موقع 0

وجوه اللامساواة وأسبابها
على مدى ثلاثة عقود، اعتمد النموذج الاقتصادي بشكل متزايد على الريوع والأموال التي يرسلها المغتربون بدلاً من الاعتماد على دينامية إنتاجية تؤدي فيها الأجور دوراً محورياً، ما زاد من عدم تكافؤ توزيع الثروة، حيث تسيطر أقلية تمتلك معظم الأصول المالية والعقارية على غالبية الدخل. ونتيجة لذلك، اعتمدت الغالبية العظمى من السكان على مداخيل غير مستقرة، في ظل آليات محدودة لإعادة توزيع الثروة للحد من تأثير هذا التفاوت.
التطبيع في زمن الإبادة
بينما تصعّد إسرائيل من جرائمها بحق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين واليمنيين، تتمسّك أنظمة عربية ونخب برجوازية بخيار «السلام» مع تل أبيب وتحارب المقاومة المسلحة. يترافق الخطاب التطبيعي مع ترويج اقتصادي يستغل الأزمات المعيشية في البلدان العربية ويحوّل الأنظار عن مسؤولية الأنظمة فيها وسياساتها التابعة لرأس المال الخليجي والقرار الغربي، في حين أن التطبيع كان دوماً أداة لتحقيق مصالح إسرائيل الجيوسياسية ولم يجلب التنمية الموعودة، بل كرّس التبعية الاقتصادية وأحياناً الفقر والاستغلال.