Preview RandaKawwas_HealthFacilities_SM_QQ_SIFR_April2024

استهداف المرافق الصحِّية هو الأعلى بين جميع الحروب

شنّ جيش العدو الإسرائيلي أكثر من 804 هجمات عسكرية استهدفت مرافق الرعاية الصحّية في فلسطين المحتلّة، بهدف واضح ومحدّد وهو الإبادة الجماعية للفلسطينيين بشتّى الوسائل، عبر قصف السكّان وقتلهم وتشويههم، وعبر إطباق الحصار عليهم لتجويعهم وتعطيشهم، وعبر حرمانهم من الوصول إلى الخدمات الصحّية المختلفة في ظل حرب ضروس ومدمِّرة وتفشي الأمراض والأوبئة.

الاعتداءات على المرافق الصحّية

ووفقاً للبيانات التي استندت إليها منظّمة «إنقاذ الطفولة»، بلغ المتوسّط الشهري للهجمات الإسرائيلية على مرافق الرعاية الصحّية وخدماتها نحو 134 هجوماً، بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والأول من نيسان/أبريل 2024، وهو المتوسط الأعلى على الإطلاق بالمقارنة مع أي حرب أخرى على مستوى العالم، أقلّه منذ العام 2018، بما في ذلك أوكرانيا التي لديها ثاني أكبر عدد بـ 67 هجوماً شهرياً، وجمهورية الكونغو الديمقراطية بمتوسّط ​​11 هجوماً شهرياً.

وقد شنّ جيش الاحتلال ما لا يقل عن 435 هجوماً على المرافق الصحّية أو العاملين في القطاع الصحّي في جميع أنحاء قطاع غزة، أي ما يعادل 73 هجوماً شهرياً منذ بدء الحرب. وتم الإبلاغ عن 369 هجوماً في الضفّة الغربية المحتلّة.

تصنّف منظّمة الصحة العالمية الهجوم على الرعاية الصحّية على أنه أي حالة من حالات العنف ضد الخدمات الصحية، أو أي عوائق تتداخل مع تقديمها أو الوصول إليها أثناء حالات الطوارئ، بما في ذلك التهديدات النفسية وترهيب المرضى والعاملين.

أسفر الاستهداف المنهجي للقطاع الصحّي الفلسطيني إلى تدمير النظام الصحّي في قطاع غزّة. هناك 11 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل بشكل جزئي، وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن نحو 350,000 شخص يعانون من أمراض مُزمنة في قطاع غزّة غير قادرين على الوصول إلى الأدوية والإمدادات والخدمات الحيوية.

يقول الأطباء في قطاع غزّة إن جزءاً كبيراً من عملياتهم الجراحية يتم إجراؤها على الأطفال بلا تخدير، وأن نقص الغذاء المتاح غالباً ما يعني أن المرضى ليسوا أقوياء بما يكفي للشفاء بشكل صحيح أو مكافحة العدوى. وقد توفي ما لا يقل عن 28 طفلاً حتى الآن بسبب سوء التغذية والجفاف، وفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة.

ويشير الدكتور سيمون ستروثرز، طبيب الأطفال في المستشفى الميداني في رفح، إلى «تفشّي التهابات الجهاز التنفسّي الحادّة، وحالات سوء التغذية، والجرب، والتهاب الكبد الوبائي أ».  وقال «لقد شهدت في الأسبوعين الماضيين المزيد من اليرقان أكثر مما رأيته طوال حياتي المهنية. نعالج العديد من الأطفال المصابين بالتهاب المعدة والأمعاء الحادّ، وهو نوع ينتشر عن طريق البراز. ومن شأن غسل اليدين أن يقلِّل من ذلك، ولكن الآن أصبح الجميع نازحين، ويعيشون في خيام، ولسوء الحظ، فإن الاكتظاظ ونقص الصرف الصحي أو المياه النظيفة يزيدان من المخاطر».

ويؤدي انعدام الأمن إلى تفاقم التحدّيات التي تواجه الوصول إلى خدمات الرعاية الصحّية. فقد قصفت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف وقوافل المساعدات الطبية وطرق الوصول، وأصبحت المستشفيات ساحات قتال، وقالت منظّمة الصحة العالمية إنه في الفترة ما بين منتصف أكتوبر/تشرين الأول ونهاية مارس/آذار، تم رفض أو تأخير أو إعاقة أو تأجيل أكثر من نصف مهامها في غزة.