كم وكيف

شهد العام 2024 أعلى مستوى للإنفاق العسكري في تاريخ العالم، إذ بلغ 2.7 تريليون دولار أميركي، بزيادة 9.4% عن العام السابق، وهي الأكبر منذ العام 1988. يعادل هذا الإنفاق تقريباً الناتج المحلي لفرنسا، ويفوق إجمالي اقتصادات دول الخليج مجتمعة، ويتجاوز بكثير تكلفة القضاء على الفقر، أو محو الأمية، أو إنهاء الجوع العالمي. 

منذ 69 عاماً، شكّل قانون السرّية المصرفية في لبنان حصناً منيعاً لحماية النخبة المالية والسياسية. لكن مع تصاعد الضغوط الشعبية والخارجية، ظهرت فيه ثقوب مُتتالية، آخرها تعديلات نيسان/أبريل 2025. مع ذلك، لا يزال القانون يوفر حماية جزئية للنخبة بفعل ثغرات قانونية تقيّد دور النيابات العامة والإدارات الضريبية.

لم تُجرِ الدولة اللبنانية مسحاً شاملاً لأضرار الحرب الإسرائيلية، ويُعتمد حالياً على تقديرات البنك الدولي، التي تشير إلى تضرّر 162,900 وحدة سكنية. في المقابل، تُظهر تقديرات مؤسسة «جهاد البناء» استناداً إلى مسح ميداني، تضرّر 348,028 وحدة، بفارق يبلغ أكثر من 185 ألف وحدة.

ما من كلمة نكتبها للذكاء الاصطناعي تكون مجّانية. حتى «شكراً» و«من فضلك» تستهلك طاقة وماءً ومالاً، لأن وراء كل كلمة مراكز بيانات تعمل وخوادم تدور وموارد تُستنزف.

منذ وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، أدت سياساته الاقتصادية غير التقليدية، وعلى رأسها فرض تعريفات جمركية ضخمة، إلى زعزعة استقرار الأسواق العالمية، لا سيما سوق الأسهم الأميركية.

تتصاعد «حرب باردة» خفية للسيطرة على المعادن الحرجة الأساسية لتحوّلات الطاقة النظيفة والصناعات العسكرية المتطورة. وتحتل معادن مثل الليثيوم والكوبالت والنحاس والنيكل موقعاً محورياً في هذه المعركة، مع تركز احتياطياتها بشكل رئيس في بلدان الجنوب العالمي.

حالياً، يُقدَّر أن أكثر من نصف مساحة غزة غير متاحة للسكان، ويعكس هذا النمط المتبع نية إسرائيلية لإحداث تغيير دائم في الطابع الجغرافي والسكاني للقطاع، مع تقويض أي إمكانية لعودة السكان إلى أراضيهم.

إن انخفاض سوق الأسهم، بخلاف ما تروّج له النخب اليمينية، قد يحمل في طيّاته فوائد من منظور يساري: فهو يخفّف من التفاوت في الثروة، ولا يؤثر في مداخيل الغالبية العظمى، ويجبر الأغنياء على دفع «ضريبة سوقية» يصعب فرضها عليهم تقليدياً. ومع ذلك، يبدو اليسار غير مرتاح لهذه الانخفاضات، إما خوفاً على صناديق التقاعد أو خوفاً من تراجع الاستثمارات.

بعد مرور 4 أشهر على وقف إطلاق النار، لم تعد الأسواق في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك-الهرمل، التي تعد الأكثر تأثراً بالعدوان الإسرائيلي، إلى حالتها قبل الحرب، ما يعكس بطء عملية إعادة الإعمار واستمرار القيود المفروضة عليها.

شهد العام 2024 «صناعة» ملياردير جديد كل 35 ساعة، فيما ادت ثرواتهم يومياً بمتوسط 5.2 مليار دولار. تتركّز الثروات في عدد محدود من الدول، إذ تمتلك الولايات المتحدة وحدها 30% من أغنى الأغنياء. كما تبرز فجوة واضحة في توزيع الثروة، حيث يمتلك أغنى 100 ملياردير ثلث ثروات المليارديرات، على الرغم من أنهم لا يمثلون سوى 3.3% من إجمالي عددهم. 

في العام 2023، وصلت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالمية إلى 4.8 تريليون دولار، متجاوزة اقتصادات كبرى مثل ألمانيا، ومهيمنة على نحو 30% من سوق التكنولوجيا الرائدة. إلا أن هذه الثورة التكنولوجية تُدار وتُحتكر إلى حد كبير من قوى اقتصادية محددة، خصوصاً الولايات المتحدة والصين، اللتين تستحوذان على الغالبية العظمى من الاستثمارات، والبنية التحتية، والموارد البشرية المتخصصة. 

على الرغم من نهاية الاستعمار الرسمي، لا تزال ديون الجنوب العالمي أداة فعالة لفرض الهيمنة الاقتصادية. فمنذ الثمانينيات، تضاعفت ديون هذه الدول بشكل 19 مرّة، مدفوعة بسياسات تقشف فرضتها مؤسسات مثل صندوق النقد والبنك الدوليين. وفي 2023 وحده، دفعت الدول النامية أكثر من 971 مليار دولار كفوائد للدائنين الأجانب. لكن بعد الجائحة، والحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الفائدة، أصبح الجنوب عالقاً في أزمة مزمنة تهدد استقراره الاقتصادي.