Preview المهاجرين

العام الأكثر فتكاً بالمهاجرين
8,600 قتيل على دروب الهجرة في العام 2023

توفي ما لا يقل عن 8,565 شخصاً في العالم على دروب الهجرة في البحر والبرّ في العام 2023، ما يجعل العام الأخير الأكثر دموية على الإطلاق للمهاجرين منذ بدأ مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة برصد هذه الحالات في العام 2014. سجّل المشروع حتى الآن موت أو فقدان أكثر من 63,719 مهاجراً في غضون العقد الأخير، علماً أن البحر المتوسط لا يزال طريق العبور الدولي الأكثر فتكاً بالمهاجرين على الإطلاق، وهو الأمر المتوقّع كون الغرق هو السبب الأول لموت المهاجرين بين الدول.

الموت على طرقات الهجرة

السنة الأكثر دموية

مقارنة بأرقام العام 2022، ارتفع عدد الوفيات أثناء الهجرة في العام 2023 بنسبة 20%، وقد تجاوز إجمالي  عدد المهاجرين  المتوفين أو المفقودين على مستوى العالم العدد القياسي المسجّل في العام 2016 والبالغ 8,084 قتيلاً ومفقوداً.

من جهة أخرى، شهد شهر حزيران/يونيو أعلى عدد من المهاجرين المتوفين أو المخطوفين بين أشهر العام 2023، بتسجيله 1,244 حالة. إذ شملت أحداث الشهر غرق قارب صيّد مكتظ بمئات المهاجرين قبالة اليونان بعد مغادرته طبرق في ليبيا، وأسفرت هذه الرحلة التي كان من المفترض أن تنتهي في إيطاليا عن وفاة 78 شخصاً بالإضافة إلى 518 آخرين مجهولي المصير. 

المنطقة الأكثر دموية

منذ منتصف التسعينيات على الأقل، يعبر آلاف الأشخاص كل عام البحر الأبيض المتوسط ​​بواسطة القوارب من السواحل الشمالية لأفريقيا وتركيا لطلب اللجوء أو الهجرة في أوروبا، ولا يزال البحر الأبيض المتوسط ​​الطريق الأكثر دموية للهجرة على الإطلاق، مع ما لا يقل عن 3,129 حالة وفاة واختفاء في العام 2023، وهذا هو أعلى عدد من الوفيات يتم تسجيله في البحر الأبيض المتوسط ​​منذ العام 2017. علماَ أن الذروة كانت في العام 2016 بنحو 5,136 شخصاً. وبذلك يصل عدد المهاجرين المتوفين والمفقودين في البحر الأبيض المتوسط إلى أكثر من 29,100 شخص منذ العام 2014. 

يعد وسط البحر الأبيض المتوسّط بالذات (المعبر من شمال أفريقيا إلى إيطاليا، أو بدرجة أقل، مالطا) ​​أكثر طرق الهجرة المعروفة فتكاً في العالم، حيث سجّل مشروع المهاجرين المفقودين أكثر من 22,931 حالة وفاة واختفاء منذ العام 2014، مقارنة بنحو 3,725 حالة في غرب البحر الأبيض المتوسط (نقطة العبور بين شمال أفريقيا وإسبانيا)، و2,444 في شرقه (من تركيا إلى اليونان، وبدرجة أقل، إلى قبرص وبلغاريا)، ويرجع ذلك إلى طول رحلة عبور وسط البحر الأبيض المتوسط والتي قد تستغرق أياماً، بالإضافة إلى أنماط التهريب المتزايدة الخطورة، والنقص في القدرات المتوفرة للبحث والإنقاذ والقيود المفروضة على عمليات الانقاذ، علماً أن كثيراً ما يعبر المهاجرون وسط البحر الأبيض المتوسط ​​في قوارب مطاطية غير صالحة للإبحار ومكتظة بالحمولة، وقد يتم أيضاً إطلاق قوارب متعدّدة في الوقت نفسه، ما يعقّد جهود البحث والإنقاذ بشكل كبير.

من جهة أخرى، تم تسجيل أعداد غير مسبوقة من وفيات المهاجرين في جميع أنحاء أفريقيا (1,866) وآسيا (2,138) في العام 2023. في أفريقيا، حدثت معظم هذه الوفيات في الصحراء الكبرى والطريق البحري المؤدّي إلى جزر الكناري، وفي آسيا، سجّلت مئات الوفيات بين اللاجئين الأفغان والروهينغا الفارين من بلدانهم الأصلية.

تأتي منطقة  أفريقيا في المرتبة الثانية بعد البحر المتوسط في عدد المفقودين والمتوفين المهاجرين منذ العام 2014 بنحو 14,394، وتأتي أوروبا في المرتبة الأخيرة بنحو 1,124.

السبب الأكثر دموية

لا يزال الغرق هو السبب الأول للموت أثناء الهجرة. وبحسب قاعدة بيانات مشروع المهاجرين المفقودين، تم تسجيل 4,501 حالة غرق في العام 2023، ونحو 37,176 حالة غرق منذ العام 2014. يليه الموت المرتبط بحادث سير أو عبر استخدام طريقة تنقل خطيرة بنحو 5,808 حالة، علماً أن 9,238 حالة موت أو فقدان أتت إمّا لأسباب مختلطة أو مجهولة.

يرى القائمون على مشروع المهاجرين المفقودين أنه من المقدر أن تكون الأعداد الحقيقية لحالات الفقدان أو الموت أثناء الهجرة أعلى بكثير من الأرقام الموثقة، وذلك بسبب التحدّيات في جمع البيانات خصوصاً في المواقع النائية، مثل حديقة دارين الوطنية في بنما وعلى الطرق البحرية، حيث تسجّل المنظّمة الدولية للهجرة بانتظام تقارير عن حطام السفن غير المرئية، وحيث تختفي القوارب من دون أن تترك أثراً.