موقع 0

حرب الأفيون الجديدة
في غزة، حيث تهيمن الصدمات النفسية، ويبلغ الاكتئاب والقلق مستويات شبه شاملة، فإن إدخال مواد كهذه قد يشعل انهياراً مجتمعياً متسارعاً. وهذا لا يبدو حادثاً عارضاً، بل امتداداً لسياسة ممنهجة وثّقتها الشهادات والأبحاث، وتعيد إحياء تقاليد استعمارية استخدمت المخدرات لتفكيك المجتمعات من الداخل. فإذا كانت إسرائيل تتحكم بكل ما يدخل غزة، فإن تسلل الأوكسيكودون داخل طحين الإغاثة لا يمكن اعتباره تهريباً عشوائياً، بل جريمة مدروسة في سياق حرب إبادة مستمرة.
التطبيع في زمن الإبادة
بينما تصعّد إسرائيل من جرائمها بحق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين واليمنيين، تتمسّك أنظمة عربية ونخب برجوازية بخيار «السلام» مع تل أبيب وتحارب المقاومة المسلحة. يترافق الخطاب التطبيعي مع ترويج اقتصادي يستغل الأزمات المعيشية في البلدان العربية ويحوّل الأنظار عن مسؤولية الأنظمة فيها وسياساتها التابعة لرأس المال الخليجي والقرار الغربي، في حين أن التطبيع كان دوماً أداة لتحقيق مصالح إسرائيل الجيوسياسية ولم يجلب التنمية الموعودة، بل كرّس التبعية الاقتصادية وأحياناً الفقر والاستغلال.