Preview استهداف الأونروا

349 هجمة إسرائيلية على مراكز «الأونروا» في قطاع غزّة

كان من المفترض أن توفِّر مباني الأونروا الملجأ لبعض النازحين في قطاع غزّة، وأن تمدّهم ببعض الأمان والحماية المفترض أن يقدّمها «علم الأمم المتّحدة»، لكن تلك المباني لم تسلم من القصف وتعرّضت لأضرار جسيمة وتعطّلت خدماتها، بحسب تقرير صادر عن منظّمة الأونروا يرصد الاعتداءات التي تعرّضت لها منشآتها منذ بداية الحرب.

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحتى 15 آذار/مارس 2024، وثّقت الأونروا 349 اعتداءً مباشراً وغير مباشر على مبانيها أو المساحات المحيطة بها التي تأوي النازحين في قطاع غزّة. وقد أسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد ما لا يقل عن 408 إنساناً من ضمنهم ما لا يقل عن 15 طفلاً و7 من موظّفي الأونروا، وإصابة ما لا يقل عن 1,406 آخرين بمن فيهم 111 طفلاً و43 موظفاً في الأونروا. 

اقترفت إسرائيل هذه الجرائم بهدف تسهيل التهجير الجماعي للفلسطينيين، متحجّجة بوجود أسلحة وأنفاق تحت تلك المنشآت، في انتهاك صارخ لاتفاقية امتيازات الأمم المتّحدة وحصاناتها لعام 1946 التي تنصّ على أن «تكون حرمة مباني الأمم المتّحدة مصونة في كل الأوقات بما فيها أوقات الحروب، وأن تتمتّع ممتلكات الأمم المتّحدة وأصولها، أينما وجدت وأياً كان حائزها بالحصانة من التفتيش والاستيلاء والمصادرة ونزع الملكية وأي شكل آخر من أشكال التدخّل، سواء عن طريق إجراء تنفيذي أو إداري أو قضائي أو تشريعي». وعلى الرغم من طلب الأمم المتّحدة معلومات وأدلة بشأن هذه المزاعم، لكنها لم تتلق رداً موضوعياً من إسرائيل التي أمعنت في اعتداءاتها وانتهاكاتها، واستخدمت بعضاً من تلك المنشآت كمباني عسكرية واستخدمتها كمواقع لإطلاق النار واستهداف الفلسطينيين وتخزين الأسلحة. 

UNRWA

لم تكن الاعتداءات التي أصابت تلك المباني والمنشآت عرضية بل كانت مقصودة ومُخطّط لها لا لإلحاق أكبر قدر مُمكن من الأضرار فحسب، وإنّما أيضاً لإشاعة حالة اللا أمان في كل بقعة من قطاع غزّة تسهيلاً لتهجير سكّانه. 

على سبيل المثال، تعرّض مركز تدريب خان يونس الذي كان يأوي 34,407 إنسان لأكثر من  23 اعتداءً بأوقات متفرّقة إلى أن بدأ القتال في نهاية كانون الثاني/يناير في تلك المنطقة. كما تعرّضت بعض هذه المنشآت، ولاسيما المدارس لاستخدام متفجّرات بهدف هدمها وتدميرها. وبحسب الأونروا جرى تدمير 7 مدراس بشكل قصدي بين 20 تشرين الثاني/نوفمبر و29 كانون الأول/ديسمبر 2023.

إلى ذلك، شكّلت الاعتداءات المباشرة نحو 85% من مجمل الحوادث (298 حادثاً) التي تعرّضت لها المباني والمنشآت التابعة للأونروا التي تعدّ الجهة الأممية الأكثر فعالية وعملاً على الأرض في قطاع غزّة. وأتت نتيجة إطلاق الذخائر والأسلحة المتفجّرة سواء من البر أو البحر أو الجو، فضلاً عن التعرّض لنيران الأسلحة الصغيرة. وساد هذا النمط في جميع محافظات القطاع. تركَّزت النسبة الأكبر من هذه الاعتداءات في خان يونس (42%) والمنطقة الوسطى (25%)، إلا أن الضربات الأكثر حدّة والتي أدّت إلى وفيات أكبر فقد تركّزت في كلّ من مدينة غزّة ومحافظة شمال غزّة وبلغت 63% من مجمل حالات الاستشهاد، أمّا الإصابات الأكبر الناجمة عن هذه الاعتداءات فقد سجّلت في خان يونس (32% من مجمل الإصابات) ومن ثم شمال غزّة (26%)، وتليهما المنطقة الوسطى (22%).