حلا ميَّا

مراجعة لكتاب برت كريستوفرز «السعر خاطئ: لماذا لن تنقذ الرأسمالية الكوكب»، الذي يمكن اعتباره الجزء الثالث من ثلاثية، بعد كتابيه الرأسمالية الريعية (2020) وحياتنا في محافظهم (2023). فما يربط بين هذه الكتب هو سعي إلى فهم الربح وآلياته، وتحدّي الشروط التي سُوّق من خلالها لكل من الخصخصة والخضوع لقواعد السوق.

إن الاحتجاجات التي تجتاح الجامعات الأميركية، تدخل أيضاً أقله بالنسبة لجامعة كولومبيا، في صلب الاقتصاد السياسي، كما أن هناك اعتقاد واسع الانتشار بأنّ المخاوف المالية تؤدّي دوراً في ردّة الفعل المتهورة التي أبدتها إدارة الجامعة.

حتى الآن، استخدمت العملات المشفّرة بشكل رئيس في المضاربات، وأصبحت شكلاً آخر ممّا أسماه ماركس «رأس المال الوهمي»: خيال مالي لقيمة فعلية. وتُظهر قضية سام بانكمان فرايد، الذي أُدين بسرقة 8 مليارات دولار من عملائه في شركة FTX، أنه لم يتغيّر شيء منذ أن كتب ماركس عن نظام كامل من النصب والغشّ يقوم على الترويج للشركات وإصدار الأسهم والمضاربة عليها.

ما نشهده في هذه اللحظة حالكة الظلمة هو أمر غير مسبوق. هذه مرحلة جديدة من الوحشية ضد الفلسطينيين. حتى النكبة التي كانت كارثة عصيّة حتى على التصوّر، لا تقارن بما نراه الآن وما سنراه في الأشهر القليلة المقبلة. نحن، كما أخمِّن، في الأشهر الثلاثة الأولى من فترة ستمتدّ لسنتين وستشهد أسوأ أنواع الفظائع التي يمكن أن تلحقها إسرائيل بالفلسطينيين.