3000 شاحنة مساعدات مُكدّسة على معبر رفح
شركاء في الحصار

74 شاحنة فقط سمحت دولة الاحتلال بدخولها إلى قطاع غزّة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أو ما يعادل 0.75% ممّا كان يدخل قبل هذه الحرب.

المساعدات

أكثر من 3000 آلاف شاحنة مُحمّلة بالمساعدات الحيوية لا تزال تتكدّس على الجانب المصري من معبر رفح، ويُمنع دخولها إلى قطاع غزّة لإغاثة السكّان في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها دولة الاحتلال عليهم.

المساعدات

المساعدات

تتذرّع السلطات المصرية بالتهديدات الإسرائيلية لإبقاء المعبر مقفلاً، وتخضع المنظمات الدولية والإقليمية لمشيئة دولة الاحتلال والتنسيق الكامل معها، بما في ذلك إخضاع أي شاحنة يُسمح لها بالدخول إلى قطاع غزّة لتفتيش أمني دقيق يقوم به جيش الاحتلال، إذ يُفرض على كل شاحنة أن تمرّ عبر معبر نيتسانا الخاضع لسيطرته (على بعد حوالى 40 كيلومتراً جنوب رفح)، ليقرر إذا كان يسمح بدخولها أم لا.

لم تسمح دولة الاحتلال بدخول أي مساعدات طيلة الأسبوعين الأولين من حربها الهمجية على قطاع غزّة، ما استنزف مخزونات الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية والغذاء ومواد النظافة، بالإضافة إلى قطع المياه والكهرباء… ولكنها اضطرت اعتباراً من 21 تشرين الأول/أكتوبر للموافقة على إدخال بعض الحاجات الأساسية، بكميات ضئيلة جدّاً، ومن دون الوقود الذي بات يشكّل شريان الحياة لنحو 2.2 مليون إنسان مهدّدين بالجوع والعطش والأمراض وتوقّف خدمات الإسعاف والاستشفاء.

في ظل الحصار البرّي والبحري والجوي الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزّة منذ العام 2007، كانت تسمح بدخول 500 شاحنة وسطياً، وفق دراسة اعتمدتها طيلة السنوات الماضية تحدّد عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الفرد في قطاع غزّة للبقاء على قيد الحياة. إلا أنها لم تسمح منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بدخول سوى 74 شاحنة، في الفترة بين 21 و26 تشرين الأول/أكتوبر، أي أن الشاحنات التي سمحت دولة الاحتلال بدخولها إلى القطاع في الأسابيع الثلاثة الماضية من الحرب لا تشكّل سوى 0.74% من عدد الشاحنات التي كانت تدخل إليه قبل شنّ هذه الحرب.

وفق تعبير الأونروا، لا تشكّل كمية المساعدات التي تسمح دولة الاحتلال بدخولها إلى قطاع غزّة  سوى «قطرة في المحيط»، ولا سيما أنها تستثني الوقود وتقتصر على غالونات مياه لا تكفي سوى لعدد قليل جدّاً من الناس ليوم واحد فقط، فضلاً عن إمدادات طبية لا تكفي سوى 5 مستشفيات، بالإضافة إلى كمّيات ضئيلة من التونة واللحوم المعلّبة والطحين.

يقدّر برنامج الأغذية العالمي أن المخزون الحالي من السلع الغذائية الأساسية لا يكفي سوى 12 يوماً على مستوى قطاع غزّة ككل، إلا أن المخزون في متاجر البيع بالتجزئة لا يكفي سوى 5 أيام فقط، في ظل عجز التجّار عن الوصول إلى تجّار الجملة بسبب الغارات والقصف والدمار وانقطاع الكهرباء وشحّ الوقود لوسائل النقل. 

في ظل الجرائم ضد الإنسانية التي تنفّذها دولة الاحتلال، يصبح التضامن الحقيقي مع سكّان قطاع غزّة هو العمل بالوسائل كافة لكسر الحصار المفروض عليهم ومنحهم أملاً بالنجاة من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل على شاشات التلفزيون وأمام الجميع.