محمد الخنسا

تشارك شركات أسلحة إسرائيلية عدّة في معرض سنغافورة للطيران لعرض مسيّراتها الحربية وأنظمة دفاعها الجوي وصواريخها وقذائفها، في إطار حملة تسويقية لزيادة مبيعاتها الخارجية، مستندة إلى سجّل حافل بتجارب أسلحتها الفتّاكة وقوّتها التدميرية في حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها على سكان قطاع غزّة.

لم تصل الإجراءات الدولية ضدّ إسرائيل إلى مستوى الردّ المطلوب على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية، من دون أن يعني ذلك تبخيس القيمة السياسية والمعنوية لإجراءات بعض الدول، التي قرّرت أن لا تكون شريكة أو متواطئة أو صامتة تجاه هذه الجرائم.

تضاعف المتوسّط اليومي لصادرات النفط الإيرانية ثلاثة مرّات في السنوات الأربع الماضية. هذه الزيادة المطردة في الصادرات النفطية الإيرانية تتحدّى العقوبات الأميركية المفروضة عليها، وتقدّم دليلاً إضافياً على أن هذه العقوبات هدفها معاقبة الشعوب وليس الحكومات.

إذا توقّفت الحرب الآن وفي حال ضخّت كمّيات كبيرة من المساعدات، وعاد اقتصاد القطاع إلى معدّل نموه في فترة الحصار، فهذا يعني أنه سيستغرق 68 عاماً للعودة إلى مستويات العام 2022، أي أن العودة إلى الوضع البائس الذي كان قائماً قبل الحرب سوف تستهلك جهد جيلين مقبلين على الأقل.

شهد العام الماضي العديد من المعالم الديموغرافية، أبرزها هو تجاوز عدد الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً وما فوق، عدد الأطفال تحت سن 15 عاماً للمرّة الأولى، وبات سكان العالم الآن يتألفون من 2 مليار طفل، و2 مليار من كبار السن، و4 مليارات من الشباب وغيرهم من البالغين.

في العام 2023، أنفقت غوغل وآبل وأمازون وميتا ومايكروسوفت نحو 68 مليون دولار على عمليات تتعلّق بالضغط على المشرّعين الأميركيين، بالمقارنة مع 70 مليون دولار في العام الذي سبقه، و65 مليون دولار في العام 2021. وهو ما يبيّن القدرة السياسية لهذه الشركات في التأثير على قضايا الشأن العام، في الوقت الذي ليس لشرائح اجتماعية أخرى القوى المادية للضغط بشكل معاكس.

يحصي خبراء النقل نحو 11 طريقاً أو ممراً يمكن سلوكه لنقل البضائع كبديل عن البحر الأحمر ولكن، المقارنة بين هذه الممرات والوسائط يدفع إلى الجزم أن لا مفر من البحر الأحمر، لأنه يبقى الطريق الأكثر كفاءة لانسياب التجارة.

الأكلاف الإضافية التي تفرضها مخاطر البحر الأحمر لا تبرِّر الأسعار المرتفعة التي تفرضها شركات الشحن البحري المُهيمنة على سوق الملاحة العالمية، وتذهب التحليلات إلى اتهام الشركات باستغلال التوتّر لزيادة أرباحها.

يُعدّ العام 2023 عام انعدام المساواة بحسب توصيف البنك الدولي، بسبب الصعوبات التي تعصف بالعالم نتيجة تغيّر المناخ وتنامي الصراعات والعنف وتفشّي انعدام الأمن الغذائي. تفرز هذه الأزمات تداعيات تتحمّل وزرها الأعنف الفئات الأضعف والبلدان الأفقر التي ترزح بالأساس تحت جبال من الديون تستنزف مواردها وتعيقها عن التصدّي لهذه الأزمات.

في الوقت الذي تكافح فيه منظّمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) من أجل تدعيم أسعار البترول، التي فقدت نحو 20% من قيمتها في الأشهر الثلاثة الماضية، أعلنت أنغولا إنها سوف تنسحب من المنظّمة وسط خلافات في المجموعة بشأن حصص الإنتاج والتخفيضات المُحتملة، التي يسعى إليها كبار مُنتجي النفط والتي تضرّ بمنتج صغير مثل أنغولا.

يبدي البنتاغون قلقه في شأن الكلفة المتزايدة التي تتكبّدها الولايات المتّحدة لإسقاط المسيّرات والصواريخ التي تطلقها حركة «أنصار الله» اليمنية في البحر الأحمر، فكلفة الصواريخ التي تستخدمها البحرية الأميركية باهظة الثمن، ويمكن أن تصل إلى 2.1 مليون دولار لاعتراض مُسيّرة غير متطوِّرة تقدّر كلفة تصنيعها ببضعة آلاف من الدولارات.

يبدو أن الهجمات التي تنفذها حركة «أنصار الله» في البحر الأحمر دعماً للمقاومة الفلسطينية، وتزامنها مع أزمة الجفاف في قناة بنما سيكون لهما أثر جسيم على حركة الشحن البحري وسلاسل التوريد العالمية والتجارة عموماً، بما يتجاوز الضرر المباشر على الاقتصاد الإسرائيلي. فهل تدفع المصالح التجارية إلى توسيع دائرة المطالبة بوقف إطلاق النار؟ أم أن الضغوط قد تدفع إلى مغامرات حربية غير محسوبة النتائج؟