كم وكيف

تبيّن تقديرات الأمم المتحدة أن هناك ما يشبه الركود السكاني، إذ أن عدد السكان المقدّر حالياً يوازي عدد السكان المقدّر قبل عقد من الزمن. والواقع أن عدد السكّان لم ينمُ تراكمياً بأكثر من 0.5% طوال هذا العقد، ويعود ذلك إلى تآكل النمو السكاني المحقّق من خلال نزيف الهجرة المتواصل.

تشير تقديرات الاضاءة الليلية إلى أن المحافظات الخمس الأكثر تضرراً من الحرب تمثل 80% من إجمالي النشاط الاقتصادي في فترة ما بعد الأزمة المالية للعام 2019. وهذه المحافظات، إلى جانب جبل لبنان هي بعلبك الهرمل، وجنوب لبنان، والنبطية، والبقاع. علماً أن محافظتي النبطية والجنوب تمثلان 22% من إجمالي النشاط الاقتصادي للبلاد وقد شهدتا الموجة الأعلى من النزوح.

سقط بشّار الأسد في سوريا تاركاً وراءه اقتصاداً مُفترساً ومجتمعاً مدمراً وجغرافية مُقسّمة، في حين استولت عائلته وحاشيته على ثروات شخصية طائلة ستكشف الايام المقبلة حجمها، ذاق الشعب السوري الويلات في فترة حكمه وحكم والده، ودفع أثماناً باهظة لحرب مستمرّة منذ أكثر من 13 عاماً.

في حين تضخّمت ثروات أغنى 10% من السكان وزادت حصتهم من الثروة الإجمالية، انخفضت حصّة النصف الأفقر من السكّان. ففي البلدان العربية المنخفضة الدخل تراجعت هذه الحصّة من 10.7% في العام 2000 إلى 7.6% بحلول العام 2022. وفي البلدان المتوسّطة الدخل، هبطت حصّة النصف الأفقر من السكان إلى 8.1% بحلول العام 2022. وفي البلدان المرتفعة الدخل، وصلت إلى 6%.

سجّل العام 2024 واحداً من أعلى معدّلات العجز التمويلي في تاريخ الأمم المتّحدة، إذ وصلت قيمة الحاجات التمويلية إلى نحو 49.6 مليار دولار في حين لم يتجاوز التمويل المتاح 21.2 مليار دولار.

عرّضت الحرب الإسرائيلية ما لا يقل عن 130 بلدية لخطر كبير جرّاء الأضرار التي لحقت بالأراضي والأصول الزراعية فيها، وهي بمعظمها بلديات تقع في أقضية بعلبك والهرمل والنبطية ومرجعيون، التي تضمّ بالأساس نسبة كبيرة من السهول الخصبة والأراضي الزراعية والحقلية.

ارتفعت الأجور الحقيقية في كلّ مناطق العالم بالمقارنة مع العام 2023، باستثناء البلدان العربية، إذ تشير التقديرات إلى أن متوسّط ​​الأجور الحقيقية بقي على حاله. ويتكرّر هذا الحال منذ سنوات، بين عامي 2006 و2024، لم يرتفع الأجر الحقيقي في البلدان العربية إلّا في 10 سنوات فقط من أصل 19 سنة، ولم يكن الأمر بهذا السوء في أي منطقة في العالم باستثناء أفريقيا.

لم تعلن الدولة حتى الآن عن أي سياسة محدّدة لإعادة النازحين وإعادة بناء مساكنهم، ولم تتخذ أي إجراءات لتسكين القلق الذي يعتري النازحين العائدين وغير العائدين، ولا سيما أولئك الذي خسروا منازلهم أو الذين ينتظرون الجلاء الإسرائيلي من قراهم.

دمّرت آلة الحرب الإسرائيلية نحو 15,633 مبنى بشكل كلّي أو جزئي في الأقضية السبعة التي تتألّف منها محافظتا الجنوب والنبطية، 93.9% منها موجودة في ثلاثة أقضية هي مرجعيون وبنت جبيل وصور. وخلفت أكثر من 8 ملايين طنّاً من الحطام، كما دمّرت معظم الوحدات السكنية في عدد من القرى الحدودية، ولا سيما في يارين والظهيرة وكفركلا.

تشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.6 مليون شخص في غزة سوف يكونون عرضة للمزيد من الأهوال مع بدء موسم الشتاء لافتقارهم إلى المأوى الذي يقيهم من عوامل الطقس القاسية، إذ يعيش معظمهم في الخيام والمباني المتصدّعة من دون تجهيزات للتدفئة أو بنى تحتية للصرف الصحي أو دعم إنساني كاف لصمودهم.

416 يوماً من العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، شنّ خلالها ما لا يقل عن معدّل 34 غارة يومياً، أدّت إلى استشهاد وجرح ما لا يقل عن 19,863 شخصاً، بمعدّل 48 ضحية يوماً، فضلاً عن نزوح ما لا يقل عن 1,7 شخص، من ضمنهم 1,2 مليون لبنانياً.

وافقت الحكومة الإسرائيلية على موازنة العام 2025 البالغة 607 مليار شيكل، والهدف المُعلن منها هو دعم الاحتياجات الأمنية وتشجيع النمو، لكن بحسب معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل، يبدو أن الموازنة قد تتمكّن من توفير غلاف اقتصادي للاحتياجات الأمنية، ولكنها لن تكون قادرة على تأمين الاحتياجات الاقتصادية الواسعة.