات بنسبة 1.8% لكل زيادة 1% في إنتاج المحاصيل في البلدان المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة الدخل.88  أوصى الخبراء في لبنان ومبادرات السلامة العالمية مراراً وتكراراً بالحاجة إلى تبنّي سياسات جديدة وإزالة المبيدات المحظورة والتحوّل إلى بدائل أكثر أماناً.89  ومع ذلك، يستمر الوضع في التدهور وتزداد احتمالات تعرّض اللاجئين السوريين للمبيدات وغيرها من المخاطر. ولا بدّ من عكس مسار تحرير القيود التنظيمية وتقليص تدخل الدولة، لأنهما يؤديان إلى ممارسات زراعية غير آمنة واستغلال أسوأ للعمّال السوريين، وهذا يستلزم اتّباع نهج اجتماعي شامل.

إن الحدّ من استخدام المبيدات على مستوى المزرعة والعمّال له أيضاً آثار على عامّة السكان. إن الإفراط في استخدام المبيدات يلوّث النظام البيئي (التربة وموارد المياه) ويصل إلى المستهلك في شكل بقايا مبيدات أو مصادر مياه ملوّثة.90  وبالتالي، فإن الجهود المبذولة للحدّ من استخدام المبيدات تتطلب عقليّة مختلفة ومدرسة فكرية جديدة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. ومن المؤسف أن الذي يحدث عكس ذلك، كما هو الحال في البرازيل حيث أدّت الضغوط إلى تصميم سياسات زراعية لصالح المشاريع الزراعية الكبرى واستخدام المبيدات.91

ركزت هذه المقالة على حالة العمّال الزراعيين السوريين اللاجئين في لبنان ولكن نتائجها لها آثار أوسع وأكبر على الصعيد الدولي. وينبغي للبحوث المستقبلية في صحّة العمّال اللاجئين أن تعالج الأسباب الجذريّة للتعرّض للمبيدات من خلال النظر في الديناميات البنيوية الأوسع وعلى نطاق عالمي وتبنّي منظور سياسي واقتصادي واجتماعي لاستخدام المبيدات.

نُشِرت المقالة الأصلية باللغة الإنكليزية في Frontiers، وتُرجِمت إلى اللغة العربية ونُشِرت في موقع «صفر» باتفاقية مع الكتّاب. 

  • 1تعتمد هذه المقالة على منظور اجتماعي واقتصادي وسياسي لتوضيح التفاعل بين العوامل التي تزيد من هشاشة العمّال الزراعيين اللاجئين السوريين وتعرّضهم للمبيدات في لبنان. كما يوفر فهماً شاملاً للعوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المترابطة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية، وكيف تزيد من هشاشة العمّال الزراعيين اللاجئين السوريين، ولا سيّما تعرّضهم للمبيدات. تسلّط العوامل العالمية الضوء على التحوّلات من الاستعمار إلى الاقتصادات التي تسيطر عليها الدولة إلى السياسات النيوليبرالية. أعطت هذه التغييرات الأولوية لمصالح المشاريع الزراعية الكبيرة والشركات متعدّدة الجنسيات على حساب الزراعة الصغيرة والمتوسّطة الحجم. وبالتالي، كان هناك زيادة في الطلب على المبيدات، إلى جانب ضعف القوانين التنظيمية وقلّة الاستثمار في الزراعة في بلدان الجنوب العالمي. يشرح المقال كيف أثّر التفاعل الحيوي لتغيّر المناخ والصراعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سلباً على قطاع الزراعة وإنتاج الأغذية، ما أدّى إلى زيادة احتمالية استخدام المبيدات. على الصعيدين الوطني والمحلّي، أدّت السياسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في لبنان إلى إضعاف القطاع الزراعي، والإفراط في استخدام المبيدات، وتكثيف تعرّض العمّال الزراعيين اللاجئين السوريين للمبيدات. يوصي المقال بأن يتبنّى الباحثون وصانعو السياسات منظوراً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً لتحليل ومعالجة الوضع الذي يواجه العمّال المهاجرين واللاجئين في لبنان والبلدان الأخرى وتعزيز المساواة في القطاع الزراعي على مستوى العالم.
  • 21. Operational Data Portal. Syria regional refugee response. Lebanon. Total registered refugees. Last update 31 December 2023. (2022). Available at: https://data.unhcr.org/en/situations/syria/location/71 Accessed 9 March 2024.
  • 31. Operational Data Portal. Syria regional refugee response. Lebanon. Total registered refugees. Last update 31 December 2023. (2022). Available at: https://data.unhcr.org/en/situations/syria/location/71 Accessed 9 March 2024.
  • 4 Habib RR, Mikati D, Al Barathie J, Abi Younes E, Jawad M, El Asmar K, et al. Work related injuries among Syrian refugee child workers in the Bekaa Valley of Lebanon: a gender sensitive analysis. PLoS One. (2021) 16:e0257330. doi: 10.1371/journal.pone.0257330
  • 5 Turkmani N, Hamade K. Dynamics of Syrian refugees in Lebanon's agricultural sector. Research report by the Issam Fares Institute for Public Policy and International Affairs (IFI) at the American University of Beirut (AUB). Beirut: AUB-IFI (2020).
  • 6 Turkmani N, Hamade K. Dynamics of Syrian refugees in Lebanon's agricultural sector. Research report by the Issam Fares Institute for Public Policy and International Affairs (IFI) at the American University of Beirut (AUB). Beirut: AUB-IFI (2020).
  • 7 Turkmani N, Hamade K. Dynamics of Syrian refugees in Lebanon's agricultural sector. Research report by the Issam Fares Institute for Public Policy and International Affairs (IFI) at the American University of Beirut (AUB). Beirut: AUB-IFI (2020).
  • 8 Turkmani N, Hamade K. Syrian refugees and Lebanon’s agriculture sector: exploitation and absorption amongst an "invisible" workforce. in: "Refugee resilience and adaptation in the Middle East: Reclaiming Agency in the Informal Economies of Lebanon and Jordan." (DajaniH Al, M Baroud and N Yassin, editors). New York: Routledge, (2023).
  • 9 International Labour Organization (ILO). Preliminary assessment of occupational safety and health in the agricultural sector in Lebanon. Beirut: ILO (2022).
  • 10 Turkmani N, Hamade K. Syrian refugees and Lebanon’s agriculture sector: exploitation and absorption amongst an "invisible" workforce. in: "Refugee resilience and adaptation in the Middle East: Reclaiming Agency in the Informal Economies of Lebanon and Jordan." (DajaniH Al, M Baroud and N Yassin, editors). New York: Routledge, (2023).
  • 11Habib RR, Mikati D, Hojeij S, El Asmar K, Chaaya M, Zurayk R. Associations between poor living conditions and multi-morbidity among Syrian migrant agricultural workers in Lebanon. Eur J Pub Health. (2016) 26:1039–44. doi: 10.1093/eurpub/ckw096
  • 12De-Assis MP, Barcella RC, Padilha JC, Pohl HH, SBF K. Health problems in agricultural workers occupationally exposed to pesticides. Rev Bras Med Trab. (2021) 18:352–63. doi: 10.47626/1679-4435-2020-5328. Habib RR, Fathallah FA. Migrant women farm workers in the occupational health literature. Work. (2012) 41:4356–62. doi: 10.3233/WOR-2012-0101-4356
  • 13Urrego-Parra HN, Rodriguez-Guerrero LA, Pastells-Peiró R, Mateos-García JT, Gea-Sanchez M, Escrig-Piñol A, et al. The health of migrant agricultural Workers in Europe: a scoping review. J Immigr Minor Health. (2022) 24:1580–9. doi: 10.1007/s10903-022-01330-y
  • 14Nuwayhid IA. Occupational Health Research in developing countries: a partner for social justice. Am J Public Health. (2004) 94:1916–21. doi: 10.2105/AJPH.94.11.1916
  • 15Habib RR, Fathallah FA, Nuwayhid I. Workers health: a social framework beyond workplace hazards In: S Jabbour, R Giacaman, M Khawaja and I Nuwayhid, editors. Public health in the Arab world. Cambridge, UK: Cambridge University Press (2012)
  • 16Perfecto I. Pesticide exposure of farm workers and the international connection In: Bunyan B, Paul M, editors. Race and the incidence of environmental hazards. New York, USA: Routledge (2019). 177–203.
  • 17Patel R. The long green revolution. J Peasant Stud. (2013) 40:1–63. doi:10.1080/03066150.2012.719224
  • 18Perfecto I. Pesticide exposure of farm workers and the international connection In: Bunyan B, Paul M, editors. Race and the incidence of environmental hazards. New York, USA: Routledge (2019). 177–203.
  • 19Rodney W. How Europe underdeveloped Africa. London, UK: Verso (2018).
  • 20Hu Z. What socio-economic and political factors Lead to global pesticide dependence? A critical review from a social science perspective. Int J Environ Res Public Health. (2020) 17:8119. doi: 10.3390/ijerph17218119
  • 21Wilson TD. Hegemony, quasi-Counterhegemony, and Counterhegemony in pesticide use in Latin America with special reference to Mexico. Rev Radical Political Econ. (2023) 55:373–89. doi: 10.1177/04866134231160855
  • 22Hu Z. What socio-economic and political factors Lead to global pesticide dependence? A critical review from a social science perspective. Int J Environ Res Public Health. (2020) 17:8119. doi: 10.3390/ijerph17218119
  • 23Amin S. Contemporary imperialism and the agrarian question. Agrarian South: J Political Econ. (2012) 1:11–26. doi: 10.1177/227797601200100102
  • 24Ollinaho OI, Pedlowski MA, Kröger M. Toxic turn in Brazilian agriculture? The political economy of pesticide legalisation in post-2016 Brazil. Third World Q. (2022) 44:612–30. doi: 10.1080/01436597.2022.2153031
  • 25Brisboisa BW, Spiegelb JM, Harrisb L. Health, environment and colonial legacies: situating the science of pesticides, bananas, and bodies in Ecuador. Soc Sci Med. (2019) 239:112529. doi: 10.1016/j.socscimed.2019.112529
  • 26Amin S. Contemporary imperialism and the agrarian question. Agrarian South: J Political Econ. (2012) 1:11–26. doi: 10.1177/227797601200100102
  • 27Sevilla Guzmán E, Woodgate G. Agroecology: foundations in agrarian social thought and sociological theory. Agroecol Sustain Food Syst. (2013) 37:32–44. Doi: 10.1080/10440046.2012.695763
  • 28 Holmes SM. Structural vulnerability and hierarchies of ethnicity and citizenship on the farm. Med Anthropol. (2011) 30:425–49. doi: 10.1080/01459740.2011.576728
  • 29 Jha P, Yeros P. Global exploitation chains in agriculture In: CG Scherrer and AW Joscha, editors. The handbook on critical political economy and public policy. Cheltenham, UK Northampton, MA, USA: Edward Elgar Publishing (2023)
  • 30Perfecto I. Pesticide exposure of farm workers and the international connection In: Bunyan B, Paul M, editors. Race and the incidence of environmental hazards. New York, USA: Routledge (2019). 177–203.
  • 31Doiciar C, Cretan R. Pandemic populism: COVID-19 and the rise of the nationalist AUR party in Romania. Geographica Pannonica. (2021) 25:243–259. doi: 10.5937/gp25-33782
  • 32Bolonyai A, Campolong K. “We mustn’t fool ourselves” ‘Orbánian’discourse in the political battle over the refugee crisis and European identity. J Lang Aggression Conflict. (2017) 5:251–73. doi: 10.1075/jlac.5.2.05bol
  • 33Perfecto I. Pesticide exposure of farm workers and the international connection In: Bunyan B, Paul M, editors. Race and the incidence of environmental hazards. New York, USA: Routledge (2019). 177–203.
  • 34 Creţan R, Light D. COVID-19 in Romania: transnational labour, geopolitics, and the Roma ‘outsiders’. Eurasian Geogr Econ. (2020) 61:559–72. doi: 10.1080/15387216.2020.1780929
  • 35 Creţan R, Light D. COVID-19 in Romania: transnational labour, geopolitics, and the Roma ‘outsiders’. Eurasian Geogr Econ. (2020) 61:559–72. doi: 10.1080/15387216.2020.1780929
  • 36Delcour I, Spanoghe P, Uyttendaele M. Literature review: impact of climate change on pesticide use. Food Res Int. (2015) 68:7–15. doi: 10.1016/j.foodres.2014.09.030
  • 37 Abdel GA. The political economy of inequality in the Arab region and relevant development policies. Econ Res Forum. (2009) 502, 1–24.
  • 38 Abdel-Dayem S, McDonnell R. Water and food security in the Arab region In: R Choukr-Allah, R Ragab and R Rodriguez-Clemente, editors. Integrated water resources Management in the Mediterranean Region: Dialogue towards new strategy. Dordrecht: Springer Netherlands (2012). 285–300.
  • 39 Hamid MARA In: D Michel and A Pandya, editors. Climate change in the Arab world: Threats and responses: Troubled Waters: Climate Change, Hydropolitics, and Transboundary Resources. Stimson Center. Washington, DC, USA: Stimson Center (2009). 1–34.
  • 40 Abu-Ismail K, Chaitani Y, Nehme M. Conflicts hindering development in the Arab region. Economic research forum. (2022). Available at: https://theforum.erf.org.eg/2022/02/20/conflicts-hindering-development-arab-region/. Accessed on 10 March 2024.
  • 41 Operational Data Portal. Global trends 2022. Last update 14 June 2023. (2022). Available at: https://www.unhcr.org/about-unhcr/who-we-are/figures-glance
  • 42Traboulsi F. A history of modern Lebanon. London: Pluto Press (2012).
  • 431. Operational Data Portal. Syria regional refugee response. Lebanon. Total registered refugees. Last update 31 December 2023. (2022). Available at: https://data.unhcr.org/en/situations/syria/location/71 Accessed 9 March 2024.
  • 44 Habib RR, Mikati D, Al Barathie J, Abi Younes E, Jawad M, El Asmar K, et al. Work related injuries among Syrian refugee child workers in the Bekaa Valley of Lebanon: a gender sensitive analysis. PLoS One. (2021) 16:e0257330. doi: 10.1371/journal.pone.0257330
  • 45 Safieddine H. Banking of the state: The financial foundation of Lebanon. California, USA: Stanford University Press (2019).
  • 46Lebanon Daher J.: How the post war’s political economy led to the current economic and social crisis. Research project report. (2022). Available at: https://south.euneighbours.eu/publication/lebanon-how-post-wars-political-economy-led-current-economic-and/.
  • 47Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 48Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 49 Firro K. Silk and agrarian changes in Lebanon, 1860–1914. Int J Middle East Stud. (1990) 22:151–69. doi: 10.1017/S0020743800033353
  • 50Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 51Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 52Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 53Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 54Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 55Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 56Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 57 Soliman AM. Pockets of urban informality in Lebanon In: AM Soliman, editor. Urban informality: Experiences and urban sustainability transitions in Middle East cities. Cham: Springer International Publishing (2021). 295–331.
  • 58Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 59Safieddine H. Banking of the state: The financial foundation of Lebanon. California, USA: Stanford University Press (2019).
  • 60Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 61Gaspard T. A political economy of Lebanon, 1948–2002: The limits of laissez-faire. Leiden, The Netherlands: Brill (2003).Noory et al. 10.3389/fpubh.2024.1402511
  • 62 Abou Zeid MI, Jammoul AM, Melki KC, Jawdah YA, Awad MK. Suggested policy and legislation reforms to reduce deleterious effect of pesticides in Lebanon. Heliyon. (2020) 6:e05524. doi: 10.1016/j.heliyon.2020.e05524
  • 63 Wilson C, Tisdell C. Why farmers continue to use pesticides despite environmental, health and sustainability costs. Ecol Econ. (2001) 39:449–62. doi: 10.1016/S0921-8009(01)00238-5
  • 64 Allam N. Farming is like a gambling: An examination of the decline of produce farming in Lebanon’s Central Bekaa Valley. USA: The George Washington University (2009).
  • 65 Maher JK. The political economy of agriculture in Lebanon: The case of Machgara. Beirut, Lebanon: American University of Beirut (AUB) (2020).
  • 66Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 67Mukahhal W, Abebe GK, Bahn RA, Martiniello G. Historical construction of local food system transformations in Lebanon: implications for the local food system. Front Sustain Food Syst. (2022) 6:870412. doi: 10.3389/fsufs.2022.870412
  • 68 Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO). Pesticide use in Lebanon. Last update in 4 March 2024. (2021). Available at: https://www.fao.org/faostat/en/#data/RP. (Accessed in 12 March 2024).
  • 69 International Labour Organization (ILO). Preliminary assessment of occupational safety and health in the agricultural sector in Lebanon. Beirut: ILO (2022).
  • 70 Safieddine H. Banking of the state: The financial foundation of Lebanon. California, USA: Stanford University Press (2019).
  • 71 Hu Z. What socio-economic and political factors Lead to global pesticide dependence? A critical review from a social science perspective. Int J Environ Res Public Health. (2020) 17:8119. doi: 10.3390/ijerph17218119 Allam N. Farming is like a gambling: An examination of the decline of produce farming in Lebanon’s Central Bekaa Valley. USA: The George Washington University (2009). Jin S, Bluemling B, Mol APJ. Information, trust and pesticide overuse: interactions between retailers and cotton farmers in China. NJAS: Wageningen journal of. Life Sci. (2015) 72-73:23–32. doi: 10.1016/j.njas.2014.10.003 Mardigian P, Chalak A, Fares S, Parpia A, El Asmar K, Habib RR. Pesticide practices in coastal agricultural farms of Lebanon. Int J Environ Health Res. (2021) 31:132–47. Doi: 10.1080/09603123.2019.1634797
  • 72Abou Zeid MI, Jammoul AM, Melki KC, Jawdah YA, Awad MK. Suggested policy and legislation reforms to reduce deleterious effect of pesticides in Lebanon. Heliyon. (2020) 6:e05524. doi: 10.1016/j.heliyon.2020.e05524
  • 73 Habib RR, Ziadee M, Younes EA, Harastani H, Hamdar L, Jawad M, et al.Displacement, deprivation and hard work among Syrian refugee children in Lebanon. BMJ Glob Health. (2019) 4:e001122. doi: 10.1136/bmjgh-2018-001122
  • 74Habib RR, Mikati D, Al Barathie J, Abi Younes E, Jawad M, El Asmar K, et al. Work related injuries among Syrian refugee child workers in the Bekaa Valley of Lebanon: a gender sensitive analysis. PLoS One. (2021) 16:e0257330. doi: 10.1371/journal.pone.0257330
  • 75 Sajadian C. The agrarian question in Lebanon today: A view from camp in Bekaa Valley. An essay published in an online magazine Jadaliyya (2020). Accessible at: https://www.jadaliyya.com/Details/41585.
  • 76Turkmani N, Hamade K. Dynamics of Syrian refugees in Lebanon's agricultural sector. Research report by the Issam Fares Institute for Public Policy and International Affairs (IFI) at the American University of Beirut (AUB). Beirut: AUB-IFI (2020).
  • 77Habib RR, Mikati D, Al Barathie J, Abi Younes E, Jawad M, El Asmar K, et al. Work related injuries among Syrian refugee child workers in the Bekaa Valley of Lebanon: a gender sensitive analysis. PLoS One. (2021) 16:e0257330. doi: 10.1371/journal.pone.0257330
  • 78 International Labour Organization (ILO). Preliminary assessment of occupational safety and health in the agricultural sector in Lebanon. Beirut: ILO (2022).
  • 79Salameh PR, Baldi I, Brochard P, Saleh BA. Pesticides in Lebanon: a knowledge, attitude, and practice study. Environ Res. (2004) 94:1–6. doi: 10.1016/S0013-9351(03)00092-6
  • 80International Labour Organization (ILO). Preliminary assessment of occupational safety and health in the agricultural sector in Lebanon. Beirut: ILO (2022).
  • 81 International Labour Organization (ILO). Preliminary assessment of occupational safety and health in the agricultural sector in Lebanon. Beirut: ILO (2022).
  • 82 Blanchet K, Fouad FM, Pherali T. Syrian refugees in Lebanon: the search for universal health coverage. Confl Heal. (2016) 10:12. doi: 10.1186/s13031-016-0079-4 El Arnaout N, Rutherford S, Zreik T, Nabulsi D, Yassin N, Saleh S. Assessment of the health needs of Syrian refugees in Lebanon and Syria’s neighboring countries. Confl Heal. (2019) 13:31. doi: 10.1186/s13031-019-0211-3
  • 83Turkmani N, Hamade K. Dynamics of Syrian refugees in Lebanon's agricultural sector. Research report by the Issam Fares Institute for Public Policy and International Affairs (IFI) at the American University of Beirut (AUB). Beirut: AUB-IFI (2020). International Labor Organization (ILO). Assessment of the impact of Syrian refugees in Lebanon and their employment profile. An ILO report. (2014). Available at: https://www.ilo.org/beirut/publications/WCMS_240134/lang--en/index.htm. (Accessed 10 March 2024).
  • 84Urrego-Parra HN, Rodriguez-Guerrero LA, Pastells-Peiró R, Mateos-García JT, Gea-Sanchez M, Escrig-Piñol A, et al. The health of migrant agricultural Workers in Europe: a scoping review. J Immigr Minor Health. (2022) 24:1580–9. doi: 10.1007/s10903-022-01330-y Svensson M, Urinboyev R, Wigerfelt Svensson A, Lundqvist P, Littorin M, Albin M. Migrant agricultural workers and their socio-economic, occupational and health conditions–a literature review. Occup Heal Conditions–Literature Rev. (2013) 1–34. doi:10.2139/ssrn.2297559
  • 85 Quandt SA, Hernández-Valero MA, Grzywacz JG, Hovey JD, Gonzales M, Arcury TA. Workplace, household, and personal predictors of pesticide exposure for farmworkers. Environ Health Perspect. (2006) 114:943–52. doi: 10.1289/ehp.8529 Aronsson G, Gustafsson K, Dallner M. Work environment and health in different types of temporary jobs. Eur J Work Organ Psy. (2002) 11:151–75. doi:10.1080/13594320143000898
  • 86 Gamlin J. Huichol migrant laborers and pesticides: structural violence and cultural confounders. Med Anthropol Q. (2016) 30:303–20. doi: 10.1111/maq.12249
  • 87 Robinson E, Nguyen HT, Isom S, Quandt SA, Grzywacz JG, Chen H, et al. Wages, wage violations, and pesticide safety experienced by migrant farmworkers in North Carolina. NEW SOLUTIONS: J Environ Occup Health Policy. (2011) 21:251–68. Doi: 10.2190/NS.21.2.h Öztaş D, Kurt B, Koç A, Akbaba M. Living conditions, access to healthcare services, and occupational health and safety conditions of migrant seasonal agricultural Workers in the Çukurova Region. J Agromedicine. (2018) 23:262–9. Doi: 10.1080/1059924X.2018.1470048
  • 88Schreinemachers P, Tipraqsa P. Agricultural pesticides and land use intensification in high, middle and low income countries. Food Policy. (2012) 37:616–26. doi: 10.1016/j. foodpol.2012.06.003
  • 89 Sevilla Guzmán E, Woodgate G. Agroecology: foundations in agrarian social thought and sociological theory. Agroecol Sustain Food Syst. (2013) 37:32–44. Doi: 10.1080/10440046.2012.695763 Mardigian P, Chalak A, Fares S, Parpia A, El Asmar K, Habib RR. Pesticide practices in coastal agricultural farms of Lebanon. Int J Environ Health Res. (2021) 31:132–47. Doi: 10.1080/09603123.2019.1634797
  • 90 Nasreddine L, Rehaime M, Kassaify Z, Rechmany R, Jaber F. Dietary exposure to pesticide residues from foods of plant origin and drinks in Lebanon. Environ Monit Assess. (2016) 188:485. doi: 10.1007/s10661-016-5505-y Kouzayha A, Al Ashi A, Al Akoum R, Al Iskandarani M, Budzinski H, Jaber F. Occurrence of pesticide residues in Lebanon’s water resources. Bull Environ Contam Toxicol. (2013) 91:503–9. doi: 10.1007/s00128-013-1071-y
  • 91Ollinaho OI, Pedlowski MA, Kröger M. Toxic turn in Brazilian agriculture? The political economy of pesticide legalisation in post-2016 Brazil. Third World Q. (2022) 44:612–30. doi: 10.1080/01436597.2022.2153031

بندر نوري

كاتب وباحث ماركسي من السودان، حاصل على ماجستير في الصحّة العامة من جامعة أوسلو، وطالب دكتوراة بقسم الوبائيات بكلّية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت. صدر له كتاب «الاقتصاد السياسي للتبعية: من الاستعمار القديم إلى الإمبريالية الاستخراجية ونحو رؤية ماركسية لمفهوم الديمقراطية».