معاينة اليورانيوم في لبنان

هل استخدمت إسرائيل اليورانيوم المنضّب في لبنان؟

أثارت الغارات الهمجية التي يشنّها العدو الإسرائيلي على لبنان الكثير من المخاوف بشأن أنواع الأسلحة والقنابل والذخائر التي يستخدمها، وقد يكون الكثير منها مُحرّم دولياً. وتأتي هذه المخاوف كنتيجة مباشرة للتاريخ الهمجي لحروب إسرائيل، وما تسبّبه غاراتها في غزّة، والآن في لبنان، من خسائر بشرية وأضرار هائلة وحفر عميقة قد تصل أحياناً إلى عشرات الأمتار داخل باطن الأرض.

بعد الغارات الوحشية التي شنّها الجيش الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم السبت الماضي، أصدرت نقابة الكيميائيين في لبنان بياناً تثير فيه شكوكاً بشأن استخدام إسرائيل لليورانيوم المنضّب. واستندت هذه الشكوك إلى حجم الدمار الهائل على البنى التحتية والمباني السكنيّة وعلى عمق الحفر التي خلّفته تلك الغارات. بعده، أصدرت وزارة الصحة العامّة اللبنانية بياناً حذّرت فيه من التسرّع في تبنّي معلومات لم يتمّ التدقيق فيها وأشارت إلى عدم امتلاكها براهين حتّى الآن بشأن استخدام إسرائيل لليورانيوم المنضّب. وأشارت الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بدورها إلى ضرورة التأني قبل إطلاق الأحكام، إلا أنها رأت هذه الشكوك مشروعة، وأعلنت عن التخطيط لزيارات ميدانيّة بالتعاون مع الجيش اللبناني لإجراء مسوحات إشعاعية ميدانية واستخراج عيّنات من الرّدم حالما تسمح الأوضاع الأمنية في ذلك.

لاستخدام أسلحة اليورانيوم المنضّب تبعات جسيمة تفوق التعدّي على القانون الدولي، إذ تشكّل خطراً بالغاً على البشر والبيئة قد يصعب استيعابه. ومن هنا لا بدّ من البحث في فرضيّة استخدامها على لبنان والتداعيات التي قد تترتّب عن ذلك. 

بداية، ما هو اليورانيوم المنضّب؟

اليورانيوم موجود بشكل طبيعي في الأرض، وهو عنصر مُشعّ ونادر، ويرتّب استخراجه أكلافاً عالية. يتكوّن اليورانيوم الخام من مزيج من ثلاث نظائر (U-234، وU-235، وU-238) تتميّز عن بعضها بحسب وزن نواة ذرّة اليورانيوم الكامنة ضمنها وسبل استخدامها. والواقع، يمكن استخدام U-234 وU-235 في إنتاج الطاقة النووية والقنابل الذريّة، أمّا U-238، أو ما يُعرف باليورانيوم المنضّب، فهو مادة مُشعة إنّما غير صالحة لإنتاج تفاعل الانشطار النووي. تجدر الإشارة إلى أن عنصريْ U-235 وU-234 نادران، ولا تتجاوز نسبتهما 1% من وزن اليورانيوم الخام. لذلك يتمّ «تخصيب» اليورانيوم الخام لاستخراج العنصر المفيد منه والتخلّص من U-238.

اقتُرِح في سبعينيات القرن الماضي توظيف الخصائص الفريدة لليورانيوم المنضّب في بناء دُروع عسكريّة وقنابل وذخائر خارقة للدروع

حتى منتصف القرن الماضي، كان اليورانيوم المنضّب (U-238) يعتبر نوعاً من النفايات، إلى أن لاحظ بعض العلماء العسكريين خصائصه الفريدة. يتحلّى معدن اليورانيوم المنضّب بكثافة عالية تتجاوز 1.7 مرّة كثافة الرّصاص، وزنه خفيف، وكلفته منخفضة كونه كان يُعتبر «نفايات» ناتجة من عمليّة إنتاج اليورانيوم المخصّب. اقتُرِح في سبعينيات القرن الماضي توظيف الخصائص الفريدة لليورانيوم المنضّب في بناء دُروع عسكريّة وقنابل وذخائر خارقة للدروع. 

اختبر الجيش الإسرائيلي ذخائر اليورانيوم المنضّب للمرّة الأولى في العام 1973 في خلال حربه على مصر، وأدرِج في سلاح الجيش الأميركي في العام 1977، وكثُر الحديث عن استخدامه في الاجتياح الأميركي الأوّل للعراق  في العام 1991. 

ما تأثيرات اليورانيوم المنضّب؟

يشكّل اليورانيوم المنضّب خطراً بيئياً وصحيّاً هائلاً خصوصاً عند استخدامه في الأسلحة. لا تصنّف ذخائر اليورانيوم المنضّب على أنها أسلحة نوويّة كونها لا تُحدث تفاعل الانشطار النووي، لكنها تبقى خطيرة. فاليورانيوم المنضّب مشعّ بموجات «ألفا». صحيح أن هذه الموجات لا يمكنها اختراق جلد الإنسان، لكنّها تسبّب سرطانات وتشوّهات خلقيّة وفشل في الأعضاء الحيويّة، وقد تصل تأثيراتها إلى حدّ الوفاة السريعة تبعاً للكمية التي يتعرّض لها الفرد عندما تُبثّ من داخل الجسم، أي عند تناولها أو تنشّقها أو اختراقها البشرة. 

يُعتبر الاستخدام العسكري لليورانيوم المنضّب خطيراً كونه يُبعثر تلك الجزيئات المُشعّة بسرعة فائقة في الهواء، ما يؤدّي إلى تلويث الهواء ومصادر المياه والتربة والمأكولات وتعريض الإنسان إلى الأشعّة. كما يمكن لشظايا اليورانيوم أن تُغرس في أجساد الضحايا وتعرّضهم إلى الأشعة الخطيرة. 

يَصعب التحكّم باليورانيوم المنضّب بعد إطلاقه كونه يتبعثر في غبارٍ ناعمٍ ينقله الهواء. وبحسب بحث نُشر في European Biology and Bioelectromagnetics، فقد رُصد في العام 2006 ارتفاع في كمّية المواد المشعّة في بريطانيا وأوروبا نتيجة استخدام أسلحة اليورانيوم المنضّب في خلال اجتياح العراق الذي يبعد مئات الكيلومترات من هذه البلدان. بالإضافة إلى ذلك، تقدّر مدّة نصف-الحياة، أي المدّة الزمنيّة التي يتفكك فيها نصف كمّية اليورانيوم المنضّب بشكل طبيعي، بنحو 4.5 مليار سنة، ما يجعله من أكثر المخاطر البيئية والصحّية كون مدة إشعاعه تستمرّ طويلاً ويصعب ضبط تلويثه للبيئة.

هل استُخدم اليورانيوم المنضّب في لبنان؟

لا يمكن التثبّت من استخدام إسرائيل مواداً مُشعّة في عدوانها الحالي على لبنان سوى عبر استخراج العيّنات وفحص نسبة الأشعّة فيها. مع ذلك، يمكن مناقشة احتمال استخدامها على مستويات عدّة.

تحديد الأسلحة المُستخدمة

ينطلق البحث في فرضيّة استخدام أسلحة اليورانيوم المنضّب في لبنان من تحديد نوع القنابل التي تستخدمها إسرائيل في عدوانها على لبنان. ويمكن تحديد نوعها من إعلانات شحنات الأسلحة التي تصل إلى إسرائيل، ومن صور القنابل المُحمّلة على الطائرات أو المُخزّنة. من ثمّ يتمّ البحث عن براءات اختراع تلك القنابل لمعرفة إن كان يمكن تجهيزها برؤوس حربيّة تحتوي على اليورانيوم المنضّب.

اليورانيوم المنضّب مشعّ بموجات «ألفا»، صحيح أن هذه الموجات لا يمكنها اختراق جلد الإنسان، لكنّها تسبّب سرطانات وتشوّهات خلقيّة وفشل في الأعضاء الحيويّة، وقد تصل تأثيراتها إلى حدّ الوفاة

وثّقت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة استخدام إسرائيل في عدوانها على غزّة قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-31، وGBU-32، وGBU-39، وهي قنابل موجّهة بتقنيّة GPS يمكنها الوصول إلى أهدافها بدقّة عالية. وترتفع كميّة المواد المتفجّرة في هذه القنابل كلّما انخفض رقم الطراز، وصولاً إلى 429 كيلوغرام من المواد المتفجّرة في طراز GBU-31.

كذلك، أعلنت الولايات المتّحدة، في كانون الأول/يناير 2023، عن إرسال 100 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز BLU-109 إلى إسرائيل وهي تحتوي على 900 كيلوغرام من المواد المتفجّرة، أي ضعف كميّة أكبر قنبلة من طراز GBU، وهي GBU-31. وقد أستنتجت تحليلات عسكريّة للقطات إقلاع الطائرات الإسرائيلية لتنفيذ عمليّة اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله احتمال تجهيزها بقنابل من طراز BLU-109، ما يرجّح احتمال استخدامها في لبنان.

تؤكّد براءات اختراع القنابل المُستخدمة من طراز GBU وBLU أنه يمكن تزويدها برؤسٍ حربيّة مكوّنة من اليورانيوم المنضّب أو من التنغستن، مع العلم أن التنغستن ذات تكلفة أعلى من اليورانيوم الذي يعتبر الخيار الأكثر فعاليّة من حيث التكلفة على الرغم من تبعاته البيئية. من هنا، يمكن استنتاج حافزاً واضحاً لاستخدام إسرائيل اليورانيوم المنضّب في لبنان لتخفيف أكلاف حرب توسّعت على جبهات عدّة، وتُشهد فيها أعنف الغارات الجوّية وأكثرها كثافةً.

يعتبر المراسل الحربي والخبير العسكري، إيليا ماجنير، في حديث مع «صفر» أنه «لا يوجد حافز قاطع يدفع إسرائيل إلى استخدام أسلحة اليورانيوم المنضّب في لبنان. من حيث الفعالية، تتضمّن الترسانة الإسرائيلية الجيل الأحدث من القنابل العنقودية والفراغيّة (Thermobaric)، بالإضافة إلى القنابل الخارقة للتحصينات التي تستطيع أن تتسبّب بأضرارٍ مماثلة لقنابل اليورانيوم المنضّب». 

لم تلقِ الولايات المتحدة سوى 24 قنبلة من طراز GBU طوال فترة اجتياحها العراق في العام 2003، وألقت ما يقارب 440 إلى 2,200 طنّاً من أسلحة اليورانيوم المنضّب. وللمقارنة ألقت إسرائيل حوالي 80 قنبلة GBU وBLU في غضون دقيقة لاغتيال نصرالله في 27 أيلول/سبتمبر 2024. وتشير هذه الأرقام إلى تساوي هذه القنابل من حيث الفعاليّة، إذ تنخفض الحاجة إلى استخدام أسلحة اليورانيوم المنضّب عندما يرتفع استخدام الأسلحة الخارقة للتحصينات المتطوّرة. كما أن الحافز الاقتصادي غير موجود بحسب مانجير «بفعل إرسال الولايات المتحدة العتاد والمساعدات المالية بشكل متواصل إلى إسرائيل في العام الماضي». 

السجلّ الإسرائيلي في استخدام اليورانيوم المنضّب

يُعتبر الجيش الإسرائيلي من أوائل مُستخدمي ذخائر اليورانيوم المنضّب في حرب العام 1973 حين تمّ اختباره للمرّة الأولى. كما ارتفعت الشبهات بشأن استخدام تلك الذخائر في حرب تمّوز/يوليو 2006 ضدّ لبنان. مع ذلك، يشوب غموض كبير هذا الملف، فمن ناحية يشير بعض الخبراء إلى سقوط قنابل اليورانيوم المنضّب على جنوب لبنان، فيما تنفي جهات رسميّة عديدة وجود نسب مرتفعة للأشعة في العيّنات التي حصلت عليها.

بحسب ماجنير، الذي غطّى حرب تمّوز/يوليو 2006، «أطلق الكثير من الخبراء إنذارات بشأن إمكانية استخدام إسرائيل قنابل اليورانيوم المنضّب. وقد استندت المخاوف إلى الدمار الهائل وحجم الحفر التي تسبّبت بها القنابل الملقاة، والذي لم يجرِ نسبه لقنابل أخرى آنذاك، كما رصد بعض الخبراء نسباً مرتفعة للإشعاع حول تلك الحفر من دون توثيق النتائج». وصرّح المدير السابق لبرنامج اليورانيوم المنضّب في البنتاغون، دوغ روك، الذي اتُّهم لاحقاً بالترويج لنظريات المؤامرة في محاولة لتشويه مصداقيته، أن كلّ البراهين اللازمة لإدانة إسرائيل موجودة، من إرسال الولايات المتّحدة أسلحة اليورانيوم المنضّب إلى إسرائيل عند اندلاع حرب تمّوز/يوليو 2006، إلى توثيق استخدامها له في صورة التُقطت لعسكريّين إسرائيليين على الحدود اللبنانية يحملون قذائف من اليورانيوم المنضّب.

معاينة يورانيوم لبنان
معاينة يورانيوم لبنان

دبابات الجيش الإسرائيلي تتجهز بذخيرة خارقة للدروع استعداداً لشن هجوم ضد حزب الله في 14 يوليو/تموز 2006. المصدر: Getty - ديفيد سيلفرمان

أرسل حينها برنامج الأمم المتّحدة للبيئة فريقاً من الباحثين لتحليل 32 عيّنة من جنوب لبنان، وخلصوا إلى عدم استخدام إسرائيل لأسلحة اليورانيوم المنضّب. لكن، بحسب ماجنير، «غالباً ما تدخل الاعتبارات السياسيّة في التحقيقات بشأن استخدام الأسلحة المحظورة ولا يمكن الاعتماد على هذه البعثات لتأكيد أو نفي استخدام إسرائيل اليورانيوم المنضّب في لبنان في العام 2006». 

العراق كمثال

بحسب الخبيرة البيئية، رانية المصري، التي نشطت في حملات كثيرة لمنع استخدام اليورانيوم المنضّب في الولايات المتّحدة بين عامي 1990 و2003، «لم تكن مسألة تأكيد استخدام هذه الأسلحة في العراق هو العائق الأساسي، بل تأكيد تبعاتها الكارثيّة على الصحة والبيئة». وتتابع المصري في حديثها مع صفر: «استندت الحملة آنذاك إلى الجنود الذين عادوا من العراق وأصيبوا بنسب عالية من السرطانات، وقد أنجبوا عدداً كبيراً من الأولاد يعانون من تشوّهات خلقية».

أكّدت أبحاث عدّة أن اليورانيوم المنضّب رفع نسبة الإجهاض عند النساء الأميركيات المعرّضات له 1.62 مرّة أكثر بالمقارنة مع النساء اللواتي لم يتعرّضن له. وزادت مخاطر إنجاب ولد يعاني من تشوّهات خلقيّة 2.8 مرّة أكثر، كما ارتفعت حالات السرطان الجديدة سنوياً في العراق 5 أضعاف بين عامي 1990 و2013. على الرغم من ذلك، حاول حلف الناتو تزوير تشخيص الجنود المتقاعدين عبر ادعاء معاناتهم من اضطراب نفسيّ جديد أسماه «متلازمة حرب الخليج» ولا تزال صفحته الرسميّة تأكّد أن «الأبحاث العلمية والطبية نفت أي علاقة لليورانيوم المنضّب بآثار صحية سلبية». 

يُعتبر الجيش الإسرائيلي من أوائل مُستخدمي اليورانيوم المنضّب في حرب 1973، كما ارتفعت الشبهات بشأن استخدام تلك الذخائر في حرب تمّوز/يوليو 2006 ضدّ لبنان

تؤكّد المصري أنه «من غير المستبعد أبداً أن تستخدم إسرائيل أسلحة اليورانيوم المنضّب. وما يثير الشك إلى حدّ اليقين هو تاريخ إسرائيل الحربي الحافل بتجاوزات القوانين الدولية، وحصول إسرائيل على العتاد اللازم لاستخدام هذه الأسلحة إن شاءت».  

ويضيف الخبير العسكري ماجنير أن «لإسرائيل سجل حافل في خرق كلّ معايير الحرب والقوانين الدوليّة سواء لناحية إدارة الحروب أو استخدام الأسلحة المحظورة مثل قنابل الفوسفور والقنابل العنقودية». وقد وصّف ماجنير الجيش الإسرائيلي «بالأقل أخلاقية والأكثر إجراماً في العالم»، لذلك لا يمكن استبعاد استخدامه لأي سلاح محظور وإن لم تتوافر البراهين.

ما الحلّ؟

يعتبر التلوّث الشعاعي من أصعب حالات التلوّث كون جزيئات صغيرة على المستوى الذري قد تكون كفيلة بتلويث مناطق واسعة ويصعب احتوائها وتعلو أكلاف جمعها واحتوائها في حاويات عازلة للأشعة. كما أن الدول التي استخدمت أسلحة اليورانيوم المنضّب، أي بريطانيا والولايات المتّحدة، ترفّعت عن مسؤولية إزالتها من البلاد التي ألقتها عليها مثل العراق وأفغانستان. 

بعد الاجتياح الأوّل للعراق في العام 1991، طالبت دولة الكويت من الولايات المتّحدة التكفّل بتنظيف عدد كبير من المواقع الكويتية التي لُوِّثت باليورانيوم المنضّب. وبعد 13 سنوات من الإلحاح المتواصل، قبلت الولايات المتّحدة بتنظيف مواقع محدودة، فأزيل نحو 6,700 طن من الرمل الملوّث، و25 دبّابة، و22 طن من الذخائر، وطمرت في ولاية أيداهو الأميركية على الرغم من اعتراض السكّان المحلّيين. في المقابل، اعتبرت إزالة بعض الدبّابات مُكلفة جدّاً فتمّ توضيبها بالبلاستيك وطمرها في الصحراء الكويتية.

قد يبدو من التمنيات المتفائلة إجراء تحقيق علمي وموضوعي على عيّنات ذات موثوقية عالية لتثبيت استخدام إسرائيل لقنابل اليورانيوم المنضّب في لبنان. فإذا أتت النتائج إيجابية سوف تترتّب مسؤوليات كثيرة على الدولة اللبنانية، بدءاً من ملاحقة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية لمخالفتها اتفاقية جنيف، إلى تنظيم حملة واسعة ومُكلفة لإزالة التلوث الشعاعي. لذلك، قد تقتضي «المصلحة المُشتركة» الناجمة عن تقاعس المسؤولين في لبنان ووحشية إسرائيل بطمس المسألة، وبالتالي ترك المجتمع اللبناني تحت رحمة العدوان الإسرائيلي، والقاتل الصامت الذي نتج عنه.