الإنفاق العسكري العالمي للفرد هو الأعلى منذ العام 1990
بلغ إجمالي الإنفاق العسكري العالمي 2.44 تريليون دولار أميركي في العام 2023، بزيادة قدرها 6.8% بالقيمة الحقيقية عن العام 2022، وهي الزيادة الأكبر على أساس سنوي منذ العام 2009، بحسب البيانات التي أصدرها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. يعزى ذلك إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا، والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية في آسيا.
من بين مؤشرات أخرى، ارتفع العبء العسكري العالمي، وهو الإنفاق العسكري كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلى 2.3% في العام 2023، وارتفع متوسط الإنفاق العسكري كحصة من الإنفاق الحكومي إلى 6.9% في العام 2023، وكان الإنفاق العسكري العالمي للفرد الواحد هو الأعلى منذ العام 1990، حيث بلغ 306 دولارات.
سباق تسلّح إيراني إسرائيلي
ارتفع الإنفاق العسكري المقدّر في الشرق الأوسط بنسبة 9% ليصل إلى 200 مليار دولار في العام 2023. وكان هذا النمو الأكبر في خلال العقد الماضي، علماً أن دول الشرق الأوسط تحمّلت أعلى عبء عسكري في العام 2023 بنسبة 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي، إذ ارتفع الإنفاق العسكري للدول الثلاث الأكثر إنفاقاً على العسكرة في المنطقة: المملكة العربية السعودية وإسرائيل وتركيا.
نما الإنفاق العسكري الإسرائيلي، ثاني أكبر إنفاق عسكري في المنطقة بعد المملكة العربية السعودية، بنسبة 24% ليصل إلى 27.5 مليار دولار في العام 2023. كانت الزيادة في الإنفاق مدفوعة بشكل رئيسي بالإبادة الجماعية التي يقودها الكيان المستعمر على قطاع غزة. منذ بدء الحرب، ارتفع الإنفاق العسكري من متوسط 1.8 مليار دولار شهرياً قبل تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 4.7 مليار دولار في كانون الأول/ديسمبر 2023.
أما إيران فهي رابع أكبر منفق عسكري في الشرق الأوسط في العام 2023، بمبلغ 10.3 مليار دولار. ارتفع إنفاقها بشكل طفيف ليصل إلى 10.3 مليار دولار. ووفقاً للبيانات المتاحة لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن حصة الإنفاق العسكري الإجمالي المخصّص للحرس الثوري الإسلامي من إجمالي الإنفاق العسكري ترتفع منذ العام 2019 على الأقل. ارتفع الإنفاق على الحرس الثوري الإيراني من 27% من إجمالي الإنفاق العسكري الإيراني في العام 2019 إلى 37% في العام 2023. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الإنفاق المرتبط بشراء الطائرات من منظّمة صناعات الطيران الإيرانية (هسا) بنسبة 27% في خلال الفترة نفسها، علماً أن «هسا» تنتج المركبات الجوية غير المأهولة التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني.
سباق تسلّح بين روسيا والناتو
في العام 2023، بلغ حجم الإنفاق العسكري لـ 31 عضو في حلف 1.3 تريليون دولار، أي ما يعادل 55% من الإنفاق العسكري في العالم. ارتفع الإنفاق العسكري للولايات المتحدة الأميركية بنسبة 2.3% ليصل إلى 916 مليار دولار في العام 2023، وهو ما يمثل 68% من إجمالي الإنفاق العسكري للناتو. أما الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو فقد زادت إنفاقها العسكري وبلغت حصتها مجتمعةً من إجمالي إنفاق الناتو نحو 28%، وهي أعلى نسبة منذ عقد من الزمن. وجاءت نسبة 4% المتبقية من كندا وتركيا.
كانت أكبر زيادة في العبء العسكري من نصيب أوكرانيا، إذ ارتفع الإنفاق العسكري كحصة من الناتج المحلي الإجمالي بنحو 11 نقطة مئوية ليصل إلى 37% في العام 2023.
من الجهة المناوئة، بلغ الإنفاق العسكري الروسي في العام 2023 ما يقدّر بنحو 109 مليارات دولار، وكان الإنفاق العسكري الروسي في العام 2023 أعلى بنسبة 24% مقارنة بالعام 2022، وأعلى بنسبة 57% مقارنة بالعام 2014، عندما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم.
إن الأداء الاقتصادي الروسي الذي فاق التوقّعات، على الرغم من الانخفاض الكبير في عائدات البلاد من النفط والغاز، ساعد على زيادة الإنفاق العسكري في العام 2023 إلى حد كبير. اعتمدت روسيا على صندوق ثروتها السيادي والقروض الحكومية لتمويل عجز ميزانيتها المتزايد، الأمر الذي سمح لها بالحدّ من تأثير غزوها الشامل لأوكرانيا على اقتصادها.
في العام 2023، كان الإنفاق العسكري الروسي يعادل 5.9% من الناتج المحلي الإجمالي، و16% من إجمالي الإنفاق الحكومي، وهو أعلى مستوى سجّلته روسيا منذ تفكّك الاتحاد السوفياتي.
السلاح يتركّز في أيدي دولتين بعيدتين عن هذه الحروب
في العام 2023، زادت جميع الدول في المراكز العشرة الأولى إنفاقها العسكري. يتركّز الإنفاق العسكري العالمي بشكل كبير بين مجموعة صغيرة نسبياً من الدول. استحوذت أكبر دولتين من حيث الإنفاق، أي الولايات المتحدة والصين، على نحو نصف الإنفاق العسكري العالمي. واستحوذت الدول العشر الأوائل مجتمعة على 74% من إجمالي الإنفاق العالمي، أو 1,799 مليار دولار، أي بزيادة 105 مليار دولار عن العام السابق.
خصّصت الصين، ثاني أكبر منفق عسكري في العالم، ما يقدّر بنحو 296 مليار دولار للجيش في العام 2023، بزيادة قدرها 6% عن العام 2022. وكان هذا هو الارتفاع التاسع والعشرين على التوالي على أساس سنوي في الإنفاق العسكري الصيني. استحوذت الصين على نصف إجمالي الإنفاق العسكري في منطقة آسيا وأوقيانوسيا، وربط العديد من جيران الصين زيادة إنفاقهم بزيادة الإنفاق العسكري الصيني.
