Preview الصين

الصين أكبر قوّة تجارية بحرية في العالم

في زيارته لميناء تيشان في مقاطعة غوانغشي في العام 2017، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ «إذا أردت أن تصبح ثرياً عليك أن تشقّ الطرق. لكن عند الحديث عن المناطق والبلدان الساحلية، لكي تصبح ثرياً يجب أن تبني الموانئ أوّلاً». 

الصين

منذ العام 2020، أصبحت الصين أكبر قوّة بحرية في العالم بعدد السفن التي تملكها، فهي أكبر مصدّر للسلع في العالم، وتجري حوالى 95% من تجارتها الدولية عبر البحر. مع ذلك، لم تصبح الصين قوّة بحرية عالمية موازية للولايات المتّحدة نظراً لعدم امتلاكها سوى قاعدة بحرية واحدة خارج حدودها، بالمقارنة مع عشرات القواعد البحرية الأميركية المنتشرة في العالم.

من الواضح أن الصين تتجنّب استخدام قوّتها العسكرية وتركّز على التوسّع الاقتصادي. في الواقع، يتمثّل النفوذ الحقيقي للصين في استثماراتها المُتزايدة في البنية التحتية للموانئ العالمية، وتصبّ معظمها في بلدان تُعدُّ جزءاً من مبادرة «الحزام والطريق»، التي تهدف إلى ربط الصين بالعالم، وقد دمجت المبادرة في دستور الصين في العام 2017 ومن المتوقّع أن يتم الانتهاء من المشروع بحلول العام 2049، بالتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وبالفعل، بحلول أيلول/سبتمبر 2023، امتلكت الصين حصصاً وأدارت نحو 92 ميناء حول العالم، واستحوذت على ملكية الغالبية في 13 ميناءً منها.

تغطّي طرق الشحن الصينية الدول والمناطق الرئيسية في جميع أنحاء العالم. وهذا ما يمنحها نفوذاً جيو-اقتصادياً كبيراً على الممرّات البحرية الدولية والموانئ التجارية التي تدعم التدفّق العالمي للبضائع. حالياً تستثمر الصين نحو 55 ملياراً لبناء نحو 92 ميناء في 60 دولة في مختلف القارات، علماً أن الدول العشرة الأولى، وهي جميعها جزء من مبادرة «الحزام والطريق» باستثناء أستراليا، تستحوذ على 62% من مجمل هذه الاستثمارات المخصّصة لبناء نحو 24 ميناءً.

صحيح أن تركيز الصين منصب على التوسّع الاقتصادي، وهي لا تمتلك سوى قاعدة بحرية وحيدة خارج حدودها في جيبوتي، إلا أن 70 مشروعاً من المشاريع الـ92 القائمة لديها إمكانية التحوّل إلى قواعد عسكرية، فيما للصين ملكية الغالبية في 10 منها.